12 ديسمبر، 2024 3:57 ص

انسانية أوروبا و ظلم حكوماتنا!!

انسانية أوروبا و ظلم حكوماتنا!!

لا كلمات تصف معاناة المهاجرين العراقيين الى أوروبا غير عبارة البحث عن وطن بديل بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بسبب عطش السياسيين للانتقام و الفشل في ادارة شؤون البلاد بغير الدفة الطائفية و العرقية، مقابل صمت مطبق من الحكومة و النواب و كأن الغارقين في مياه المتوسط أو الناجين على بقايا عوامة ليسوا شركاء في الوطن، انها فعلا مصيبة غياب الانصاف و الضمير الانساني.

يرحل العراقيون بلا طائفة و لا قومية بحثا عن مكان آمن بشق الأنفس و بقايا المال بينما يتنعم السياسيون بما لذ و طاب مقابل لا عمل، حيث القوانين معطلة و الوضع الأمني و الاقتصادي على جرف هار، بينما يشهد النسيج الاجتماعي احتكاكا خطيرا بسبب تعدد مراكز القرار الأمني على أسس طائفية بشهادة مسؤولين و عقلاء.

يرحل العراقيون باتجاه واحد فلا جواز سفر يعينهم على البلوى و لا أمل غير الوصول الى أوروبا يزرع في نفوسهم التصميم و العزيمة، بعد أن كان العراقيون يكرهون بالفطرة الهجرة و الغربة بحكم انتمائهم الوراثي الى العراق عندما كان بيتا معمورا بظلم مقبول، قبل أن يتحول الى بيت مهجوربسبب الضغائن السياسية و التنابز بألقاب الفتنة و التهام السحت الحرام.

يرحل العراقيون دون الالتفات الى العراق بينما كانوا يذرفون الدموع على سفرة من أيام معدودة في مفارقة هي الأخطر من الاحتلال اللعين لأن الوطن يفقد مستقبله و يشيخ مبكرا فسواعده القوية تتجه صوب أوروبا بحثا عن الأمن والحياة الطبيعية، رغم أن طعاما لا يعوض الخبز العراقي و ملوحة ارض الوطن و شمسه و هواه، وقبل ذلك كله اللحمة الاجتماعية المتوارثة خارج محاصصات السياسيين.

يرحل العراقيون الى ” ماما ميركل” دون أن يحرك ذلك شعرة في رؤوس مسؤولين عراقيين اداروا ظهورهم لمعاناة الشعب فلم ينصفوا النازحين و لم يوفروا الأمن و السلم الاجتماعي و لم يحموا الأهل والدار، لأن كل ما يعنيهم هي ملذات الحياة على حساب ظلم الأبرياء، لم يحزم كاكا حما و كوركيسو حسين و عبد الزهرة و عبدالله و عمر لم حقائب سفرهم من باب الترف أو العزة بالأثم بل لأن أبواب المستقبل أوصدت بوجوههم أنهم سيؤسسون لأخوة عراقية صادقة ، لكن مع الآسف خارج حدود الوطن هذه المرة.

معيب جدا أن يجد العراقي في ” ماما ميركل” الحضن الدافيء لكن المعيب الأكبر أن حكامه لم يفكروا الا بنحر أحلامه، لذلك سيجد في أوروبا بيتا جديا خاليا من ظلم

حكومات ترعرت على الفساد و كبرت مع الظلم و مجافاة الله في حقوق المواطنة، ليشكل الشباب من آهل الفرات الأوسط و الجنوب غالبية الراحلين بعيدا عن العراق، ما يكشف الوجه الأخر للظلم على حساب ادعاءات الدفاع عن الطائفة لضمان المنصب.
 [email protected]