يبدو كما لو أن هدم جدار برلين قد شكّل مبتدأ النهاية للمثقف بمفهومه الشائع موقعاً ودوراً ووظيفة.. أو هكذا أرادت المؤسسات الرأسمالية المعولمة أن يكون عليه الأمر، لاسيما في أميركا. وكما يلاحظ إدوارد سعيد فقد “أضفت الولايات المتحدة، بصفتها الإمبراطورية الأخيرة، ذاتية الحكم الإمبراطوري على مثقفيها. وضع ذلك المثقفين فوق أمور كهذه. ربما بسبب شعور باللاجدوى والعقم والتفتت العائد إلى التخصص.. لا يشعر الوسط المثقف الأميركي بمسؤوليته تجاه المصلحة العامة بشكل كافٍ، ولا يعد نفسه مسؤولاً عن تصرفات الولايات المتحدة الدولية”. ووصل الحال بعد هجمات 11 أيلول إلى ربط اصطلاح المثقف باصطلاح الإرهاب.. أوجدت الدعاية ذات الشحنة الإيديولوجية الانفعالية المهيّجة لمشاعر الكراهية نحو الآخر المختلف، في الوعي واللاوعي الشعبيين، ألفة بين الاصطلاحين.. يقول سعيد رداً على سؤال بهذا الخصوص: “لاحظت أن كلمة مثقف ( Intellectual ) أصبحت سيئة السمعة ولم تعد مستخدمة لدى اليسار، ويعود سبب ذلك جزئياً إلى الألفة التي ذكرتها بين الاصطلاحين ( المثقف والإرهابي )، وهي ألفة غير ظاهرة للعيان، لكنها موجودة رغم كل شيء. وعوضاً عنها ظهرت كلمات كأخصائي ودارس وأكاديمي. بات اصطلاح مثقف جزءاً من عالم ما قبل الحداثة، ويعود ذلك جزئياً إلى كون المثقف كمفهوم يدلّ على شيء عام أكثر مما يدلّ على شيء محدد”.
يُراد من المثقف في خضم تحولات التعولم أن ينكفئ إلى برجه العاجي، إلى مجال تخصصه الدقيق، وأن يتكلم في حدود ذلك المجال لا يتخطاه أبداً. فالمنطقة خارج ذلك محرّمة عليه بحجة أنه غير ملمٍّ بتفاصيلها، لذا فهو غير معني بها ولا يعتد برأيه حولها مهما كانت درجة صواب ذلك الرأي وعلميته.. إن كل متخصص يعرف ما يكفي في حقله، أما الصورة العامة للحقول المعرفية والإنسانية العامة فتبقى غائمة، وغائبة، وهي فقط من شأن المخططين الإستراتيجيين وواضعي البرامج الخاصة بالمصالح المؤسساتية الكبرى.
انصاع كثر من المثقفين إلى دعوى احتراف كل شخص في مجال تخصصي معيّن وعدم الاهتمام فيما وراء ذلك.. صحيح أن ثمة مسوِّغات علمية وموضوعية تجعل من قضية التخصص العلمي والأكاديمي والمعرفي ضرورة لا غنى عنها، غير أن الظاهرات تتواشج وتتفاعل فيما بينها سواء في الكون الطبيعي أو الاجتماعي، ويصبح من الصعب الوصول إلى معرفة دقيقة حول ظاهرة ما من غير الإحاطة بعلاقاتها مع الظاهرات المجاورة الأخرى، لاسيما في حقل العلوم الإنسانية. إن حاصل جمع الحقائق الصغيرة المتناثرة، على الرغم من أهميتها الكبيرة، لا يفضي إلى توضيح الصورة الشاملة. وتبقى مهمة تلك الشريحة من المثقفين المفكرين هي إعادة التفكير بالإشكاليات الوطنية التي تموِّهها الطبقة السياسية وإعلامها الديماغوجي، إلى جانب إثارة القضايا الحقيقية والأسئلة المتعلقة بها، وإنعاش الذاكرة الجمعية، والمكافحة ضد السطحية وتزوير التاريخ والنسيان. فيما يُراد للمثقف اليوم أن يفقد استقلاليته وشمولية نظرته، وبالتالي قدرته على النقد والجهر بالرأي الصادم والنظر العلمي التاريخي الذي يرى كل شيء في إطار شروطه الواقعية الموضوعية، وسياقه التاريخي الصحيح.
إن الانشطار الحاصل في الوظائف العلمية والثقافية وفي مجالات التخصص المعرفية كافة تفرض حقيقةَ أن الدور الذي على المثقف أن يؤديه لابد من أن يكون مختلفاً الآن. بشرط ألا يفقد صلته بالحيّز العمومي، حيث يعيش الناس ويعملون ويكابدون ويعانون ويأملون ويقدمون التضحيات. ومساحة هذا الحيّز آخذة بالتمدد والتشعب بفضل وسائل الاتصال الحديثة وتوسع قنوات الإعلام مع ازدياد منظمات المجتمع المدني وتعدد أنشطتها، وسلاسة ويسر تدفق المعلومات والتواصل الاجتماعي وتبادل الآراء وتفاعلها.
يلاحظ إدوارد سعيد أنه على الرغم من أن “ولادة عصر التخصص، وتسويق وتسليع كل شيء في الاقتصاد المتعولم حديثاً، قد أطاح ببساطة بتلك الفكرة القديمة الرومنطيقية بعض الشيء عن الكاتب/ المثقف المستوحد، فلا تزال أفكار وممارسات الكتّاب/ المثقفين المتعلقة بالحيّز العام تحمل الكثير من الحياة”. ويتحدث سعيد عن الفضاء السياسي والثقافي الأميركي، حيث الفراغ الأخلاقي، مثلما يسمّيها، الذي أوجدته سلالات من الحكومات الجمهورية، وهو الذي جعل العديد من الناس ينصتون للكتّاب/ المثقفين “بحثاً عن قيادة لم تعد توفرها السلطة السياسية”. فهؤلاء الناس، بعد يأسهم من لعبة المؤسسات السياسية باتوا “يستشعرون الحاجة إلى اعتبار الكاتب/ المثقف كائناً يجب الإنصات إليه بما هو مرشد في الحاضر المربك، وأيضاً بما هو قائد جناح أو تيار أو مجموعة تسعى إلى المزيد من القوة والنفوذ”. وهذه الفكرة الأخيرة لغرامشي كما يشير سعيد.
لكن، بالمقابل، ماذا عن مثقفنا نحن في فضائنا السياسي والثقافي؟. وأي دور يمكن أن يؤديه في الحيّز العام؟.
منطقة المثقف؛
لست أتحدث عن منطقة متملَّكة، محميّة ومستقلة. خاصة بشريحة محددة ( المثقفون ). بل عن فضاء مجتمعي متكامل تتباين فيه الأدوار والوظائف والاتجاهات والمصالح والممارسات.. فضاء عمومي تتصارع للتحكم به، أو بأجزاء منه، قوى وتيارات وجماعات توظِّف وسائل السياسة والإعلام والإيديولوجيا والرأسمال الرمزي والموروث، وأحياناً وسائل العنف والإكراه، للاستحواذ على أكبر قدر ممكن فيه من الغنائم والسلطة والنفوذ.. إنها خريطة متداخلة ومتحوِّلة، وملتبسة، ومن الصعب التنبؤ بمفاجآتها، على الرغم من وقوعها تحت طائلة المراقبة ومحاولات التحليل والفهم والتقويم، طوال الوقت، من قبل الساعين إلى السلطة. والسلطة، في سياق كلامنا، أشكالها مختلفة؛ سياسية واجتماعية ودينية واقتصادية ومعرفية. وما يهمنا بصدد منطقة المثقف حيث يؤشَّر دوره ووظيفته هو الحقل الذي يخصّه. وهذا الحقل ليس مساحة جغرافية، أو مؤسسة بعينها، وإنما منظومة أنشطة فكرية، وفعالية سجالات وحوارات، وصراع رؤى وقناعات، والإنشغال بإشكالية المعنى وصناعته، ومن ثم التأثير في الحيّز العمومي. حيث التأثير فعل قوة/ سلطة، وحيث تشتبك القوة/ السلطة بالمعرفة.
يشتمل حقل المعنى، عراقياً، الآن، إذ تتضاد المفاهيم والأفكار والتصورات وتتفاعل وتتصارع، على مجموعة أقانيم ومساحات منها؛ مفهوما الدولة والمواطنة، وما يرتبط بهما من قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان. وانشباكهما بمفهوم الهوية.. أشكال السلطة، وطبيعتها، وحدودها، وعلاقاتها، وآليات إدارتها.. أنماط العلاقات السوسيو ـ سياسية بين الأفراد والجماعات وأغطيتها الدستورية والقانونية.. كيفية تنمية الثروة وتوزيعها.. موقع الثقافة في الحيّز الاجتماعي ـ السياسي، وإستراتيجيات التنمية الثقافية.
يشكِّل المثقف، بعدِّه فاعلاً اجتماعياً مهموماً بقضية المعنى، معترضة مزعجة ومقلقة في سياق الصراع ـ الدموي أحياناً ـ على السلطة، ( وهنا نذكِّر بان الاقتتال على كرسي السلطة ليس من شأن المثقف. وإذا ما انجر المثقف إلى منطقة السياسي للمنافسة على الكرسي يكون قد غادر موقع المثقف إلى خارجه ).
إن منطقة المثقف هي منطقة الحيّز العمومي المعروض للرؤية النقدية. النقد بوصفه نشاطاً عقلياً معرفياً، ومنتجاً، يعتمد أساساً منهجياً متماسكاً، متسقاً، وفعّالاً، ويتخذ الحوار أداة له. من غير ادّعاء امتلاك الحقيقة النهائية، لكن مع حق المثقف في أن يجهر بما يعتقد أنه الحق والحقيقة. على أن يصدر نقده من أفق مشروع وطني واضح المعالم والغايات. وحين ينجح الآخرون ( السياسي مثلاً ) في استدراجه إلى خارج هذه المنطقة ـ أكرر بأنني أتحدث في هذا المقام عن المثقف المهتم بالحيّز العمومي ـ مثل أن يتورط في الثرثرة الفارغة حول إشكاليات زائفة ومضللة، أو أن ينصاع لأطروحة سطحية خاصة بسياسي ما، يسوِّغها ويزوِّقها ويدافع عنها، أو أن يوظِّف ملكته الثقافية في عمليات التجييش الطائفي والعنصري لتحقيق مآرب شريحة ضيقة من الطبقة السياسية. أقول حين يُستدرج المثقف إلى خارج موقعه النقدي الذي يحظى فيه بالاستقلال، فإنه لن يفقد استقلاله فحسب وإنما سيغدو موضع سخرية، ومهزوماً.
لكن ما لم يقدم عليه المثقف ( العراقي )، بشكل كافٍ، هو ممارسة وظيفته النقدية من موقعه المستقل والحرّ حيث موضوعته/ منطقة اهتمامه الحيّز العمومي. ذلك النقد الذي يمثّل اليوم ضرورة قصوى، اجتماعياً ومعرفياً، والذي يمكن ان نحصر مداه في اتجاهين، الأول؛ ثقافي ويتحدد بالآتي؛ إجراء نقد صارم للذات المثقفة العراقية، إلى جانب تقويم موضوعي دقيق للمنجز الثقافي العراقي.. تحليل وتفكيك الخطاب الثقافي العراقي مثلما تبلور خلال المائة سنة الأخيرة ـ وهي تقريباً عمر الدولة العراقية الحديثة.. إعادة كتابة تاريخنا الثقافي بالشكل الذي نعرضه تحت الشمس بإنجازاته وإخفاقاته ومواطن قوته وصلابته وقصوره.
والثاني؛ سياسي واجتماعي حيث يتسع زاوية رؤية المثقف النقدية ليغطي مساحة البلاد؛ تاريخاً ومجتمعاً وواقعاً ومؤسسات وسياقاً حضارياً مستشرفاً المستقبل، وعلاقتها بالعصر والعالم.
هذه هي الصورة/ المثال، بيد أن واقع الحال يقول شيئاً آخر.. فاضطراب الوضع السياسي واختلال البنى الاجتماعية، جعل المثقفين مكشوفين بعجزهم وقلة حيلتهم.. إنهم لم يطرحوا بعد الأسئلة الصحيحة.. وليس لهم، في هذا الزمن الصعب، ترف أن يكتفوا بصياغة الأسئلة بحجة أنهم غير معنيين بالأجوبة. ولا أحسبني أغالي حين أقول أن المثقفين لا يمتلكون الحلول السحرية لمشاكلنا ومعضلاتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. والأدهى أنهم لا يمتلكون حتى مشروعاً وطنياً ذا صبغة ثقافية حداثية متفقاً عليه..
موقع المثقف:
لست أرمي، بهذا الصدد، إلى سياحة نظرية في تحديد مفهوم المثقف واختلافه بين الثقافات المتنوعة والمفكرين الذين لا يعدّون..بل أصوغ مفهوماً له أراه ملائماً لسياق هذه الموضوعة؛ موقع المثقف.
المثقف الذي أقصد هو المبدع والمفكر الذي ينتج أعمالاً ثقافية في حقول الآداب والفنون وفلسفة العلوم والإنسانيات. ولا يمكن أن يكون المرء مثقفاً ما لم يمتلك رؤية، مرجعها العقل، متسقة واسعة وعميقة للحركة المجتمعية وللعالم.. ويحظى بالقدرة على التعبير عن رؤيته هذه بوساطة اللغة والرموز والأساليب الفنية والجمالية، ويخاطب جمهوراً عريضاً بقصد الحوار معه أو التأثير فيه. لذا فهو ليس المثقف الرسولي الذي يقول ولا يصغي.. ليس الذي ينظِّر ويقدّم مادته الثقافية من برج عاجي عالٍ ولا ينتظر إلا الإذعان، واقتناع الآخرين بما يقول ويقدّم، والإعجاب والتصفيق.. بل هو المثقف المنتج للأفكار والأعمال الإبداعية من منظور منهجي نقدي وجمالي. يبحث عن الحقيقة ولا يدّعي أنه يمتلكها ويحتكرها. ولا يضيق ذرعاً إذا ما تعرضت طروحاته أو أعماله الفكرية والإبداعية للنقد والتقويم الصارم والتفنيد.
يقود البحث عن ماهية مفهوم المثقف إلى تحديد موقع ذلك المثقف في الخريطة الاجتماعية. فهو يندرج وجوداً ووظيفة في تاريخ مجتمعه. ولا يمكن مقاربة موضوعة المثقف موقعاً ووظيفة خارج إطار تحولات البنى الاجتماعية والاقتصادية. وقد ارتبطت ولادة المثقف في العراق الحديث بسياق تاريخي تمثل بثلاثة متغيرات متلازمة ومتعاقبة هي أولاً؛ دخول وتبنّي وتداول أفكار التنوير كالعقلانية وضرورة التعليم والحقوق المدنية والحريات العامة وتحرير المرأة، الخ، في نهايات العهد العثماني بالتزامن مع افتتاح أولى المدارس الحديثة ونشوء الصحافة، والجمعيات ذات الطابع الفكري والسياسي. وثانياً الاحتلال الإنكليزي للعراق 1917، ومن ثم تأسيس الدولة العراقية الجديدة 1921، وما تمخضت عنها من أنظمة بيروقراطية، وتنمية مدنية، وتعليم أولي وعال، وانتشار للصحافة والطباعة، وإقامة الجمعيات والنقابات المختلفة، ونشوء الأحزاب السياسية حيث أضحى النشاط السياسي شأناً عاماً من حق جميع المواطنين التعاطي معه. وثالثاً ظهور مجالات إبداعية أدبية وفنية لم تكن معروفة محلياً كالقصة القصيرة والرواية والشعر الحديث والفنون التشكيلية المختلفة والسينما والمسرح، ناهيك عن العلوم الإنسانية ( الاجتماع والسياسة والاقتصاد والنفس، الخ.. ).
في هذا الإطار تكوّنت شريحة اجتماعية جديدة منشغلة بقضية المعنى وتمارس عملية الإنتاج الفكري والثقافي والفني.. هذا الانشغال وهذه الممارسة قاداه إلى الاهتمام بالشأن العام طالما أن موضوعته الرئيسة هو الإنسان والمجتمع والتاريخ، وأيضاً الأفكار والقيم والمعتقدات والمشاعر والحس الجمالي. هذه الشريحة وُجدتْ إذن لا كنتاج عرضي وتشكّل كاذب، واستعارة زائفة من معجم ثقافة الغرب، بل عبر ولادة طبيعية اقتضتها شروط تاريخية موضوعية. وسميت بالمثقفين على الرغم من أن كلمة الثقافة لم تكن متداولة بمضمونها الحالي في تراثنا العربي الإسلامي. وقد اشتقت منها كلمة المثقف.
سأستعير مع بعض التصرّف المفهومين اللذين استخدمهما حنا بطاطو في كتابه ( العراق ) لتحليل البنية الاجتماعية الطبقية وتكوّن الجماعات والأحزاب السياسية في العراق وما تبع ذلك من حراك مجتمعي وسياسي فيه طوال القرنين الأخيرين، وهما الطبقة والمكانة الاجتماعية. وبذا سأفترض أن المثقف المنتمي لعرق معيّن أو طائفة، والمتحدر من طبقة ما، هو الذي لا يبقى رهين اشتراطات وجوده الطبقي والاجتماعي والعرقي والطائفي بإذعان سلبي، بل يشكل وعياً متقدماً يتجاوز عبره هوياته الفرعية إلى هوية مركّبة وطنية وإنسانية. وهو بتعبير جيرار ليكلرك في كتابه ( سوسيولوجيا المثقفين )؛ “شخص كوني، وهو في الوقت نفسه فاعل ملتزم بمجتمع وثقافة محددة”.
وهنا حين نقول؛ موقع المثقف، فنحن لا نتحدث عن مهنة محددة معروفة القواعد، والطرق العملية، والغايات. بل عن فاعلية ثقافية ( فكرية وجمالية ) تقترح مكانة معترف بها في الخريطة الاجتماعية. هذه المكانة التي بقيت قلقة وملتبسة ومتبدلة تبعاً للتحولات السياسية والاجتماعية الباهظة الثمن إنسانياً خلال المائة سنة الأخيرة.
لمدة طويلة تشكلت الفئات الثقافية في حاضنات أحزاب وتيارات سياسية. وقد تثبت موقعها في الفضاء الإيديولوجي/ السياسي الحزبي. غير أن الأمر لم يعد كذلك بعد التغيرات الدراماتيكية العاصفة التي أعقبت انتهاء حقبة الحرب الباردة والتشكيك بـالسرديات الكبرى والعقائد الشمولية وتفكيكها. لينتقل معها المثقف، أو هذا ما كان يجب أن يحدث، إلى موقع آخر هو الفضاء المعرفي/ الإبداعي المستقل والناقد.
يتساءل ليكلرك؛ “حول الإطار التاريخي والثقافي الذي يتموقع فيه المثقف تجاه كافة أشكال السلطة ( السياسية والدينية والاقتصادية والإعلامية الخ )”. وإذا كان ليكلرك يدرس المسألة في سياق التجربة الأوربية، والفرنسية تحديداً، فإن السؤال يبقى منطقياً وربما بحدّة أكبر داخل سياق التجربة العراقية والعربية الراهنة.
[email protected]