19 ديسمبر، 2024 9:42 ص

حصاد المتنبي 9 تشرين1 2015

حصاد المتنبي 9 تشرين1 2015

يقول العميد الركن حامد الزيادي والد الشهيدين السعيدين احمد وزيد في كتابه الذي صدر عن دار الجواهري بطبعته الاولى عام 2011 وعنوانه (ما بعد الاستعباد ، العراق 1968-2003) ان العراق مر بمراحل مختلفة من تاريخه الحديث عانى فيها من الاستبداد بصوره المتفاوتة التي تراوحت بين غياب الديمقراطية الى حرمان المواطن العراقي من ابسط حقوقه التي تقرها له الشرائع المعروفة السماوية منها والارضية ، بما في ذلك طبعاً الحقوق الثقافية .

فقد غيب النظام انذاك الثقافة الحقيقية ومسخ الابداع وصارت المؤسسات الكبيرة التي تمول باموال العراقيين تدور ماكنتها لانتاج مؤلفات ودواوين شعر ومجلات وصحف كلها تمجد باسم القائد ، حتى المؤلفات الموجهة للاطفال والمجلات المخصصة لهم لم تنج من هذا التوجه الاستعبادي المشوه للمشهد الثقافي العراقي.

لقد انتهت تلك الفترة المظلمة واشرقت شمس الثقافة العراقية على واقع جديد لم ينل رضا العراقيين بالكامل ، ولم يلب طموحهم ، الا انه فتح نافذة واسعة للحرية والتعبير عن الرآي ازدهرت على اثرها الثقافة العراقية وسجلت قفزة مهمة ستظهر نتائجها لاحقا في المؤلفات المعنية بالتوثيق الثقافي .

ولعل واحدا من ابرز مشاهد الثقافة العراقية هو شارع المتنبي بما اضيف اليه من نسيج تراثي متجانس تمثل بمبنى القشلة والمركز الثقافي البغدادي .. حيث ينشط هذا الشارع صباح كل جمعة برواده الذين يأتون من جهات بغداد الاربع وربما من المحافظات .. ولعل ما يميز النشاطات الثقافية في جمعة المتنبي هي حرية الراي والتعبير فنجد في هذا الشارع مختلف الاتجاهات السياسية منها الديني ومنها العلماني والديمقراطي .

ولا يقتصر رواد الشارع على الادباء والشعراء والمؤلفين ، بل تمثل بكل صنوف الثقافة منها الفنانون التشكيليون والسينمائيون والموسيقيون والاعلاميون والمسرحيون واساتذة الجامعات وطلاب الدراسات العليا.. وهذه النخبة من العراقيين انما يلتقون صباح الجمعة لقاء الاحبة مع الاحبة بحثاً عن معلومة جديدة وابداع جديد وفن جديد تفرزه الثقافة العراقية.

ففي الوقت الذي شهد الاسبوع حفلا مهما للفرقة السمفونية العراقية بقيادة المايسترو محمد امين عزت وحضرها قرابة الالف شخص من المهتمين بالفنون الموسيقية في

حيث شهدت قاعة كولبنكيان فعاليات مهرجان الخط العربي الذي نظمه المركز الثقافي العراقي للخط والزخرفة بالتعاون مع دائرة الفنون التشكيلية وكلية الفنون الجميلة الذي تضمن افتتاح معرض اخر لنتاجات طلبة قسم الخط والزخرفة في اكاديمية الفنون الجميلة ..

وفي مجال استذكار المبدعين ازيح الستار عن النصب التذكاري للفنان الراحل جواد سليم عند مدخل قاعة المتحف الوطني للفن الحديث كولبنكيان .. النصب نفذه الفنان النحات خليل خميس .. المركز العراقي للتنمية الاعلامية نظم احتفالية توقيع كتاب سياسي عن العراق عنوانه (وقائع وروائع) للسيد حسين الصدر حضرها نخبة من المثقفين وادار الجلسة الدكتور عدنان السراج ..

نشاط اخر اقامته دار الثقافة والنشر الكردية حيث اقامت معرضاً تشكيلياً مشتركاً للرسامتين سوسن عبد الحميد وابنتها سمارة هاشم . المعرض ضم ثلاثين لوحة بضمنها عشرون لوحة للفنانة سوسن ، وعشر لوحات للفنانة سمارة. لا شك في ان من يطلع على المشهد الثقافي البغدادي يلاحظ تنوعه فمن الموسيقى الى الخط العربي الى الندوات والمحاضرات الى المعارض الفنية التشكيلية الى اصدار الكتب وتوقيعها .. مرحى لبغداد بثوبها الثقافي الجميل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات