23 نوفمبر، 2024 4:35 ص
Search
Close this search box.

فلسفة…الانسان الرقمي

فلسفة…الانسان الرقمي

هل بتنا فعلا مجرد أرقام حسابية عددية الكترونية وغير الكترونية كوننا لا نستطيع ان نعبر عن همومنا من خلال حساب نضعه من خلال الحاسوب صاحب أكبر فضل على كل الشعوب التي مورست عليها الضغوط بشتى وسائل الاحتكار الانساني .. ما عدا كوريا الشمالية طبعا كونها حكرت من قبل دكتاتور جديد) إننا وإذ استخدما هذا الصندوق الرقمي إلا انه يعتبر بوابة هواء استنشاق الاوكسجين للكثير منا فحين نجلس قبالة الشاشة الصغيرة بأبعادها المختلفة نجد ان العالم صغير جدا فقد احتويناه بأزرار ومرآة يخرج منها الآلاف من اشكال الجنس البشري… انها مسألة محيرة فتراص الاصفار الى جانب بعضها البعض كمصفوفة لا يفهما إلا أفراد لهم من العقول فضاءات مستقبلية جعلت منهم أناس يستحق ان تحترمهم…. فمن خلال التعامل مع تلك المصفوفة بتنا ايضا اصفار ومن ثم تحولنا الى ارقام واعداد نقف مسطفين في انتظار العلاقات والمعرفة…. كل العالم القديموالجديد تحول الى ارقام محسوبة، إلا نحن فأرقامنا مهدورة نتيجة الصراعات التي لا تنفك حكوماتنا تخلقها لكي تأخذ من الارقام لتحولها الى اموال في حسابات رقمية أيضا لكنها جارية ومخزونة في بنوك عالمية زائلة لا محالة كونها تنتهي بالاعمار المقدرة… مهزلة ان ترى نفسك رقم مهمش على اليمين صفرا كنت او عددا، إنها لاشيء قياسا بما يكنزون من ارقام حسابية هكذا أكثرنا يفكر بالارقام المادية، جنون هو العالم الرقمي إذا ما فعلا تفرسنا ودخلنا غياهبه فالاعداد تحكمنا منذ بدء الخلق فيولد الانسان في يوم بتأريخ ينمو، يكبر، يأكل يشرب ، يصنع يخترع ، يعيش ويموت، كل حياته رقمية وعلاقاته رقمية اندماجه في المجتمع رقمي، ارتباطه بشريكة حياة رقمي، أصل وجوده رقمي… نجمه في الحياة رقمي، ترابي كان أم هوائي ام ناري ام مائي كلها عد نجوم حتى الاسماء هي رقمية العدد… عالم الارقام عالم يمتص الحياة رغم عنا ودون تردد .. فالحروب رقمية وكثرة الانجاب رقمي والتأريخ رقمي، الحاضر رقمي، المستقبل رقمي، كل شيء يتحول الى رقم بمجرد ان تفكر به او تتعامل معه..مع ذلك وبرغم اختلاف العوالم التي نعيش فيها وعليها، إلا أنها تتشابه في الحياة الرقمية فلا يمكن ان نعدو بخطوة او تفكير في لحظة بل ثانية او جزء من الثانية دون استخدام الارقام…
ترى ما هو السبب في ذلك؟
لعلي حين اقول إنها مشيئة الخالق عز وجل حين خلق السموات السبع والارضين السبع وسخر الشمس والقمر والكواكب السيارة، ثم الرواسي التي ارسى بها الارض كذلك المياه من بحار ومحيطات وانهار تلك التي تغطي سطحها كلها برقم حتى أسماء الله الحسنى ال 99 هي بعدد وقد قال عز وجل (وإن تعدوا نعم الله لا تحصوها ) أي أنها عدد كذلك، الانبياء ،الاوصياء ، الانفس البشرية وكل ما يحيط في هذا العالم هو يتكون من صفر وهو رقم ايضا… عالم يتسع الى الامتداد والانحسار بقدر، فما أن يتمدد حتى ينحسر وذلك نراه ونلمسه من خلال عوامل التعرية التي تحدث على الارض او في الاجرام السماوية، فلا يمكن ان تكون حياتنا تكتمل لو كان هناك واحد بالزليون الرقمي شك في الخطأ، فعندها تنقلب الموازين وتكثر الصراعات البشرية وهي موجودة ولكن بحدود اي بعدد معناها برقم مقدر ومحسوب بقدرة بشرية فوقها قدرة إلهية كونية ، لذا وعلى مر العصور الغابرة والتي امتدت مذ خَلق السماوات والارض وكونها الله كانت للمنشىء حسابات لا يدركها عقل، بقيت غيبية، والدخول في عالمها يعتبر تحديا لقدرةالله سبحانه.. لذا كان هناك السحر وعالم الخوارق الغيبي الانساني الذي يتحول فيه من إنسان الى إله ومن ثم الى رقم يتحكم في ارقام متغيرات العوامل الطبيعية للناموس البشري، ولو رجعنا الى الارتداد في الخلق لوجدنا ان ما نعتقده تطور إنما هو حسابات ارتدادية فرضت نفسها نتيجة الحاجة وكما يقول المثل الحاجة أم الاختراع.. لذا كانت الحسابات في العصور القديمة زمنية اي انها وقتية محدودة بفترة وزمن، منذ خلق الله الانبياء بأزمان وفترات محدودة ليصل الى الرسول الخاثم صاحب الرسالة الاخيرة للبشرية جمعاء، فاندثار الكثير من الجنس البشري بداية من رجل الكهف الى الرجل الجاهلي مع الكثير من حيوانات العصر القديم كالديناصورات ، تيراسونس، الكواجا او السيمولدين وهو حيوان قططي من العصر الجليدي وغيرها من العصور الكثير الطباشيري والجيري والحجري الخ……… وغيرها كذلك الصخور والانسان القديم الذي اندثر وانقرض إلا من معالم كان للعقل الرقمي حسابات في اكتشافها وتحديد اعمارها لإثبات أن الكون كله مكون من عالم رقمي فردي الصنع والخَلق، ولا يمكن لأي نظرية علمية مهما تقدم العلم ان تثبت أن العالم لم يتكون في دائرة المكون الواحد الخالق لكل شيء، إن الدلالت العلمية رغم انها تبعد العقل البشري عن كنه الخالق وقدرته إلا انها مهما ابتعدت لابد لها ان تعود الى المكون الاساس والواحد فكل شي في مكونات الحياة صفر ما عدا الخالق فهو واحد لا مناص ولا تضاد ولا مكرر، وهنا يقف العقل البشري حين يبحث ما وراء الله تراه يعوم في بحر تتلاطم المعتقدات حتى تراه يُنهك او يصل الى حقيقة علمية واحدة أن هناك خالق ومكون واحد… وهذا يقودنا الى الإيمان المطلق الصحيح بالله وقدرته، أما الاديان السماوية والرسل والملائكة والكتب والرسل والقدر خيره وشره… إنها كلها رقميات محسوسة ومحسوبة بقدرة لا يمكن لأي بشر ان يكتنزها ويبحر او يسبر الغور فيها… فكل ما نقوم به هو العوم في عالم من الارقام الحسابية مهما طالت او كثرت او تشعبت او قلت او نقصت إنما تظهر لنا حقيقة واحدة إننا خلقنا ووجدنا لنتم عالم رقمي كبير ضمن معايير إلهية لا يمكن ان تنقص او تزيد إلا بإرادة من خلق فسوى، إن الانسان الآن هو رقم محسوس ملموس ، وغدا هو وما على الارض غير محسوس ولا ملموس… وذلك يمكن تحسسه من خلال الولادة والموت او الانكسارات والمتغيرات الكونية كما ذكرت…
يبقى ان نسأل انفسنا … إذا كنا مجرد ارقام لماذا لا نحسن حساباتنا لكي نكون ضمن القدرة البشرية في احياء زمني يقدر لأعمارنا المحسوبة عدديا؟
يعزى ذلك وهذا رأيي الى النفس البشرية والتي لا يمكنها إلا ان تكون نفعية بالدرجة الاساس وحبها الى التسلط والقتل، وهذا مقدر على أُناس دون آخرين فلابد ان هناك من يسفكون الدماء ويقتلون ويدمرون وما الى ذلك تطبيقا لقول الله تعالى حين سألت الملائكة الخالق قائلة حين خلق آدم ابو البشر ( اتجعلُ فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) وقال ايضا (وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة) أي إنها بعدد ايضا ثم قال سبحانه أني اعلم مالا تعلمون… ان الكلمات الإلهية لو رجعنا اليها هي قوانين رقمية وحتمية فلا يمكن ابدا وبأي شكل من الاشكال الحصول على الخلود الارضي وهذا يقودنا بأن ندخل عالم آخر ربما عالم ما فوق وما بعد.. وحسب المنظور والقران كل من عليها فان ولابد ودون ريب او شك ان يكون بالقتل والدمار كما بدء الخلق سبحانه يعيده… فبداية الحياة الارضية حساب ونذر بقربان ومن ثم قتل النفس… وهذا بعد ديني لو رمنا الخوض فيه يقودنا في سفر الحياة والظلمات التي تقود الى عالمنا الرقمي ايضا.
أرى هنا تبقى المسألة عالقة بعالمها الفلسفي ومعناها فالفسفة بمنظور الرقميات هي عند البعض تمهيد او فك المعقد الى الاسهل للفهم اي برقمية اللغة المبسطة والبعض الاخر يجد انها تعقد الامر وتصعبه وبالنتيجة تقودنا الى التعقيد الحسابي الذي يجري الى المعرفة والمنطق، والمنطق هو علم يبحث في مفردته عن مفهوم النطق بالحروف او فهم الادراك الحسي الذي لا يمكن ان يتسع اكثر من مساحات دماغية من شيء محسوس الى تصورات غير حسية لكنها معلومة للانسان من خلال العقل وهو ما لا ماهية له عنده ملموسة لكن يمكنه ان يعرف من خلال ما يجمعه وما يمكن ان يبتكره العقل كونه خلق من الله تحت سيطرة المخلوق.. فبرغم الاشارات العصبية او الحسية التي تتم بأقل من جزء من الثانية يمكنك ان تنتقل من عالم الى آخر بمجرد التخيل او الحساب او التفكير او عالم الطيف وهوعالم روحاني ما فوق الطبيعة البشرية.. إذن كلها تعود الى حساب رقمي ايضا .. إن المنطق يفسره البعض على انه علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير… فكلمة منطق هي ايجاد وسيلة لفهم ما لا يمكن فهمه كونه يمتلك قدرة اعجازية يستطيع البعض من البشر ان يدركوها بمقاييس المنطق والفلسفة اللذان يلتقيان في بعدين ما فوق الطبيعة لينتج رؤية جديدة تتمتع بحسابات رقمية لغوية كانت أم علمية… ولو دقننا النظر الى لغة التواصل بين العوالم رغم إنها بدأت على شكل لغة مسمارية عند البعض وعند بعض الآخر من الامم صورية حيث ترجمت حياتها، بعدها جاء الاعجاز القرآني الذي قهر كل المتغيرات العلمية وجعل في خبايا حروفه العمق الانساني والحياة الارضية والسماوية بقدر، إننا نحيا دون معرفة أننا مجرد أرقام حسابية شئنا أم أبينا… لذا قال عز من قائل تفكرو يا أولي الالباب… فما اللب إلا عقل خلقه الله يتحرك دون حدود زمانية أو مكانية أو بيئية كانت او اجتماعية او مشتركة بين هذه وتلك، لكن يجب ان تكون مسندة ومسيرة بيد من كونهاوأوجدها واعطاها الى الانسان، ولعل هذا يقودنا الى اننا نعجز وبشكل قاطع على الوصول الى نتيجة الاعجاز الرقمي الذي يقود لا شك ابدا الى الرقم واحد وهو الله الخالق المقدر المسير… إننا نسير في عالمنا بفلسفة ومنطق خارج عن القدرة البشرية فمهما كان الانسان مخير في حياته إلا أنه مسير بقدر غيبي مرقم حتى يكتمل سبب وجوده… أما الاعمال والافعال الانسانية كلها محسوبة ايضا فهي تشترك برحمة الله والتي أراها رقمية أيضا من مفهوم فلسفة الحياة من الخلق ولرأفته واخطائه التي لا تحصى عددا قال الحسنة بعشرة أمثالها… اي ان كل ما يقوم به الانسان بحساب شاء أم آبى، إرتقى أم تدنى… عالم من مكنونات رقمية غيبية الخوض فيها بعمق يقود الى عالم تختلط نتيجة القسمة فيه والضرب والطرح والجمع .. وحتى الكسور العشرية كانت ام جذر تربيعي، ايونات كانت ام نيترونات احادية النواة ام ثنائية احماض امينية او دي ار أي ملموسة او محسوسة كلها تقودنا الى ان التكوين رقمي رتبه من قدر فخلق فسوى… أما الغاية فلا يمكن لأي عقل بشري أن يدركها، اكتفي بهذا القدر وأأمل ان أخوض بتجربة أعمق في العالم الرقمي اللاحسي إن شاء الله.

أحدث المقالات

أحدث المقالات