بقدر ما أبارك لجميع من يترشحون للانتخابات البرلمانية القادمة و اتمنى لهم النجاح في خدمة بلدنا العزيز .. فانه في الوقت ذاته يؤسفني ان العناصر الطيبة ينقصها قليل من الحكمة … لانه و بموجب التجربة التي مرّت بها محافظة ذي قار لا يمكننا القول بان هنالك كتلة سياسية او حزباً قد اثبت جدارة في ادارة شؤون المحافظة .. كما لا يمكننا القول ان المحافظ السابق افضل من الاسبق او من الحالي او ان اعضاء مجلس المحافظة السابقين هم افضل من اعضاء المجلس الاسبق او الحالي … إلاّ ان حالة التردي التي تعيشها محافظة ذي قار لهذه الدورة من دورات مجالس
المحافظة قد ساءت اكثر .. و قد ساهم في تدهور مجلس المحافظة الحالي على وجه التحديد كلا من حزب الدعوة و كتلة التضامن و كتلة الوفاء الوطني و بعض العناصر من التيار الصدري الذين باعوا ذممهم و ضمائرهم .. و كانت النتيجة هي خلق تحالفات ترّجحت فيها الكفة لمصلحة التحالف الذي يقوده حزب الدعوة و ينخرط في صفوفه المدعو شروان لتفويت الفرصة امام الاخرين من اجل وضع يحيى ابن محمد باقر ابن الشيخ عباس في موقع المحافظ … لكي يحظوا عن طريقه بالامتيازات و الصفقات .. و هو كما يعرف الجميع لا يمتلك الحد الادنى من المؤهلات ليكون محافظا لمحافظة تعتبر الرابعة في
مراتب المحافظات العراقية من الناحية السكانية و هي واسعة حيث ان لها اكثر من 23 وحدة ادارية بين ناحية و قضاء … لا أقول ان الذي كان مرشحا ليكون محافظا من الكتل الاخرى غير سيء .. لكن قد يكون افضل السيئيين … اليوم ياتي البعض ليترشح ضمن كتلة الوفاء الوطني على افتراض انها ستقوم بدورها وفق برنامج معين لخدمة العراق .. و لكن الحقيقة غير ذلك .. فبمجرد ان تصل هذه الكتلة الى عتبة الفوز .. حينها تبدأ التحالفات كما هو مرسوما لها .. من اجل تحقيق مصالح شخصية و حزبية و أجندات خارجية و للابقاء على الوضع المتردي كما هو دون تغيير و هذا ما ستثبته الايام
القادمة .. و لا أقول انه تكهن انما حقائق مُسلّم بها تدعمها الوقائع …
ان الدهاء و المكر وصل بالاحزاب المتنفذة الى مد أذرعها كالاخطبوط على شكل كتل متفرقة و متناثرة هنا و هناك لاصطياد اصوات الناس المغفلين و ما أكثرهم .. و التي سرعان ما تلتقي بعد الانتهاء من الانتخابات لتشكيل تحالفها الاكبر و لتعاود تنفيذ أجندتها و خططها .. و في وقتها ستكون جميع العناصر بما فيها الطيبة خاضعة للإملاءات و الضغوط التي ليس لهم منها مفر و الرضوخ اليهم .. علما ان هذه الاحزاب المتنفذة في الساحة اصبح لهم من التجربة و الخبرة في ابتزاز و مساومة الاخرين باستعمال الاساليب المنحطة و شتى الطرق الخبيثة و اللا أخلاقية ..
ان ترشح هذه العناصر ضمن هذه الكتل يُعزى الى أمرين : إما رغبتهم في اللهاث وراء المنافع الشخصية و الامتيازات غير المسبوقة على حساب مصلحة بلدهم و شعبهم .. أو غباء هؤلاء المترشحين ضمن هذه الكتل و عدم حنكتهم السياسية و عدم اتساع رؤيتهم و ضيق أفقهم .. قادهم الى الوقوع في مخالب هذه الاحزاب و الكتل .. و الذي كان حري بهم ان يتفقوا مع المخلصين من ابناء البلد ليشكلوا تجمعا بعيدا عن هؤلاء الذين خبرناهم و لم يجني العراق منهم غير الخراب و الدمار !!!
اكرر قولي مرة اخرى .. الى كل من يترشح مع هؤلاء و نقول له .. هل يرضيك الواقع المأساوي للعراق الجريح .. و هل تعجبك حالة التخلف لمحافظة ذي قار .. و هل تنكر ان كلا من شروان و كتلة التضامن و حسن لعيوس و حزب الدعوة و غيرهم كانوا قد اشتركوا في هذه الجريمة تجاه ابناءها .. علما ان هذا لا يعفي الاخرين من المجلس الاعلى و جماعة مقتدى و منظمة بدر و الفضيلة و جماعة تيار الاصلاح للجعفري و غيرها من المسميات الذين تصيدوا في الماء العكر للوصول الى مبتغياتهم الجهنمية .. فاذا كنت لا تعلم او لا تدرك .. فلا تعتقد انك ستكون مؤهلا للفوز بالانتخابات و لا اعتقد انك
ستحقق النجاح و تظفر بالفوز حتى لو قيض لك الامر و فزت بقدرة قادر او بوسائل ملتوية لا سمح الله .. ثم ألم تثبت لك الايام .. ان المدعو شروان انتهج طريق الوصولية و الانتهازية لتحقيق غاياته الدنيئة منذ ايام حزب البعث .. و مسيرته معروفة .. فهو في ذلك الوقت ساير النظام الحاكم و اعوانه لتحقيق مصالحه الشخصية .. و بعد الاطاحة بالنظام البعثي .. ارتمى في حزب الدعوة تنظيم العراق .. ثم إلتجأ الى دولة القانون لصاحبها المالكي .. و اليوم يُخادع الناس بكتلته الجديدة تحت مسمى الوفاء الوطني و يغدق الاموال الطائلة من اجل ارساء دعائمها و في نهاية المطاف سيلتحق
هو و رفاقه من شظايا الكتل الاخرى بالمُرضعة الأم الحنون حزب الدعوة لتتكفل برعايتهم و تقسيم الغنائم معهم .. لانه جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة الرهيبة المرعبة ..
كان لنا الامل المعقود في شبابنا الغيارى .. في ان يكون لهم دورا ناهضا ضمن تجمعات وطنية .. اما اليوم و بعد انخراط البعض منهم في صفوف هذه الكتل التي أثبتت فشلها .. فقد دب اليأس في نفوسنا و تبدد الامل و تلاشت الاحلام .. كنا نتطلع ان لا ينجرفوا في صفوفهم لان مآلهم في البرلمان سيكون ضمن حالة من الحالتين .. الحالة الاولى و التي ينطبق عليهم الوصف فيها (ان حضر لا يعد و ان غاب لا يفتقد) مثل الشيخ محمد مهدي الشيخ محمد باقر الشيخ عباس و هذا شأن البعض من البرلمانيين .. او الحالة الثانية و الذي يكونون فيها لسانا ناعقا مهرجا يمجدون رجالات السلطة و التسلط
كما هو شأن البعض الاخر من البرلمانيين مثل عباس البياتي و حنان الفتلاوي و غيرهم كثير ..