23 فبراير، 2025 5:21 م

معرض أبو ظبي الدولي للكتاب الدورة الـ31.. احتفي ب”د. طه حسين”

معرض أبو ظبي الدولي للكتاب الدورة الـ31.. احتفي ب”د. طه حسين”

 

خاص: إعداد- سماح عادل

انطلقت مؤخرا فاعليات معرض أبو ظبي الدولي للكتاب الدورة الـ31، ونظمه مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي. واديرت الفعليات في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، في الفترة من 23 مايو 2022، واستمر حتى 29 مايو 2022.

وشارك هذا العام 1130 ناشراً من أكثر من 80 دولة، كما نظمت 450 فعالية ثقافية ومعرفية وإبداعية، وأنشطة تفاعلية تستهدف مختلف فئات المجتمع. وقد اختيرت جمهورية ألمانيا الاتحادية كضيف شرف هذا العام، لتقدّم برنامجاً متكاملاً ضمن جناح خاص.

لم يتطلب الدخول إلى معرض أبوظبي للكتاب دفع أيّة رسوم، لكن سعر تذكرة الدخول للزائرين المهنيين بلغت 200 درهم إماراتي للشخص الواحد، ومكنت التذكرة حاملها من استخدام منطقة نادي الأعمال في المعرض والوصول إلى الخدمات المهنية الأخرى.

“طه حسين” شخصية محورية..

كما احتفي المعرض ب”د. طه حسين” عميد الأدب العربي كشخصية محورية لدورته الـ31. ويعكس اختيار “طه حسين” حرص المركز على التعريف بقامة أدبية وفكرية مرموقة استطاعت أن تترك بصمة لافتة على صعيد الأدب والفكر والثقافة العربية، وبقيت منجزاتها خالدة بعد أكثر من أربعة عقود على رحيل صاحبها، إذ أسس طه حسين لمشروع تنويري في العالم العربي خلال القرن العشرين، وبقيت أعماله ومنجزاته أساس يمكن الانطلاق منه لمواصلة الجهود الثقافية والمعرفية التي تدفع باتجاه ترسيخ مكانة الأدب واللغة العربية.

وقد نظم المعرض في ظل الاحتفاء بهذه الشخصية المحورية، أربع ندوات تضم نخبةً من النقاد والأدباء العرب والأجانب لعرض أربعة محاور أساسية من تجربة “د. طه حسين” الفكرية والثقافية والأدبية، إلى جانب  إصدار مقال يوميّ بأقلام مجموعة من المتخصصين في تجربة “طه حسين”، في النشرة اليومية للمعرض. بالإضافة إلى الجناح المخصص له.

دشنت داخل المعرض سلسلة مخصصة لنشر الدراسات والأبحاث التي تتناول فكر وأعمال وسيرة الدكتور “طه حسين”، بالتعاون مع نخبة من الناشرين العرب. فضلاً عن رعاية نشر طبعات جديدة من أعمال عميد الأدب العربي، وتحويل مختارات منها للأشكال الحديثة من المطبوعات السمعية والرقمية الإلكترونية والمصورة.

الفعاليات..

تنوعت الفعاليات في جدول أعمال المعرض مثل المنصة الرئيسة ومنصة الشباب، بالإضافة إلى ردهة الأعمال وركن أنماط الحياة وركن الفن، تتضمن مجموعة من الجلسات الحوارية، والندوات، والأمسيات الأدبية والثقافية التي تستضيف نخبة من ألمع الأسماء أبرزهم “أدونيس، وجويدو إمبينز”، الحائز على جائزة نوبل للعام 2021 في العلوم الاقتصادية، والبروفيسور “روجر آلان”، أحد أهم الباحثين الغربيين في الأدب العربي المعاصر، والبروفسور “محسن الموسوي”، أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا وغيرهم. كما نظّم المعرض مجموعة من الفعاليات التعليمية، وأنشطة متخصصة للطفل.

نظام رصد المبيعات..

اعتمد مركز أبوظبي للغة العربية “نظام رصد المبيعات”، الذي طبق في معرض أبوظبي الدولي للكتاب. يسمح نظام رصد المبيعات بتقديم معلومات فورية ومحدّثة عن حركة بيع الكتب والمواد داخل المعرض، ويتيح للعارضين إمكانية الحصول على بيانات وتقارير تفصيلية حول المبيعات بشكل يومي.

ويسعى المركز من خلال هذا النظام إلى توفير تجربة بيع سهلة ومريحة للعارضين والزوّار على حدّ سواء، كما يسهم في وضع دراسة فاعلة ترصد واقع مبيعات معارض الكتب، وتفتح المجال للاطلاع عن قرب أكثر على اهتمامات الجمهور ورغباتهم، إلى جانب الوصول إلى قاعدة بيانات موثّقة بما يتعلّق بعمليات بيع الكتب والمواد المعروضة مما يخدم الرؤى المستقبلية ويرتقي بمستوى الخطط وإمكاناتها التطويرية.

وصرح المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب”سعيد حمدان الطنيجي”: “نعيش الآن عصراً متطوراً يمتاز بإمكانياته التكنولوجية المتقدمة، وقد حرصنا في المركز على الاستفادة من كلّ تلك التقنيات وتسخيرها خدمة للحراك الثقافي ومكانة معرض أبوظبي الدولي للكتاب والمعارض التي ننظمها في المركز، بما يسهم في الارتقاء بواقع النشر وصناعة الكتاب، وإيجاد آليات جديد لعمليات بيع الكتب، حيث يضطلع النظام بتوفير بنية تقنية فائقة الدقّة والذكاء تمتاز بأعلى المعايير التي ستوفر الجهد والوقت والتكاليف المالية وترصد حركة البيع بدقّة خدمة للعارضين والزوّار على حدّ سواء. ونتطلع لأن تكون هذه التقنية فرصة واعدة للنهوض بقطاع النشر لا سيما أننا اليوم في فترة التعافي من الجائحة التي أثرت على حجم مبيعات الكتب عربياً وعالمياً”.

ويمتاز النظام بقدرته على تقليل الأخطاء البشرية عبر عمليات فحص دقيقة للمعلومات يقوم بها للتأكد من صحة الأرقام المدخلة، كما يلعب دوراً فاعلاً في تسهيل عمليات الشراء واستخراج الفواتير والبيانات المطلوبة وتوفير تفاصيل وتقارير لكل عمليات بيع الكتب في المعارض، كما يخدم النظام العارضين من خلال إمكانية رصد المبيعات وتضمينها بشكل يومي لسجل يُظهر حجم المخزون ويسهّل من عملية تتبعها، في الوقت ذاته يسهم النظام في توفير التكاليف المالية وغيرها من الإمكانات المتطورة والدقيقة.

كتاب أثري..

وتضمن المعرض أقسامًا عرضت مخطوطاتٍ وكتب نادرة يعود تاريخها لقرون. وعرضت دور نشر كُتب ومخطوطات تاريخية تعود لعدة قرون أمام زوار المعرض للاطلاع عليها، ومن بينها كتاب نادر يعود تاريخه للقرن السادس عشر تُقدّر قيمته بـ11 مليون درهم. ويتضمن الكتاب النادر صورًا لطيور نادرة، ويعود تاريخ إصدار الكتاب للعام 1550.

البيع عبر الإنترنت..

كما تم إنشاء منصة لبيع الكتب عبر الإنترنت وشرائها بسهولة، حيث يمكن البحث عن عدد كبير من العناوين الشهيرة في مختلف مجالات الأدب والمعرفة. هذا وتزود الزوار بمعلومات حول الناشرين المشاركين في المعرض، وتوصلهم مع الناشرين والبائعين عبر الإنترنت، مما يعزّز سهولة البحث عن الكتب وشرائها من خلال مواقع العارضين الرقمية.

حقوق الملكية الفكرية..

و أيضا أطلقت منصة جديدة أيضاً ضمن معرض أبوظبي الدولي للكتاب تتيح تبادل حقوق الملكية الفكرية، إذ يمكن للناشرين والمهنيين شراء وبيع الحقوق الخاصة بهم، كما تعرض حقوق التأليف والنشر، وتتيح للجهات المختصة بدء مناقشات لتبادل واكتساب شركاء أعمال جدد. تتيح المنصة أيضاً المشاركة في برنامج “أضواء على حقوق النشر” الذي يقدم أكثر من 300 منحة في ثلاث فئات مختلفة، وهي الترجمة والكتب الإلكترونية والكتب الصوتية.

الفعاليات الافتراضية..

وتقدم الفعاليات الافتراضية برامج عديدة يمكن حضورها في المنازل، ودعوة الأصدقاء من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بها، حيث سينضم المحاورون في بعض ندوات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022 من أرض الحدث إلى الضيوف في مختلف أنحاء العالم، مما يتيح للمتحدثين المساهمة في الارتقاء بالبرامج إلى المستوى العالمي.

ضيف الشرف..

اختيرت جمهورية ألمانيا كضيف شرف هذا العام، علماً بأنها كانت ضيف الشرف في العام السابق أيضاً، حيث سيتعرف زوار المعرض في أبوظبي على ما تتميز به في مجالات الأدب والثقافة والفن والموسيقى والسينما.

وقد قام “بيتر فيشر” سفير ألمانيا حفلاً كبيرا في بيتش روتانا ابوظبي احتفاء باختيار ألمانيا ضيف الشرف في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام. حضر الحفل عدد من كبار الكتاب والناشرين وضيوف معرض ابوظبي الدولي للكتاب وحشد من أبناء الجالية الألمانية بالدولة. وأعرب السفير الألماني عن سروره لاختيار بلاده ضيف شرف في معرض ابوظبي الدولي للكتاب في دورته ال 31 مؤكدا على عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات وألمانيا والجهود المبذولة لتطويرها في شتى المجالات.

وقال: “في هذا العام ، تحتفل ألمانيا والإمارات العربية المتحدة بمرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية. لقد أصبحنا شركاء مهمين وموثوقين لبعضنا البعض. ستجلب السنوات الخمسون القادمة فرصًا جديدة – في المجالات الثقافية، وكذلك الاقتصادية والسياسية”. واكد إن اختيار ألمانيا كضيف شرف لهذا العام في معرض أبوظبي الدولي للكتاب يؤكد عمق علاقاتنا في المجال الثقافي.

وأكد الرئيس والمدير التنفيذي لمعرض فرانكفورت للكتاب “يورجن بوس” في كلمته في الحفل أن عمق العلاقات الإماراتية الألمانية يدفعنا لاكتشاف آفاق جديدة للتعاون الثقافي والمعرفي والعلمي، مشيرا إلى  أن الجناح الألماني في المعرض يعبر عن حرص بلاده على تطوير العلاقات الثنائية بقوله: “يسعدنا أن نقدم برنامج القصص الألمانية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب” ووصف معرض أبوظبي الدولي للكتاب بأنه منصة سنوية مناسبة لأعمال الأدباء والكتاب والناشرين من الإمارات والعالم ولإقامة اتصالات جديدة في العالم العربي. يسعدنا أنه في هذا الأسبوع، وبالتعاون مع شركائنا، سنقدم برنامجًا متنوعًا في المعرض وسنلتقي مرة أخرى بزملائنا الناشرين من جميع أنحاء العالم”.

عرض الجناح الألماني عناوين من 34 ناشرًا ألمانيًا شاركوا أيضًا في برنامج المعرض. وركز حضور ألمانيا هذا العام على برنامج تفاعلي للأطفال والشباب. وتم عرض مأساة جوته فاوست في الجزأين الأول والثاني في المنصة مع نظارات الواقع الافتراضي وأدوات أخرى متاحة للسماح للزوار بتجربة هذا الأدب الألماني الكلاسيكي بشكل نشط وافتراضي.

وشارك عدد من الكتاب من ألمانيا، في المعرض، مثل “أولجا جرياسنوفا” الفائزة بجائزة “آنا سيجيرز”، والتي حققت أحدث رواياتها “الابن الضائع” رواجا كبيرا واستثنائيا في ألمانيا في ٢٠٢٠.

ونظم الجناح الألماني في معرض أبوظبي، حوالي 40 فعالية مثل الأمسيات الشعرية، فضلا عن ندوات عن سوق الكتاب ومستقبل الصناعة. وتم تنظيم الجناح الألماني من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي- وهي نفس المنظمة المسئولة عن التنسيق والعمل المناخي. ووزارة الخارجية الألمانية الفيدرالية، ومعهد جوته في منطقة الخليج، والسفارة الألمانية في أبو ظبي.

معرض أبوظبي للكتاب..

يقام معرض أبوظبي الدولي للكتاب سنوياً، ويعتبر من أبرز الفعاليات الفنية في أبوظبي، وقد تم إطلاقه لأول مرة عام 1981 بتوجيهات من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تسليط الضوء على التطور الثقافي المستمر في الدولة. يجمع المعرض أبرز دور النشر في الإمارات والعالم أجمع، إلى جانب المكتبات والوكالات والمؤسسات الثقافية والنوادي الصحافية، كما تستقطب فعاليات معرض أبوظبي للكتاب كافة المهتمين بالأوساط الثقافية على تنوع خلفياتهم المعرفية. تحول إلى مناسبة سنوية ثابتة عام 1993، وفي العام ذاته انتقل موقعه إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة