19 ديسمبر، 2024 1:26 ص

قدري سَرق بَقرَنا.!

قدري سَرق بَقرَنا.!

في ذلك الزمن الجميل وعندما كانت العقول بريئة كنا نردد في صفوفنا الإبتدائية عبارات من القراءة الخلدونية آنذاك (قدري قاد بقرنا) لم نكن نستقرئ التاريخ أو ندرك حينها أن قدري سيسرق بقرنا.

هذه هي الحقيقة التي يحاولون إنكارها علينا فبعد أن وصل سعر برميل النقمة وأقصد النفط إلى أعلى المعدلات من الأسعار ظلت حياتنا بائسة حزينة تنتظر الفرج من السماء تتناسب عكسياً مع أسعار النفط، إذ كلما إرتفعت هذه الأسعار قلّت فرص ديمومة الحياة عند الشعب. وهي نكتة سوداء تُضحك وتُبكي هذا الشعب المبتلى إلى درجة أنه بات يبتهل إلى الله أن يجعل هذا النفط ماءاً تغتسل به الوجوه وترتوي به المزارع، لكن المشكلة أن الصلاة وحدها لاترفع الظلام.

المتفيقهون من أصحاب الرأي يلومون التفكير الساذج لدى الأغلب عند هذا الشعب بقولهم أن السبب ليس في برميل النفط وأمزجته المتقلبة بل بكم أيها الخائفون المستسلمون لقدركم الذين لاسبيل لكم سوى الإبتهال والأمنيات.

يقولون إسألوا قدري من سرق بقرنا؟ وإلى متى سيبقى هؤلاء السُرّاق؟ لاتقولوا أن هناك دولاً غنية وأخرى فقيرة فالغنى والفقر محددات نسبية تصنعها الحكومات المستبدة في العقول لكي تظل الشعوب عبيداً يُقادون لأمزجة أسواق النفط والمال وسبايا في مضاربات قدري ومصالحه.

دولاً صنعت المعجزات وأخرى قفزت في سُلّم التطور من العدم واخرى لازال الفقر والبؤس يمزقها وهي تطفو على بحار من الخيرات، إسألوا أي عاقل متعقل…وهو لماذا حياتنا في تراجع ونفطنا في إرتفاع؟ ستجدون أن الجواب لاتحتمله إجابة بل إن التبرير يعجز عنه التفسير، ليس في الهند وحدها من تكون الأبقار بمنزلة الآلهة فعندنا في الوطن من يحمل أفكار الحمار قد يصبح مسؤولاً يقامر بمستقبلنا ومصائرنا ويجعل حياتنا صوراً قاتمة.

بالمحصلة سيبقى قدري وعصابته يسرقون الأبقار سواء إرتفع سعر برميل النفط أو إنخفض وسيبقى الشعب مسكيناً متسولاً لن يتغير من واقعه شيء وهو ينتظر الحل ويدعو اللهم إجعل نفطنا ماءاً…اللهم آمين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات