لم أجد سبباً وجيهاً واحداً أو مقنعاً لتعامل سلطات المملكة الاردنية الهاشمية مع العراقيين الداخلين الى الاراضي الاردنية عبر منفذ الكرامة الحدودي ( طربيل ) ؟ السلطات الحكومية الاردنية تضايق العراقيين بعد أزمة كورونا من أجل منحهم تأشيرت دخول الى الاردن وفرض مبالغ كبيرة خيالية على المسافرين , والغريب في الامر ان العراقيين في الاردن اقل عدداً بكثير من العراقيين في سورية ومصر واوروبا وامريكا وليبيا ودول الخليج العربي التي تضع شروطاً قاسية للاقامة في بلدانها لكنها تقديراً للظروف التي يمر بها العراق فتحت ابوابها لهم في حين تتسابق المطارات والموانئ والمعابر الاردنية على التنكيل واهانة العراقيين الوافدين وابتكار انواع المضايقات لهم في الوقت الذي لا يبحث فيه هؤلاء عن عمل او كسب او منافسة لاحد بل الاستقرار في منطقة آمنة حسبوها شقيقةً ( مع الاسف ) وصدقوا المقولة القديمة بان الاردن حاضنة العروبة , الاردن ( وهذه المسألة ليست جديدة ) يرحبون ويصفقون ويرقصون فرحاً لكل من يحمل العملة الصعبة كي ينثرها في شوراع عمان والبتراء أو.. أو.. ، سواء كان اسرائيلياً او اوروبياً او افريقياً او حتي من المريخ .. لكنهم يتفنون في جرح كرامة العراقيين في هذا الظرف العصيب الذي يتطلب مد يد العون من الاشقاء علي الاقل .. اما ما سمعناه عن ان الاردن حاضنة العروبة فهي اكذوبة نشرها صحافيون اردنيون كذابون تشجيعاً للسياحة في بلدهم ليس الا … ونحن في العراق لا ننسي احداً ، من اساء لنا ومن احسن الينا ، نحن في العراق فتحنا قلوبنا قبل حدودنا للاردنيون لاكثر من ربع قرن ملأوا ارض الرافدين من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق ، لا تجد شارعاً الا ويتمشي فيه اردني ، اصبحوا جيراناً للعراقيين في بيوتهم وعملوا في مصانعهم ومعاملهم ومنشآتهم العسكرية والحساسة في حين لم يسمح لكثير من العراقيين في الدخول لهذه المواقع ، تزوجوا من العراقيين وتزوج العراقيون منهم ، وحصل الآلاف منهم علي الجنسية العراقية بدون اي عناء ، ودرس عدد كبير من طلبة الاردن في جامعات العراق وعلى حساب الحكومة العراقية السابقة واصبحوا مواطنين من الدرجة الأولي .. وبدا العراق برفع شعارات ( اياك ان تعتدي على اردني ) فالعقوبة السجن و( الاردني ثم الاردني ثم .. العراقي ) ، وآلاف الحكايات والوجوه والذكريات التي مازال بعض الاردنيون يعيش بين اشقائه العراقيين حتى هذه الساعة ، ولا ننسي ابداً تعامل الدولة معهم في ايام الحصار حين منحتهم حقوق العراقيين نفسها وغيرها من الامور التي يخجل الانسان من ذكرها وبخاصة اذا كانت بين الاشقاء … والاردنيون يتمسكون عندما تطرح هذه الامور معهم بانهم اتوا للاعمار وهذه خرافة اخرى لا اريد ان اشغل القارئ بها لان الحقائق اظهرت طيلة عقود طويلة العكس تماماً ، ولحد الآن تطالب الحكومة الاردنية وباسلوب رخيص ببعض الاموال التي مازالت في ذمة الحكومات العراقية السابقة !
بينما تقوم عشرات الدول الكبرى والصغرى بمسح والغاء ديون العراق وهي بالمليارات تقديراً منها لما يمر به الشعب العراقي في محنته الكبيرة ..
نقول لما تبقي من اخوة بيننا وبين الشرفاء في الاردن ، الشرفاء الاشقاء من ابناء الشعب الاردني والاحزاب المعارضة والمنظمات الانسانية ، ان ما تقوم به حكومتكم واقزام وازلام رجال شرطتكم عند المعبر الحدودية والمطارات … رصاصة الرحمة على علاقة ابدية بين شعبين شقيقين تربطهما علاقات الدين والدم ولمصير، والمؤسف اكثر اننا لم نجد او نسمع صوتاً واحداً او قلماً شريفاً يندد لما يتعرض له الصحفيين العراقيون من تضييق الخناق عليهم ومحاولات طردهم وحجزهم في المطارات بحجج كان من المفروض ان تطبق علي آلاف اليهود والاوروبيين المنتشرين في شوارع مدن الاردن وهم يعبثون بارض مصر وينشرون المرض والفساد فوق ربوعها , ايها الاخوة في الاردن ، انها ايام لا يمكن ان ينساها حليم فرفقاً باخوانكم واشقائكم وحزام ظهركم وهم بامس الحاجة لذراع يضمهم وشفاه تبتسم لهم وقلب يقلل من بلواهم ولماذا هذا الاصرار على عدم منح العراقيين الاقامة من قبل السلطات والحكومة الاردنية .. هل هذا رد الجميل للاشقاء العراقيين .. ولله .. الآمر.