بعد يوم الاربعاء الاسود الثاني والعشرين من شهر شباط سنة 2006 المصادف 23 محرم سنة 1426 هجرية والذي تم فيه تفجير مرقد الامامين المعصومين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام قامت قيادة عمليات سامراء بحملة لقمع الارهاب بقيادة الفريق الركن رشيد فليح حتى حقق الامن ، ولكن بقيت المدينة حزينة خاوية بسب عدم اطمئنان الزائرين للوضع الامني، فغلقت الاسواق وتوقفت التجارة عند اهل سامراء حتى اصبحت المدينة توصف بمدينة الاشباح ..
وفي احد الايام اتصل معي هاتفيا السيد رشيد فليح قائد عمليات سامراء وقال لي بالنص: ( معالي الوزير انا حققت الامن الى سامراء ولكن لا احد يصدقني …اهالي سامراء يخصونك بالسلام ويريدون همتك معنا لتشجيع الزائرين للقدوم الى سامراء ولإحياء المدينة من جديد وبذلك نوجه شوكة بعيون الارهابيين)
وقلت له : ارجو ابلاغ سلامي الى اهالي سامراء وانشاء الله يوم الجمعة القادم سأطلق اسطولا من حافلات وزارة النقل الى سامراء وسأتشرف بأن اكون على متن اول حافلة في القافلة
وقمت بإبلاغ منتسبي الوزارة وعوائلهم واي مواطن يرغب بزيارة سامراء فالوزارة ستوجه انشاء الله اسطولها من الحافلات الحديثة والمكيفة الى سامراء لزيارة الامامين العسكريين عليهما السلام ، وبالفعل انطلقت الحافلات بموكب واحد وعندما وصلنا الى مدينة سامراء كانت شوارعها خالية مهدمة يرثى الى حالها ، وعندما سمعوا اهالي سامراء بقدومنا هبوا علينا فرحين مستبشرين ولعنوا الارهاب والارهابيين ورحبوا بالزائرين وتسارعوا الى فتح محلاتهم التجارية وتم اجراء مراسيم الزيارة والصلاة وبمرافقة قوات الفريق الركن رشيد فليح وشيوخ ووجهاء اهالي سامراء الحبيبة وقد وعدتهم بان هذه الحملة ستطلقها وزارة النقل كل يوم جمعة، وقد رافقتنا وسائل الاعلام وبعدها غادرنا لزيارة مرقد السيد محمد عليه السلام في قضاء بلد وبعد العودة وعرض الفضائيات تفاصيل الزيارة انهالت علينا الاتصالات من قبل الكثير من الوجهاء والشيوخ بينوا فيه رغبة الكثير من المواطنين للذهاب الى سامراء وبالفعل اوفينا بوعدنا وحركنا قافلة من حافلات وزارة النقل كل يوم جمعة وبعدها تشرفت بان اكون على متن اول قطار متوجه من بغداد الى سامراء ونقل المئات من الزائرين الى زيارة الامامين المعصومين عليهما السلام رغم التحديات والمخاوف الامنية آنذاك.
وكان باستقبالنا قائد عمليات سامراء الفريق الركن رشيد فليح وقال لي: (انا رجعت الامن الى سامراء بقمع الارهابيين وانت رجعت الحياة الى سامراء بعودة الزائرين)
ان هذه التحديات ماهي الا واجب وطني ولاسيما بانها اسهمت في الدفاع عن وطننا الحبيب و ضد أي فكر منحرف دخيل تسرب الينا من خارج الحدود برفقة المحتل واذنابه لغرض شق صف وحدة شعبنا العزيز تحت ذريعة الطائفية البائسة .
* وزير النقل السابق