منذ مجئ حکومة حيدر العبادي، وهناك نوع من التأکيدات على أن العراق يسعى للتقرب و العودة الى وسطه العربي، لکن، وفي نفس الوقت هناك سياق مخالف يشدد على إن العراق يهتم بمصالحه ويبني علاقاته على أساسها، وهذا السياق لايمنح الاولوية لعلاقات العراق مع البلدان العربية ويرى إيران الاقرب للعراق.
علاقات العراق مع البلدان العربية و التي تراجعت بصورة غير عادية بعد الاحتلال الامريکي للعراق، فإنها شهدت تقدما و تطورا غير مألوفا مع إيران، خصوصا بعد أن صارت الاحزاب و الجماعات الشيعية التي کانت متواجدة في إيران في عهد حزب البعث، هي من تمتلك زمام الامور، وإن تصريحات و مواقف قادة هذه الاحزاب و الجماعات ترى في طهران قبلتها و تعتقد بأن التهديد و الخطر الذي يحدق بالعراق يأتي من البلدان العربية.
“العراق لا ينأى بنفسه عن المخاطر المحدقة به ويبني علاقاته على أساس مصالحه، كما أنه لا يقف على الحياد بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية”، هذا ماأکده القيادي في حزب الدعوة مستشار الأمن الوطني،، فالح الفياض، مؤخرا، إذ يبدو الفياض أکثر من واضح ببيان الانحياز لإيران و ليس فقط منحها الاولوية، لکن المشکلة إن الفياض و غيره من المدافعين عن”إرتماء”العراق في الحضن الايراني، يؤکدون فقط على دور طهران في مساعدة العراق في محاربة تنظيم داعش، ولايشيرون الى مکاسب و أمور أخرى حظي أو يحظى بها العراق في علاقاته مع إيران، کما إنهم”ينأون بأنفسهم”بعيدا عن الحديث عن الفوائد الکبيرة التي حصل و يحصل عليها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في علاقاته مع العراق و التي کما يعرف العالم کله لصالح طهران و بصورة إستثنائية.
مالذي جناه و يجنيه العراق من قربه من النظام الايراني، واملذي تحقق له منذ عام 2003، ولحد يومنا هذا غير المآسي و المصائب؟ ألم يقترن ترسيخ العلاقات مع إيران ببروز المشکلة الطائفية بأبشع صورها؟ ألم تکن هذه العلاقة سببا في تسليم العراق لحکم الفاسدين حتى يترسخ النفوذ الايراني في العراق؟ ألم تکن هذه العلاقة سببا في جعل العراق قاعدة و مرکزا للعداء مع البلدان العربية؟ بل ألم يکن فالح الفياض نفسه مهندسا لرسم الهجمات ضد المعارضين ا؛لايرانيين في معسکري أشرف و ليبرتي و قتل و جرح المئات منهم و فرض الحصار عليهم لأعوام طويلة؟ فعن أية مصالح يتکلم الفياض مع النظام الايراني بعد الذي جرى و يجري في العراقبسبب هذه العلاقة الضارة المضرة؟!!