التميز والإبداع لا يناله صاحبه إلا من خلال تقديم كل ما من شأنه ان يغير واقع حال ما الى واقع حال افضل .. فالابتكارات العلمية وبراءات الاختراع والعمل البحثي المضني في معاهد ومختبرات البحوث بشتى انواعها والنظريات الفلسفية والروايات العالمية واللوحات المتفردة والمقطوعات الموسيقية الخلابة التي تحفر في ذاكرة الناس وكل ما من شأنه أن يخدم البشرية ويقفز بها الى التطور والنمو الفكري والحضاري كل هذا يجب أن لا يغيب عن فكر الدولة وأولوياتها .هذا التميز الذي لو حوكم مع اقرانهم من الناس الذين اعتادوا الرتابة والركون اما للحاضر او الماضي ولا يكون المستقبل ضمن دائرة اهتمامهم من شيء ولا العمل على تغير واقع الحال . حينها صار من الضروري أن نميز بين الفريقين .وما دام الحال كذلك وجب على الجميع من ان يشير الى هؤلاء المتميزون والمبدعون بالرفعة والسمو والتكريم .. “آينشتاين .. أديسون .. نيوتن .. ديستيوفسكي … شكسبير .. تولستوي .. الفارابي .. الغزالي .. افلاطون .. أرسطو .. سقراط .. فيثاغورس .. فولتير .. طاغور .. كافكا .. البير .. عمانؤيل كانط .. كونفوسيوش .. لينين .. كارل ماركس ..فردريك نيتشه .. جين اوستين .. باخ .. سيمون دو بفوار .. بيكيت .. بيتهوفن .. فان كوخ .. موزارت” وغيرهم الكثير الكثير ممن صنع التأريخ من جديد وغير من ستاتيكية الحاضر وعبر بها نحو آفاق حركية الحداثة لصنع المستقبل كل هؤلاء عبدوا الطريق للنهوض بالبشرية وتغير ملموسات حالها الى ما هو أفضل .. الدول المتقدمة لا تألوا جهدا في تقديم كل ما من شأنه أن يحفز المبدعين في مجال عملهم والعمل على توفير كل ما من شأنه أن يدعم ويقوي العمل التخصصي لكل واحد منهم ؟؟؟ في العراق الجديد كنا نمني النفس بعد التغير الذي حصل من أن نرى هكذا دعم لكل هؤلاء المبدعين ” إنشاء معاهد للبحوث والدراسات ودعم الفنانين والكتاب والمفكرين وإقامة جوائز للإبداع الأدبي والفني والفكري وتوفير الجو الخاص لهم لكي يكملوا مشوارهم البحثي وإبداعاتهم الفكرية ” كل ذلك كان سيسهم بثورة فكرية حضارية تقفز بالبلاد الى مصاف الدول المتقدمة .. وعليه كان لزاما على دولة العراق من أن توفر الى هؤلاء العلماء والمفكرين والمبدعين كل الإمكانات الضرورية لتكملة مشوارهم الابداعي من خلال توفير كل مسببات العيش الرغيد من مخصصات مالية كبيرة وسكن لائق ووسائل النقل واتصالات كذلك كان من الواجب والضروري للدولة العراقية من أن تستقطب علماء المهجر وتأتي بهم الى بلدهم الأم ومن خلال ما نوهنا عنه من تقديم للحوافز المادية والمعنوية وتقديم الضمانات بالحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم وتقديم كافة التسهيلات الضرورية لهم …ما لفت انتباهي خلال هذه المرحلة التي مرت بالعراق بعد التغير هو الإهمال المتعمد كان أم غير المتعمد من رعاية هؤلاء وبذا كانت الهجرة العكسية مرة أخرى الى بلاد الغربة هو الهاجس الوحيد الذي بات لديهم خصوصا وما تقدمه الدول الغربية من امتيازات وحقوق لهم ؟؟ اننا ننتظر ردة فعل الحكومة العراقية اتجاه هذه الشريحة المهمة إذ عليها ان تضع الخطط المستقبلية اللازمة وأن تغير من استراتيجيتها القديمة بأخرى أكثر رصانة وحداثة من سابقاتها حتى تستطيع من تغير تلك الهواجس والنهوض بالتالي بالواقع العلمي والحضاري والمعرفي للعراق . كذلك يجب أن الفت نظر الحكومة العراقية الى أن ترعى وتنمي وتحفز الشخصيات القيادية العسكرية منها أو المدنية خصوصا المسئولين العاملين في الحكومات المحلية ومجالس المحافظات التي تميزت بعملها واستطاعت من ان تغير واقع حال متردي الى واقع دال موجود من التقدم في المجال الأمني والخدمي والعمراني أصاب محافظاتهم عبر التخطيط السليم والرؤى الإستراتيجية المستقبلية والحركية المصاحبة لكل المشاريع المقامة ومتابعتها متابعة دقيقة وعملية .. مدينة النجف الأشرف تستحق أن يشار اليها وتكرم وان تكون مثالا يحتذى به لبقية محافظات العراق لما أصابها من تغير كبير شمل جميع مرافقها الحيوية الخدمية منها والعمرانية وحتى المرفق الأمني ألا تستحق إداراتها المدنية أن تشملها الرعاية الكريمة من قبل رئاسة الوزراء بتكريمها خصوصا إذا ما عرفنا إنها حصلت على المراكز الأولى سواء ما شمل النواحي الخدمية والعمرانية والأمنية أو ما شملها من تكريم لمحافظها السيد الزرفي ليكون هو “المحافظ الأفضل” من بين محافظي العراق كافة ومن قبل استفتاء قامت به مؤسسة إعلامية دولية متخصصة في هذا المجال ..