قدر العراق أن يكون أساس في كل خريطة تُرسم؛ قديماً وحديثاً، وحان الوقت أن يكون شرق أوسط جديد، والعراق خرج من دائرة الضحية الكُبرى للمعادلات الجديدة؛ الى تحمل أعباء المهمة التاريخية، وما تزال المسؤولية قائمة للحفاظ على العراق بعيداً عن الصراعات الأقليمية؛ في مرحلة حسم الملفات الخلافية وتصفية الحسابات، والمرحلة من أخطر المراحل على العراقيين.
ساهم العراقيون بشجاعة على حفظ أراضي وطنهم، بفعل أبناء غيارى قدموا الغالي والنفيس لردع الهجمة الإرهابية والمطامع الخارجية.
يقع العراق في عمق الشرق الأوسط، وعمق الحضارة والتاريخ والإسلام؛ لذا تحمل ما تحمل من ويلات؛ في عالم يتغير ومناطق يُعاد تشكيل حدودها ومصالحها، وطبيعة توازناتها السياسية الحاكمة لمرحلة قادمة، ومن ذروة الصراعات دلائل على أن الأمور على مشارف النهايات والتدافع في أشده لكسب الجولات الأخيرة، وموقع العراق في منتصف هذا التشابك والتدافع؛ يستدعي الإلتفات على أن الدول مهما تقاربت أو تباعدت عن العراق؛ فلن تكون بمستوى شعبه وساسته، ومن واجبهم المحافظة على وحدة وطنهم في أحلك الظروف الحساسة.
موقع العراق وأهميته في قلب العالم؛ هو من جعله في قلب الأحداث، وطبيعة الأحداث الجارية ما هي إلا إجمال لما يمر بها العالم من صراعات مخفية؛ وصلت ذروتها وإقتربت من درجة الإستحواذ على القلب ومَنْ يكون له حصة الأسد؛ في فريسة تقاسمها الغرباء وما شعبها إلا ضحية لنزاعات دولية أنانية، وإنحراف مسارات فكر سياسي وخليط من التطرف المدفوع بالسياسة، وساسة غُرر بهم أو إتخذوا من الورقة الطائفية سلاح يلوحون به لنيل مكاسب ضيقة على حساب وطنهم؛ فيما تغاضت دول عن قيمتها الإنسانية؛ لتجعل من المصالح السياسية فوق الإعتبارات الأخلاقية.
إن العراق جسر لتواصل الفرقاء في كل العصور، ومن الخطأ أن يكون ساحة صراعات وتصفية حسابات وإدارة تقاطعات دولية، ولا يمكن إيقاف المشاريع الدولية الطامعة؛ إلاّ بوحدة شعبه ورؤيتهم المشتركة في مشروع بناء وطن؛ بعيد عن المشاريع الشخصية والقومية والحزبية؛ المراهنة على وعود دولية.
لن يركب على ظهر العراقيين أحد؛ إذا لم يجد من ينحني ويقدم مصالحه الشخصية على مصالح وطنه وشعبه، ويبيع تاريخه بثمن بخس ثمنه إمارة مزعومة.
إنطلقت إمنية عراقية نبيلة؛ في ايام العيد؛ بين عويل الثكالى وصرخات الأمهات والأطفال والنازحين؛ علىأن يكون هذا العيد آخر عيد على العراقيين دون وجود إرهاب وأرض مغتصبة ونازح وسبية ومعركة وخلايا نائمة، وستكون الأيام القادمة تحقيق لهذه الأمنيات وسينتصر العراق على الإرهاب وتطهر الأرض من الدنس الشيطاني، والعراق ملتقى الحضارات والتواصل، ومثلما كان العراقيون جدار صد الإرهاب عن العالم؛ سيكونون بشجاعتهم ووطنيتهم؛ هم من يرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد؛ حيث تعيش الدول الآمنة بسلام، ويُنبذ الفكر المتطرف ودوله الداعمة، وسيقول العراقيون بصوت واحد عن تلك الدول الداعمة للإرهاب، ولن ينفع بترول قبال دماء نزف منها العالم والعراق في مقدمتهم.