من أمن العقوبة أساء الأدب
كم تذكرني هذه المقولة، بما فعله قائد جيش المسلمين ( خالد أبن الوليد)! في زمن “أبا بكر”عندما ذهب إلى بني “يربوع” بذريعة إمتناع أهلها! وبما فيهم الصحابي “مالك بن نويرة”عن دفع جباية الزكاة وحبسه إبل الصدقة! كمسوغ شرعي، الأمر الذي دفع “خالد “لقتل الصحابي “مالك”! وقطع رأسه والتعدي على شرف زوجته، دعا بعد ذلك بحجرين ورأس”مالك” ثالثهما! وأركب قدر الطعام وأضرم النار بالحطب! وبرأس المقتول! ليتشفى ويتلذذ بالقتل لنفسه! ولكي يرى بني”يربوع”وحشية وعقاب “خالد” فيهابوه بأخذ ثأر سيدهم..
قد نحتاج للتعريف عن شخصية “مالك أبن نويرة” ما دام “خالد” معروف للجميع مع إختلاف الآراء فيه، “مالك”من بني تميم، وسيد من ساداتها في عهد الرسول محمد! ذو شأن عظيم, ومقبولية بين القبائل، تميز بالشجاعة والعفة والكرم، دُعي للإسلام فأسلم، وأسلم على يده بني يربوع! خصه الرسول بمنزلة رفيعة! وثقة عالية! أولاه مهمة قبض الزكاة وأموال المسلمين بين قومه! لتوزيعها بين فقراءهم، فكان مثال يقتدى به بين قومه، وصحابي يؤخذ برأيه ومشورته بين المسلمين.
.بغض النظر عن الأسباب التي دفعت بالقائد،الذي ولاه”الخليفة المصلح”لطلب الإصلاح في بني يربوع! وفعلته بقتل الصحابي “أبن نويرة”والتمثيل بجثته! والنزو على زوجته ليلة مقتله! وقطع رأسه! وطبخ طعام لقائد الإصلاح بالنيران! ألتي إلتهمت كثافة شعر المقتول! إلا إن السبب الأساسي كان حاضراً بين أذهان القاتل! وهو العلاقة الحميمة التي تربطه والخليفة!والتي يستنتج منها مدى تعلق الأخير بخالد! كل تلك المعطيات أيقن منها “خالد” إنه بأمان من العقوبة! ما دام أنه مؤيد من الخليفة راعي الاصلاح الاول! بين المسلمين..
ما دام “الخليفة مدعي الإصلاح” فاقد للشرعية في المحاسبة، ولأسباب منها، الخليفة هو أيضا عليه ملفات فساد! من محاولة لإغتيال الرسول! وقتل بعض الصحابة! ونصب العداء لأل البيت! وتقمص الخلافة بالقوة بعد رحيل النبي! ولكون “أبن الوليد”شريك للخليفة في كل تلك الملفات، إذن هنا أمن خالد عقوبته فأجرم! وخاف الخليفة من معاقبته لخالد فسكت! وإكتفى بتسريح زوجة “مالك أبن نويرة”الى أهلها! وأما خالد حاله حال من إجتهد فأخطأ! لتلافي فتح ملفات فساد تدين الخليفة نفسه!
لا أعلم اليوم هل إجتهد فأخطى “زعيم الإصلاح” في تقديم “علي التميمي” محافظاَ لبغداد؟ وتمسك الأخير مستغلاً منصبه للإبقاء على الدكتور “جاسب لطيف الحجامي”المنتمي لنفس الكتلة السياسية! مديراً عام للصحة في الكرخ ببغداد! بعد عزل من قبل وزيرة الصحة! ورئيس الوزراء لفساده! وعدم مهنيته بالعمل،هل سيعترف المصلح بجريمة عُمالة في بغداد؟ولعبهم بحياة الأطفال الابرياء! أم سيكتفي زعيم الاصلاح بتسريح الضحايا لذويهم جثث محترقة؟ويكتفي بالصعود لمنصة الاصلاح مطالبا به من جديد؟.تشابه صريح في كلام “عمر أبن الخطاب” في “خالد أبن الوليد”بعد جريمته عندما قال 🙁 قتلت رجل مسلماً ثم نزوت على إمرأته! والله لأرجمنّك بأحجارك)!وخالد لا يكلّمه! لأنه مدركاً بأنها لا يفعلها! وكلام “زعيم الإصلاح” في عامله “جاسب الحجامي”عندما قال: (إذا كان ممن يطيعنا فعليه بالاستقاله فوراً! وتسليم نفسه للسلطات المباشرة! بالتحقيق الذي يثبت ادانته أو براءته! ولسنا نفرق بين جريمة أواخرى! ولسنا نفرق بين كتلة واخرى) مع علمه وجزمه بتغلغل الفساد في القضاء! وانه سوف لن يثبت شيء! وهو من يصرح بذلك دائما! ويدعوا للإصلاح بالقضاء..خفايا وشبهات وسيل من الإتهامات، تدور حول فاجعة مستشفى اليرموك! أطفال في أمل أن يهجروا الصندوق الزجاجي في ردهة “الخدج”إعتقد ذويهم بأن الصندوق سيمنحهم الحياة، بعد طول إنتظار ومعاناة! لفرصة الحصول على طفل!ولكن الذي حصل عكس ذلك، الصندوق أبقاهم فريسة سهله تلتهم أجسادهم الصغير النار! نتيجة فساد عمال “الزعيم المصلح” في بغداد، الوقائع التي دارت حول إستشهاد الصحابي “مالك أبن نويرة” بأيدي “الخليفة المصلح” وعامله “خالد”! نفسها الوقائع التي إستشهد بها (11) طفل في مستشفى اليرموك بسبب فساد “الزعيم المصلح” وعامله الدكتور “جاسب لطيف الحجامي”.
جمة من الاسئلة تدور في الأذهان، هل سيرتب زعيم الإصلاح أثر على ما حصل؟ هل سيجرم عُماله ويحاسبهم؟ بعد إن يحقق في مجريات الكارثة؟ هل سيعترف الجميع بأن “علي التميمي” محافظ بغداد إجتهد فأخطأ في الإبقاء على الدكتور “جاسب الحجامي”مديراً وعدم تسليمه للمنصب الذي يشغله بحجة ” نقل الصلاحيات للعاصمة وليس للوزارة؟ وهل الزعيم مخطأً بتولية “التميمي”على بغداد؟ بعد إن ثبت تهاونه بحياة ومقدرات الناس بتولي مناصب الوزارة لمن ينتمي اليه بالكتلة؟.
ختاماً؛ نخرج ببعض المخرجات التي لابد من الوقوف عليها وهي:-
• من يطلب الإصلاح عليه أن يبدأ به من تحت قدميه وزوايا بيته.
• لا يمكن تحقيق الاصلاح بظل وجود محافظ مرتشي ومدير صحة فاسد غير مهني.
• الوقوف على مجريات ما حصل والتحقيق لمعرفة المتسببين ومحاسبتهم.
• على زعيم الاصلاح هيكلة جميع من يمثلونه بالحكومة والوقوف على واقع عملهم لتلافي تكرار تلك الحوادث…..