الآلاف الناس تشردوا .. والآلاف جاعوا والآلاف أُهينوا والآلاف تمرضوا والآلاف هُجّروا من مدنهم إلى مدن أخرى قد يكون سببها وغدٌ جبانٌ واحدٌ لا أكثر تبوأ منصباً لا يستحقه ويحتمي بعددٍ من المنتفعين من سُحته وظلمه لكنه لا يعلم أنَّ يومَ الخلاص منه قريب وقريب جداً .. في دول العالم لا يكلفُ إكتشاف ومطاردة الوغد ومن الإنقضاض عليه وطرده من موقعه إلا لبضع دقائق رُغم ما يتمتع به من حصانة قانونية وسياسية .. أما في محافظتنا المبتلى بالأوغاد فمن أصعبالصعوبات إستئصال الأوغاد لأنَّ إكتشافهم صعبٌ جداً .. فهم مندسون في أوردة وشرايين الشعب .. وتراكموا في قلوب الأنباريين عاماً بعد عام حتى أصبحت لهم أحزاب وكتل ومنظمات ومكاتب ومناصب وسيارات فارهة وحمايات ويدعون أحياناً أنهم بشر يحزنون ويفرحون ويتألمون .. لكنَّ الحقيقة غير ذلك تماماً فالأوغاد رواقم من النفاق وربايا من الرياء وأودية من الكذب تلتف في أجسادهم .. لذلك فهم مولعون بالمناصب في نفس الوقت الذي يُظهرون فيه للناس أنهم شرفاء ومضحون ومدافعون عن حقوق الناس !
في الآونة الأخيرة بدأت سلسلة معدة جيداً مما يسمى بالتظاهرات والإعتصامات ضد الحكومة والبرلمان والمؤسسات الرسمية وما يسمى ساحات ( العزة والكرامة ) وهي جميعها كاذبة وموزعة بين نفس الأحزاب والكتل والميليشيات التي تقود الأنبار ( حالياً ) والقصد في أنها معدة جيداً لأن غرضها الإيحاء للقوى المعارضة الأخرى التي قد تُفكر في التصدي لمشاريع تقسيم الأنبار أو بسط يد النفوذ الإيراني أو الحصول على أبسط الحقوق بأنَّ طريق المرور من هنا فقط أي من نفس القوى التي تحكم الأنبار داخل المكاتب وتُصدر من يمثلها في الشوارع .. الثورة الحقيقية تبدأ بإسقاط أقنعة.
( الأوغاد ) تباعاً وعلى وفق المتواليات التي رسمها الدستور الآثم .. ما سيحدث سيزيد من قطيع الأوغاد داخل صفوفنا والحل واضح وبسيط ولا يحتاج إلى تفسير أو نظريات أو فلسفة .. وهو الثورة من الداخل وليس كما يُعرض من تمثيليات مضحكة .. القيادات التي تقود الدوائر .. منها تبدأ الثورة فقط لأن أساس التغيير يكون من كهوف الفساد وأقبية الظلم وليس من الشوارع والساحات المضحكة تقليداً للتجربة المصرية المناقضة لكل ظروف وواقع تجربة التظاهر والإنتفاض .. ولنضع مثلاً بسيطاً لدائرة واحدة لو تظاهر منتسبوها على مسؤولها الفاسد وأسقطوه لتبعتهم جميع الدوائر التابعة لها وتبدأ سلسلة إسقاط الأوغاد خلال ساعات وربما دقائق .. وليتذكر المسؤولون الفاشلون أنَّ موظفاً مظلوماً واحداً يتمكن من الإطاحة وإسقاط من يعتقد بنفسه أنه أصبح كبيراً .. وسيعلم الّذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون .