لست فقيها ولكن مكلف حتم الواقع علي التعرف بالتجربة والبرهان على كرسي النيابة والضرورة الحتمية لمواصفات من يشغله !
فهو لم يكن يوما مكان بسيطا أو سهل الجلوس عليه لكل من أشتهت نفسه من العلماء أو طلاب العلم !
وأن كنا سابقا نقنع بكل متصدي يقول أنا نائب الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف ،،،
في تلك الفترة التي حجب فيها العلم عن المجتمع والأسباب الكثيرة ، منها السياسة ، ومنها السلطة البوليسية ، ومنها تخلي الحوزة عن دورها القيادي وحصر العلم والتدريس في فضاء مدارسها محكمة الحيطان !!!
أما اليوم في عصر التطور والتقدم التقني ، وبلوغ المكلف مستوى من العلم يستطيع معه معرفة ذلك الدور الخطير الذي يمثل الزعامة الدينية والنيابة الحقيقية بالمواصفات لا بالنصوص !
لتنفتح العيون والعقول على نمطين من العلماء ، ومدرستين مختلفتين بالشكل والمضمون ! تشكل الاولى مدرسة الحلال والحرام الذي هو جزء المهمة والجزء البسيط منها وليس جزءها العظيم !
فهذه مدرسة تنتهي فقط بجواب المكلف أي مكلف حين سؤاله عن الحلال والحرام ، والجواب مهما بلغ لا يؤسس علم يضيف للمكلف قدرة لفهم الصراع مثلا او تورث له الفهم في معرفة المؤامرات وفتن العصر ! ألا بلسان وعقلية الجهلة وعمي الأتباع !!!
ومدرسة أخرى تمنهن كل شيء وكل ما يتصل بالحياة ، مرجعها يفهم من النيابة كما لو كان الامام عجل الله تعالى فرجهه موجودا ، ولو وجودا مجازيا يمنحه الخوض بكل غمار ما يخوضه المعصوم لو كان في الحياة ، ووصوله طبعا عبر العلم الحقيقي ولا غير ذلك ، العلم الذي يستدل منه ومن طرحه على نبوغ وعبقرية وأهلية ذلك المتصدي ، حين يتحرك في خضم الصراعات والتحديات والمشاكل التي تحيكها الأعداء ، ويضع لها الحلول دون تردد بل تكون هي كل عالمه وشأنه ، و يطرق ابواب الخلائق دون انتظار بابه تطرق كما هي سيرة الأئمة الأطهار عليهم السلام ،،،
والعصر الحديث أنتج لنا نتاجا مختلفا من مدرسة الحركة وعيش النائب بكل نفس المجتمع ، مدافعا عن شؤون الأمة الأسلامية وليس فقط الشيعة ، والشاهد والدليل الخالد على رواد هذه المدارس التي تليق بكرسي النيابة ، السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف والسيد الخميني العظيم قدس سره ، والسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف ،،،
ولعل صرح الجمهورية الإسلامية الإيرانية خير صروح الفقاهة المنتجة التي تأسست على يد الفقيه العارف والعالم الفذ القائل بالولاية العامة ، ولم يقف عند حدود الحلال والحرام ، الحدود الأضيق للولاية والتي يمنعها الدليل من خوض غمار السياسية وغيرها !!!
من هنا رسالة للحوزة الشريفة أن الشعوب بدأت تفهم وتواكب وتطالع وتفسر وتعي الفرق العظيم والخطير بين المدرستين ، ورسالة للخطباء أياكم وتصور المجتمع الشيعي بسيط الفهم وممكن تسويق البضاعة الفاسدة عليه ، أنتهى زمن الأستغفال والأستحمار ،،،
وهذا الكرسي له مواصفات صرنا نعرفها جيدا ،،،،