رسالة الى امرأة عراقية في عامها الجديد
ياملكة القلوب ،
وسيدة الكلام الذي لاينتهي ، والحب الذي لاينتهي ، والحزن الذي لاينتهي .
وقد تمادت العصور وايقاعاتها على وجنتيك فتدلت منهما عناقيد حزينة وعثوق شجن تشهد على عمق الليل وامتداد العتمة الممتدة بنا منذ سالف الأزمان وتحكي عن تقلبات الأوقات المتناقضة المتضادة .
ياأيتها الجميلة ،
يامليكة الحياء الآسر ، والخجل الخلاب الذي يندى كضباب شفيف على أبواب البيوت الملتفة حول الأسرار والدفء والرقاد والخيبة والخذلان وممالك الوجع ،
أو ، كذاك الندى على أوراق الزيتون والتين والقداح المتفتح للتو .
ياصاحبة الرواية الأصدق عني ، وعن عصوري . .
يادفتر التاريخ غير المروي عن كل ماحصل . .
ياايتها المفعمة بكل وهج الرمل ، وطعم الماء , وشظايا الحجر .
ياايتها الجامعة لكل تناقضاتي وتناقضات العصور بقلب واحد بحجم العصفور .
كملح الزاد الطيب ،
كما المشتهاة للطعام ، أو النوم اثر النعاس .
كما اليقظة ، أراك . .
وأرى الحياة كعهدها تحمل الكثير من القسوة ، حين لاتأتي الأشياء ، أو ، حين تأتي في الأيام غير المناسبة .
فنحن لانملك أوان الأشياء لتكون في الوقت المناسب ولتلد حياة أخرى وطعم آخر للأشياء ووجه آخر للملامح ومعاني أخرى . . . اذ ، سيورق ساعتذاك ووقتذاك أصغر الأشياء وأكبرها ، ستزهر من تحت الحقول المألوفة أوراد شذية تتكلم بلون البنفسج والهدوء والسلام .
كان سيخرج من بين بساتينك الوارفة أمان الأشياء المألوفة التي انشد .
ياعقد الياسمين ،
وشدة الجوري ،
من ضيع علينا سر تلاقينا ، ومن رسم لنا ابعاد الفراغ ومسافات الهزيمة .
من مزق سجادة صلاتك ولهفة دعاؤك ،
من زرع أسرار الهزيمة تحت عبائتك التي أهوى . .
من ضيع فرصة التلاقي والتناغم ورغد الأشياء المنهزمة المنكسرة . . .
من كان يمسك بيده اسرار ومفاتيح الفقد والتيه ، فوضعك في الطابور نحو دهاليز الحزن والأنين المتواصل . .
من يحمل ذنب حرق كل الفردوس الجميل الذي وضع بين حاجبيك . . ؟ ؟ ؟ ..
ياأيتها المفعمة بكل احزان سنواتي ،
انه دائما الوقت غير المناسب لأجمل الأشياء المؤجلة التي نذهب ونحن بأنتظار أوانها .
ايتها المبجلة بأزمة العصور وتيه دوراني في الفراغات المترامية ،
لن أنفك أربو اليك . .
وانتظر كل الأوقات الصغيرة المؤجلة لأرى :
عينان شامختان مليئتان بالعزيمة والأصرار والأنوثة الطاغية ،
وشفتان كلون الكرز وورد الصبار الأحمر الذي يلامسه الندى في صباحات أول الشتاء ،
خدين كنصف القمر حين ينشق عن لون كلون التفاح ،
وجيد يشع بالدفء والحنو والعذوبة والشذى حين تتسلل اليه أصابع الهوى لتشم رائحة العنق وتلامس أطراف الشعر المنسدل على منتصف الكتفين .
وجسد يتلوى كالنهر الذي يضم بين دفتيه كل كنوز ونفائس العصور الماضية والآتية ،
وصدر كالموجة الثائرة التي تطرد القراصنة والفرسان . .
ياأيتها الحسناء ،
ياطعم كل الدنيا ،
وطعم كل الأشياء التي تشعرني بالحنين والفقد كما الأيام التي تذهب من بين الأصابع . .
ياأيتها الخارجة من الصحراء الى الصحراء تحمل عذوبة الدنيا والأيام المفقودة .
ياايتها المتسربلة بشذى أحزاني دوما .
ياأيتها المورقة بلون الربيع والياسمين :
حلقي فوق احزانك وفكي قيودك ،
فلابد للنهر من ارض يسقيها ،
ولابد للربيع من طيور عشق تحلق لأجله. .
لك مني كل الحب والتحايا وأشياء كثيرة أخرى .
فربما هو عام جديد ،
وربما أراك بأمان يوما . .
E.MAIL:[email protected]