لا شيء جديداً في مدن ( الأنبار) لان الأخبار عن هذه المدن هي تكرار دائم عن الاقتتال وسفك الدماء والتفجيرات وهدم البيوت والمحال التجارية والتهجير والاغتيالات , قد يكون اليوم الاستثنائي الوحيد الذي لم يحضر ألينا منذ فترة طويلة هو( اليوم ) الذي لن يسقط فيه ولا قطرة دم بريء ..!أرقام القتلى والشهداء في ( المحافظة ) صارت مجرد أرقام تتغير في كل يوم ، لا قيمة للأرواح المزهوقه ، ولا أسف على حياة الأشخاص الذين وجدوا يوما ما ضمن عائلة وبين آباء وأمهات وأبناء , تآلفت للأسف سوداوية الأحداث في الرمادي والفلوجة والقائم لتكون بهذا التآلف خطر الثالوث البرمودي الذي يبتلع مواطنيه بزوبعاته التي لا تكف عن الابتلاع , بما إني انباري عراقي ولدت بالصدفة في خضم حروب أهلية ونشأت سنوات طويلة في الأجواء ذاتها ثم لاحقاً لم أهاجر ولم اترك محافظتي وبلادي من تراكم مأساوية الأحداث فاني أصر ( يومياً ) على طرح سؤال على نفسي ، سؤال بغاية البساطة لكنه مكلف الإجابة وصعب التحقيق ، انه الاستفهام الذي لا يطرحه أبناء البلدان التي سافرت إليها , متى سأتنعم في محافظتي ووطني بحياة بسيطة انتقل فيها في الشوارع بأمان !منذ ( 13) عام ويزيد وانأ استيقظ حتى في غربتي الآن في مناطق النزوح في كردستان العراق ، فزعةً من كوابيس تلاحقني , ألا يحق لي بسؤال بسيط عن نعمة حياة آمنة !لا اسأل عن مال ولا قصور ولا سيارة فخمة ولا رفاهية أو رحلات مكلفة ، اطلب فقط بان اعبر الطريق في مدينتي الرمادي العظيمة من منزلي إلى عملي ومن عملي إلى منزلي .. من دون هاجس لغم أو انفجار أو كاتم صوت من حبيب يؤدي بحياتي أو حياة إي شخص آخر , آلا ترون كم أن هذا السؤال باهظ الكلفة في بلادي ! فخور بأنباريتي وبعراقيتي حتى النخاع والصميم مع هذا لديّ الحق في التبرؤ من تصرفات( البعض ) من ما يسمى شيوخ العشائر ورجالات الدين و ساسة الأنبار الجدد كثر وأحزاب , مضمونه ظني فجاء صادقاً ومعبراً عن رؤيتي المشابهة لأحداث محافظتي , كأقدام بعضهم على السمسرة وبيع مدن الأنبار .. من اجل إن يبقى جالسا على كرسي الحكم , اخجل من كوني انباري وانأ أرى الشعب ( الأنباري ) منقسماً إلى طرفين عنيدين لا يقبلان التنازل بينما القتلى يتهاوون كل يوم بالعشرات , اخجل من كوني انباري وانأ أرى التعصب الديني والسياسي والعشائري القبلي الحزبي قائماً بآفاته بين الأنباريين , اخجل من كوني انباري وانأ أرى بان الأنباري تحول إلى دمية متحركة مسيرة ضمن عصابات متناحرة , اخجل من كوني انباري عندما أرى الانباري المثقف والمتعلم واصحاب الشهادات العليا في الجامعات بات متعصباً لسياساته وعشيرته وقبيلته أكثر من تعصبه لوطنه ! اخجل من كوني انباري عندما يرضى الأنباري بان يكون عبداً لشخص ( واحد ) من يملك المال والجاه وليس لقضية وطنية , اخجل من كوني انباري عندما يتهم الأنباري شقيقه الأنباري بالخيانة والعمالة والإرهاب لمجرد أن له رأياً يخالفه , اخجل من كوني انباري عندما اسمع التحوير لخطابات الأنباريين من الأنباريين أنفسهم . اخجل من كوني انباري عندما ينسف الأنباريون الحوار ويدعون الدعوة إلى التحاور , اخجل من كوني انباري عندما يعاند الأنباري ويكابر عن غير حق ويبقي الخاسر أولاً , اخجل من كوني انباري عندما أرى زيف انباريتك أيها السياسي الأرعن والمواطن المتعصب بل يكيل بك زملاء المهنة والأحبة والأصدقاء الأقارب والأعداء التهم الباطلة وقذفك بكلمات نابية يخجل منها الإنسان نفسه , اخجل من كوني انباري عندما أرى الانباري يقتل اخيه الانباري , اخجل من كوني انباري عراقي فقط إمام ( الجميع ) ولكنني دائماً قلتُ وسأعيد : كم هي قويه ( انباريتي ) وعراقيتي ..