اخر حروب “العلوي”

اخر حروب “العلوي”

بين “شيعة السلطة” وسلطة الشيعة لا “شيعة العراق” مثلما هو عنوان كتابه يتارجح الكاتب والمفكر والنائب حسن العلوي على حبل مشدود. رجل يحث الخطى نحو الثمانين والتي يحتاج السمع فيها الى “ترجمان”   كما يقول لبيد بن ربيعة يعبر عن عزمه خوض الانتخابات ثانية لدورة قادمة من اربع سنين. بين الولاية الثالثة للمالكي والنيابة الثانية للعلوي فرصة للخوض في بعض تفاصيل مشهد سياسي ملتبس.لم يختر العلوي الاستسلام حتى مع خصوم اقوياء في مقدمتهم حزب الدعوة الذي هو بمثابة حزب السلطة حيث كانت اخر حروبه حتى الان مع افتراض ان للاعمار احكام. العلوي الذي يحترم تاريخه المديد بمن في ذلك انتمائه ايام زمان للبعث وصداقته مع صدام حسين التي لم ينكرها او يتنكر لها يوما لم يجد حرجا في ان يكون صدريا على مستوى البرلمان.
بدايته مع اياد علاوي البعثي القديم هو الاخر لم تمنعه من ان يخوض اول حروبه مع القائمة التي يتزعمها علاوي ويقول العلوي انه من اسسها. وحين اتهمه خصومه بشق صفوف القائمة وشق عصا الطاعة على زعامتها لم يزد ان قال ان العراقية بنوابها التسعين هي من انشقت عنه وليس هو. ومع ابدائه ملاحظات قد تكون قوية على اداء المجلس الاعلى الاسلامي فانه جاهر بخلاف مع المالكي مرتين. مرة باتهامات قاسية لحزب الدعوة ومرة باعلانه الترشح مع الصدريين خصوم المالكي الاقوياء داخل البيت الشيعي. هذه النزعة بالاعتزاز بالذات قد لا “توالم” الصدريين الذين يؤمنون بطاعة ال الصدر طبقا لمواثيق شرف غير مكتوبة على صعيد عهود الولاء والوفاء وهو ما جعل الكتلة الصدرية بين اكثر الكتل تماسكا في البرلمان.
 قرار العلوي بجس نبض الكتلة الصدرية في ان يكون احد مرشحيها سوف تجعله ثانية في قلب المعركة في برلمان سيبقى هو الاكبر سنا فيه  لاينافسه احد لا من قريب ولا من بعيد. اختلف العلوي مع صدام الذي قضى معه مائة ساعة في الاهوار فقذفه بـ “المنظمة السرية”. وكلما اختلف مع خصم خاض معه معركة على الهواء لا تقبل المهادنة مع انه غير عدواني الطبع بل دمث الخلق نقي السريرة. عصبيته الظاهرة والتي يجيز فيها لنفسه رفع عصاه على مقدمي البرامج التلفزيونية تقابل منهم دائما بابتسامة تعبر عن طاعتهم لزميل قديم بات بمثابة اب.  
العلوي يريد ان يكون نسيج نفسه وهو ما يجعله يحتاج الى تكيف من نوع خاص للانسجام مع كتلة شبابية هي كتلة الصدر بدء من زعيمها الذي لايعرف المهادنة مع القريب قبل البعيد.  المحطة الاخيرة للعلوي ان اكتملت ملامحها ستشكل امتحانا شخصيا له لاسيما ان دفاعه السابق عن “مظلومية الشيعة” واللاحق عن “مظلومية السنة” يبدو الان اكثر قدرة على تسويقه باعتبار ان التيار الصدري هو الاكثر تعبيرا عن استمرار الخط العروبي بين الاحزاب الشيعية والاقرب الى العرب السنة استنادا الى طروحات الصدر الاخيرة. ربما يحتاج الصدريون حكيما من وزن العلوي يحد من اندفاعات بعض شباب التيار. ومن يدري فقد يحصل على استثناء في حال المشاكسة من ” كصكوصات الصدر”.