ابهرنا الاعلام العربي بما شهدته دول عربية كبرى ما بعد سقوط النظام الملكي الدستوري قيها من تقدم وما قدمته للبشرية من انجازات في ميادين العلم والادب والفن والسياحة والسياسة وغيرها من الميادين ولكن بعد دخولنا في الالفية الثالثة تقريبا وظهور دول الخليج العربي قوية متعافية وبعد ان اصبح العالم قرية صغيرة يتبادل سكانه المعلومات نيتجة التقدم العلمي والتكنولوجي تبين الان ان هذه الدول لم تستطع المحافظة على تاثيرها القوي وانجازاتها العظيمة وعطاءها السخي الذي يشهد له القاصي والداني .
يقال ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه يقطعك ويقال ايضا في اللغة الانجليزية ان الوقت من ذهب( Time is money) .من المؤكد ان دول الخليج العربي كانت تستغل وقتها في البناء والتعمير. وكانت لها خطط استراتيجية واضحة المعالم وضعتها لافادة شعوبها ومحيطها الخارجي ويبدو ان دولا عربية اخرى كانت تضيع جل وقتها في التفاهات والخلافات والحروب والخزعبلات القومية والمذهبية والعرقية ولم تحافظ على تقدمها ومنجزاتها التي ورثتها و توقف سير نموها وتطورها او تباطء وظلت على ما هي عليه او اسوء.
ففي الكثير من الدول العربية كان يهيمن على تسيير الامور قادة قضوا معظم سنوات عمرهم في ثكنات العسكر ولايعرفون الا القوة والاوامر في ادارة دفة الامور وتسيير البلاد على رغباتهم ونزواتهم. وكان لايستمعون الى ما كان يقوله لهم معارضوهم او الحكماء من ابناء جلدتهم في المحيط العربي . على العكس كانوا يطاردون من يعارضهم الراي في الداخل ويعدموهم اوعلى اقل تقدير او يضعونهم وراء القضبان ويعادون من يقدم لهم النصح والمشورة من اقرانهم من القادة الحكماء.
كما كانوا قصدا وبعقلية العسكر يربون شعوبهم على ثقافة العدو المتربص وضرورة التصدي له ويحاولوا تعميم هذه الثقافة على محيطهم العربي . كان الحاكم الجديد يسخر كاي عسكري جل ثروات البلا د البشرية والمادية لخدمة مايسمى معركة المصير ومعارك التحرير وحركات التحرر والتحرير الوطنية في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية. كما حول هؤلاء الحكام اوطانهم الى ترسانات و قلاع عسكرية بتبذير ثروات بلدانهم ويا ليتهم استخدموها لتحقيق هدفهم المعلن ولكن لضرب ابناءهم واخوتهم في القومية والدين. وبعضهم اتخذ مسار اخر واستسلموا تماما لاعداءهم الحقيقيين وتقبلوا الذل والخذلان وخذلوا انفسهم وشعوبهم واصبحوا دمى باياد غيرهم .
وتبين ان سياسياتهم كانت غير مستندة على اسس موضوعية ولا على رؤى مستقبلية واضحة وكان الفساد يعشعش في كل مرافق الدولة تقريبا . وكانت الامور تسير بشكل تام وبائن للعيان بالاتجاه الخاظىء وكانت المحسوبية والمنسوبية اساسا في التعامل وحدث ولا حرج.
كما تبين ايضا ان خيرات البلاد وثرواتها المادية والبشرية كانت محتكرة من طرف اقلية وقائد وابنائه واقاربه وعشيرته والمحسوبين عليه. وكان الغرب يقف الى جانبه في الحكم مادام هناك استقرار في منطقة يعشعش فيها الظلم والحرمان ويكبلها الاضطهاد والفساد. استقرار اساسه مصالح خارجية تستند على ضمان توفر الطاقة للغرب وحماية لمواقعه المتقدمة. استقرارمصطنع وشعب يغلي ينتظر فرصته. وبلغ الامر اوجه وجاء فرج الخلاص في الالفية الثالثة .
هكذا فعل فينا مركب الاستبداد- والاضظهاد–والفساد. فا حتكرت الثروات و استغلت ولم يتحدد مسارنا ولا والهدف .وتوقف النمو والتطور وبدأ الغليان الذي قاد الى الانفجار الذي بدأ لتوه يؤسس لنظام جديد.
ما اردنا قوله هنا ان الامم القوية والعريقة يجب ان تحافظ على تقدمها الذي تباطء وتستمر في دفعات عطاءها للبشرية وان يكون لها دور فاعل في حياة شعوب العالم وخاصة حياة شعوب محيطها الاقليمي.والسؤال المطروح هل تستطيع هذه الدول التخلص من مركب الاستبداد-والاضظهاد –والفساد والتعافي في ظل ظروفها الراهنة؟ سؤال يحتاج الى وقفة وتمعن