5 أكتوبر، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

لماذا الانتفاضة الفلسطينية المباركة الثالثة أروع من سابقاتها ؟!

لماذا الانتفاضة الفلسطينية المباركة الثالثة أروع من سابقاتها ؟!

أجمل ما في الانتفاضة الفلسطينية الجماهيرية الصاروخية الحجرية البطولية المباركة الحالية انها تأتي ثأرا مباركا ونصرا ناجزا أثلج قلوب مئات الملايين ومنحهم جرعة امل كبيرة تبشر بهزيمة الكيان – الكارتوني – المهلهل وزعزعة أركانه وضعضعة كل اشكال وصور التطبيع والتطبيل والتخنيع والتخذيل والتثبيط والتشكيك، بالتزامن مع الذكرى الـ 73 لنكبة فلسطين الحبيبة في 15/ ايار/ 1948 يوم تخاذل القادة العرب وما زالوا على خذلانهم للقضية المركزية الأم ، اذ ما أجمل نسائم النصر ،وما اروع بشائر الفتح المبين ، وما ابدع التوفيق الرباني المبارك حين يأتي من حيث لايحتسب الصابرون والمظلومون والمضطهدون والنازحون والمهجرون ولو بعد حين بما يسر الصديق ويفرح الشقيق ليحزن الذيول والاذناب ويغيض العدى ….
وبينما كنت اتابع عن كثب قصصا مؤثرة،وصورا عاصفة،ومواقف رائعة،وبطولات خالدة تسطرعلى ارض فلسطين الحبيبة طيلة أيام المواجهة المباركة ستكتب بماء الذهب ولاريب،ليس اولها وقوف احد ملاك برج الجوهرة وأحد سكنته امام انقاض البرج المهدم بعد تدميره بالكامل بمعية عائلته وهم بملابس العيد مبتسمين ، ولا ثانيها المكالمة التي أجراها مالك برج الجلاء الذي يضم العديد من وكالات الانباء المحلية والدولية مع ضابط المخابرات الصهيوني الذي توعده بقصف مبناه خلال دقائق قبل قصفه متحدثا معه برباطة جأش وثقة عالية بالنفس وأمل كبير بالمستقبل المنظور، وليس ثالثها قصة رجل الاطفاء الصابر المحتسب حسن العطار ،الذي ودع بصبر واحتساب ابنته لمياء العطار (27 عامًا) وأطفالها – احفاده – كل من محمد زين (5 شهور) وإسلام (5 سنوات) وأميرة (6 سنوات) ، اضافة الى جارتهم وتدعى فايزة أبو وردة (45 عاما) وذلك عقب انهيار منزلهم فوق رؤوسهم بغارات الصهاينة المجرمين الانجاس، وآخرها وليس أخيرها صور “خنساء فلسطين ” أم احمد العابد وهي تودع ثالث ابنائها “مصطفى “الذي ارتقى شهيدا بالقصف الصهيوني الغاشم على غزة الصمود والبطولة والتحدي بإتسامة صادقة ارتسمت على وجهها الناصع ، وذلك بعد ان كانت قد ودعت ابنها الشهيد الاول محمود العابد عام 2003 ، ومن ثم ابنها الشهيد الثاني، خالد العابد عام 2009 ، اقول سألت نفسي وتساءلت ” بالله عليكم هل هذا شعب بإمكان الكيان الصهيوني المسخ ، ونصيره بايدن ابو عثرة ، وترامب ابوكذيلة وشعر سارح ، وبقية الحثالات والمسوخ البشرية حول العالم أن يهزمونه أو أن يفتوا في عضده يوما قط ؟!

ولعل أروع ما في هذه الانتفاضة الفلسطينية “الصاروخية..الحجرية..البشرية..المقدسية “المباركة أنها قد غادرت كليا آفات” الشخصنة،الاقلمة،الادلجة،المحورة ،المذهبة ” فلم يقل احد حتى الان ولن يقول بأنه لولا الرئيس الفلاني لما انتصر المرابطون في بيت المقدس واكناف بيت المقدس لتحمل صوره – فتضيع بوصلة الانتفاضة كليا وتشخصن برئيس على حساب المقدسات والبطولات والتضحيات – ، ولولا النظام العلاني لما صمد المرابطون لترفع شعاراته وصور مرجعياته – فيبدأ التجريح والتخذيل والتسقيط او التأييد بحسب المذهب والطائفة والولاء لهذا النظام او البراء منه فتضيع الانتفاضة وسط ركام هائل من الكراهية والحقد التأريخي والاساطير والخرافات والتجاذبات والمهاترات التي نخرت الامة نخرا – ، ولولا الزعيم الفستكاني لما صبر المرابطون – فيبدأ الرد والرد المضاد على مواقع التواصل بين مؤيد أو معارض لهذا الزعيم لينسى الاقصى في خضم ذلك كله ويتحول النقاش ويتمحور حول شخص الزعيم وخلفياته السياسية والمذهبية والقومية والدينية فقط لاغير مشفوعا بالصور – ، انها انتفاضة فلسطينية عربية اسلامية شعبوية خالصة ونقية لم ولن ترفع فيها سوى صور شهداء الاقصى وغزة وبقية المدن الصابرة المحتسبة الثائرة الصامدة ، ثورة لن يثنى فيها سوى على ابطال المقاومة الفلسطينية الباسلة فقط لاغير ولاتوفيق ولا فضل الا من عند الله تعالى وحده سبحاته ، كل ماعدا ذلك من لافتات وشعارات وجعجعات وزعامات وقيادات ومهاترات وصور وبيانات صدعت رؤوسنا طويلا بين هذا النظام وذاك ، بين هذا المحور وذاك ،بين هذا الزعيم وذاك ، والكل يزعم وصلا بليلى وليلى لاتقر لهم بذاكا ، الكل يدعي كذبا بأنه ايقونة النضال والمقاومة ومحورها ومحتكرها وأنه هو الذي سيحرر فلسطين والقدس والاقصى من دون الاخرين ليصلي في الاقصى المبارك ، اول القبلتين ، وثالث الحرمين ، ومسرى سيد الكونين ، وان تحريره سيبدأ من هذا البلد ، وسينطلق من ذاك الوطن ، وانه لن يصل الى القدس الا عبر المدينة الفلانية والمحافظة العلانية، ثم تبين وعلى حين غرة بأنهم كلهم اسوة بـ” جائحة الدول العربية”  ومنظمة – التهاون الاستسلامي- ومجلس – القمل – الدولي ، فاشوش ولا اريد الخوض في التفاصيل ها هنا لأنها – مقرفة – وقد اثبتت بما لايدع مجالا للشك بأن شعاراتهم وهوساتهم ولافتاتهم كلها مجرد ..فالصو ، وان أهل غزة والقدس وبقية المدن الفلسطينية الصامدة فحسب أدرى بشعابها وهم أمل الأمة الناهض ، وكل المجعجعين مجرد هواء في شبك ، زوبعة في فنجان ، جعجعة من غير طحين !
وأروع ما في هذه الانتفاضة المباركة انها نجحت في المواءمة بين العاطفة والعقل، بين القيادة وقواعدها الجماهيرية ، ولم تراهن أو تركن الى أحدهما على حساب الآخر البتة ، لأن الثورات العاطفية الشعبية المجردة سرعان ما يخبو اوارها وتنطفئ جذوتها ،ليعود النوام الى فرشهم مجددا وكأن شيئا لم يكن بعد افراغ كل مافي جعبتهم من شحنات عاطفية لفترة ما قد تطول وقد تقصر ليركب موجة ثورتهم في نهاية المطاف ويمتطي صهوتها بعض المحسوبين والذيول والاذناب على المنظومة والنظام الذي ثاروا ضده اساسا ..كذلك الثوارت العقلية المجردة الخالية من العواطف فهذه جامدة ، باردة ، باهتة ، خاملة ، مجاملة ، وأحيانا منافقة تستخدم القيم والمبادئ وسيلة للوصول الى غاياتها لربما غير النبيلة ” المثل والقيم عند بعضها مجرد تكتيك مرحلي وليس ستراتيجية رصينة ومدروسة بعيدة المدى ” ، انها تتعامل مع المحسوس والمنظور فحسب وتتقيد به وشعارها وعلى قول المثل الشعبي ” امشي شهر ، ولا تطفر نهر ” او ” اليد التي ما تكدر تلاويها ..بوسها وادع عليها بالكسر !” مع ان كل ما حولها يتغير بوتيرة مطردة ومتسارعة لاينفع معها التأني على اساس ان هذا ” الما امام والما حول والما وراء” اذا جاز التعبير ثابت وساكن على حاله ولم يتغير وهذا خلاف المنطق كليا ، وبالتالي فهي لاتحرك ساكنا الا من زاوية ورؤية وايدولوجية وخلفية ومذهبية وطائفية وادبيات العقل الذي يحركها ” فاذا كان العقل المحرك اشتراكيا فالثورة ستتحرك على وفق العقل الاشتراكي المهزوم الذي يقودها ..اذا كان العقل المحرك يمينيا فعلى وفق العقل اليميني المأزوم الذي يتزعمها ..اذا كانت علمانية فعلى وفق العقل العلماني – الهشك بشكي – الذي يقودها ..اذا كانت طائفية نتنة فعلى وفق العقل الطائفي المقيت والسقيم والكريه جدا الذي يمسك بزمامها ، وهكذا دواليك ” ..الثوارت العقلية الراجحة المشحونة بالعوطف الجياشة المنضبطة بالاخلاق السامية ، المحكومة بالقيم النبيلة وبالتعاليم السماوية النقية البيضاء الخالدة هي وحدها الناجحة …اما ثورات العواطف المجردة فـ – فشنك – كذلك ثورات العقول اللاعاطفية الجامدة = فشنك ، كذلك ثورات الطوائف والطائفيات والمذهبيات والايدولوجيات = فشنك ، ثوارت ” الجماهير والقيم والاخلاق والمبادئ والعواطف النبيلة المنضبطة العاقلة ” هي وحدها الراجحة والناجحة فحسب …بعض المجعجعين المعروفين والمتاجرين بالقضية ونتيجة لخيبتهم وخورهم وضغط جمهورهم عليهم وسخرية خصومهم منهم هذه المرة صاروا بيثون مقاطع فيديو محلية قديمة على يوتيوب حاليا توهم المشاهد بأنهم في الطريق الى الاقصى والقدس حاليا لتحريره من براثن الصهيونية الحاقدة …ولسان حال الاقصى المبارك يقول ” بس اطلعوا منها ، كل الامور تسهل وتهون !”.اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات