27 ديسمبر، 2024 2:15 ص

صخب المظاهرات ينغص نوم المرجعية

صخب المظاهرات ينغص نوم المرجعية

الأحداث التي وقعت في التاريخ بعضها يدعوا للتأمل لأن فيها الشيء الكثير من التقلّبات فبعضها يكون مزعجا وحزينا الى حدّ ان الأنسان يعكس هذه الأحداث على صفحات المحزن فترى اثار الاكتئاب والحزن لاتفارق وجهه وأما الفرح والسرور فأنها تعطي البهجة والضحك الى حد إنفتاح الشدقين .
واليوم من أكبر المفارقات التي تحدث على الساحة العراقية هي خروج المظاهرات ( في الوسط والجنوب ) التي تدعوا الى محاسبة الفاسدين على ما ارتكبوه من ظلم وفساد وخراب للعراق وشعبه الكريم . تحرّكت الجماهير وهي غاضبة (جدا) على أداء الحكومة الفاشل لأن المواطن العراقي وخاصة ( المواطن البسيط ) ملّ وسأم من الوعود الكاذبة والنفاق الذي يمارسه الساسة الفاسدين فبعد أنتظار دام أكثر من عقد من الزمن حيث تجرع المواطن من فساد الحكومة كل ظلم وجور وفساد وأمتلىء قلبه قيحا وصدره ضيقا عليهم لذا بدأ الشارع يتحرك وبقوة ضد فساد وظلم الحكومة الجائر وهذا حق مشروع بل واجب على كل أنسان واعي ووطني حر وشريف أن ينهض ضد هذا الفساد نعم هذا النهوض كان متأخرا و( المواطن ) يدرك هذا التأخير كان لإسباب لاسباب وغايات سياسية واجتماعية ودينية الأمر وصل الى حدّ الخنوع والذلال .
لكن أقول أن الشعب أدرك أن هذا السكوت ليس في مصلحته بل سكوته يعطي مبررا للمفسدين ان يستمروا في فسادهم وافسادهم .
سنوات طوال والشعب يأن ويتالم من المعاناة ويطلب الأصلاح فلم نرى أحد يتفاعل معه الكل صامت وغير مبالي وكأن الأمر لا يعني أحد فلم نرى ما تسمى ( المرجعية العليا ) أن تدعوا الجماهير الى الخروج والمطالبة بحقوقهم المسلوبة المنهوبة والساسة الذين جثموا على صدور الشعب بفضل الدعوات التي كانت وما زالت تطلقها هذه المرجعية في أنتخاب ( المفسدين ) الذي خرج عليهم اليوم الشعب والتي يدعوا بها الى طردهم والخلاص منهم ومن فسادهم الذي أزكم الأنوف.. والذي نعنيه في هذا الأمر أنه مَن يُحرك مَن ؟؟؟!!!
هل الجماهير تحرك المرجعية ؟؟؟
أم أن المرجعية تحرك الجماهير ….وعلى أساس ان المرجعية ( العليا ) هي الأفهم والأقدر والأكثر مسؤولية أمام الله في أرشاد الناس وحثهم على المطالبة بحقوقهم التي نهبها الساسة الفاسدين والذين وصلوا الى سدّة الحُكم عن طريق إلزام أنتخابهم بتوجيه من المرجعية ( العليا ) أليس الواقع ان يكون عكس هذا ؟؟؟أي أن المرجعية هي تدعوا الناس الى الخروج والمطالبة بحقوقهم وليس العكس … العكس حدث لأن الجماهير هي من حّركت المرجعية وكأن المرجعية لا تعلم لا تدري لا تهتم نائمة في سباتها العميق ؟؟!!!
أليس هذه مفارقة مضحكة ومبكية في آن واحد … كيف نحسب هذا الأمر كيف نسير ونعتقد بمرجعية تسمي نفسها ( العليا ) وهي عاجزه وكأنها كسيح لا يقوى على الحراك أليس الأولى ان المرجعية تتعظ وتتعلم ويكون لديها الشجاعة والفهم والأدراك وتحدد المصلحة وتدعوا الناس الى الخروج والمطالبة بحقوقهم وليس الجماهير هي تبث الحركة في المرجعية وتسير خلف الجماهير وذلك يدل بوضوح إنها غير واعية وغير شجاعة في أتخاذ أي قرار ؟؟. أذن كيف نثق بمرجعية خاوية فارغة . أذا هذه نتيجة حتميةاليس هذا الحال الكائن بين المرجعية الخاوية والجاهلة وبين الجماهير التي سيرت وحركت هذه المرجعية ليس بمعنى الحركة الايجابية بل انها تمثل ردة فعل لانقاذ الفاسدين ليس الا وحمايتهم من تطورات هذه المظاهرات اليس هذا الحال يدعوا الى الضحك والبكاء في ذات الوقت كما اسلفنا في مقدمة مقالنا هذا تعكس الحقيقة التي طالما كانت تختفي تحت نفاق المؤوسسة الدينية وتظهر بوضوح مدى الذل والخنوع وعدم المعرفة بل عدم المسوؤلية تجاه الشعب العراقي المظلوم .