12 نوفمبر، 2024 2:59 م
Search
Close this search box.

رسالة الى حزب الدعوة , من هم الدعاة الحقيقيون ؟ – سؤال الى الجعفري والمالكي والاديب وعامر الكفيشي وابو زهراء الناصري

رسالة الى حزب الدعوة , من هم الدعاة الحقيقيون ؟ – سؤال الى الجعفري والمالكي والاديب وعامر الكفيشي وابو زهراء الناصري

عندما نتحدث عن الحركات الاسلامية في العراق , لابد ان نقف وقفة طويلة امام حركة اسلامية واعدة ظهرت الى العلن بعد ثورة 14 تموز 1958 لتقف بوجه الاحزاب التي انتشرت في ارجاء العراق , واثرت على الشباب العراقي باتجاهات مختلفة بعيدة عن المفاهيم الدينية والقيم الاسلامية  الاصيلة  المتعارف عليها في المجتمع العراقي انذاك , و هذه الحركة الاسلامية التي سدت الفراغ الذي كان يعيشه الشباب والتف حولها سميت بحزب الدعوة , وسرعان ما زحفت نحوه جموع الشباب لان الذي اسس الحزب ومن معه كانوا يحضون باحترام الامة الاسلامية وعلماء العالم الاسلامي , اضافة الى احترام النخبة المثقفة من الاساتذة والعلماء لهم ايضا ومن مختلف الدول , فالشهيد السيد محمد باقر الصدر مؤسس الحزب كان عالما ربانيا ومثقفا كبيرا وله طروحات عميقة بحيث جعلت كتاباته  منه عالما اقتصاديا واجتماعيا وفلسفيا تميزت بالاصالة والموضوعية , وفي كل كتاباته كان ينتهي الى ان النظرة الاسلامية هي الاصلح في كل مناحي الحياة بالبرهان والواقعية والمقارنة الحيادية مع الافكار الاخرى والطروحات العديدة وخاصة بين الماركسية والراسمالية والاسلام بحيث كانت كتاباته موضع احترام الجميع بما فيهم المؤيدين للماركسية او الراسمالية. وكانت الثلة من الاصفياء التقاة يجتمعون اليه ليخرجوا فكرة تاسيس الحزب من مجرد فكرة الى واقع يستقطب الشباب والنخبة المفكرة في المجتمع وهم السيد مهدي الحكيم والسيد عبد الصاحب الدخيل والسيد طالب الرفاعي واالسيد محمد صادق القاموسي وقد حضي الحزب بمباركة السيد محسن الحكيم مرجع الامة الاسلامية انذاك مما جعل مقلديه وهم السواد الاعظم في العراق يؤيدون وينضمونالى هذا الحزب ويسيرون وفق خطه الاسلامي النقي والذي يدعو الى مكارم الاخلاق والايثار وكل ما هو انساني ونبيل بحيث يكون الداعية قدوة لكل فرد في المجتمع , وهذا ما كان فعلا .
اما لماذا اصبح حزب الدعوة اليوم من الاحزاب التي يمقتها الجميع , وضالع بالفساد بكل انواعه ؟ ولعل المرء يستغرب من المقدمة التي ذكرناها ليجد العكس تماما فيما يراه اليوم من هذا الحزب وقياداته , ان الذي حصل هو استيلاء مجموعة من الاشخاص لم يكن لهم ذكر ابدا في حزب الدعوة , او من الذين عاشوا على هامش الدعوة , وانتهزوا فرصة نضال الدعاة وتضحياتهم ليختبؤوا في جحورهم ردحا من الزمن ليخرجوا بعدذلك ويصبحوا زعماء للدعوة ويوهموا الجيل الجديد بانهم هم لوحدهم الذين ناضلوا وقدموا التضحيات وهم اصلا ممن استغلوا بعض الاسماء التي كانت لاقاربهم او لمعارفهم ليبينوا بانهم ابناء الحزب ودعاته .
نوري المالكي وابراهيم الجعفري مثلا وهم الان من قيادات الدعوة لم يكن لهم اسم يذكر على الاطلاق الا بعد ان غادروا العراق واستغلوا انشغال الدعاة الحقيقيين في مقارعة النظام المقبور لينتظروا استشهادهم ليستولوا على مقاليد الحزب و اما علي الاديب فهو لم يكن من الدعاة الاوائل كما يزعم في احدى المقابلات التلفزيونية على قناة الشرقية فهو اقتيد يومها الى دائرة امن كربلاء وخرج منها في اليوم التالي ولا يعرف هل وشا ببعض المؤمنين ام اكتشفوا بانه لا علاقة له بالحزب اصلا , ومن ثم سافر الى ايران عن طريق الامارات بشكل اعتيادي كأي مسافر , واختلق لنفسه الروايات بانه من ابطال الدعوة , وهو اصلا لم يكن داعية في العراق وانما اصبح داعية في طهران مستغلا اسم عمه محمد صالح زندي ( الاديب )الذي كان بحق داعية اصيل ويتمتع باخلاق وعلمية عالية .ويعتبر من الرواد الاوائل في الدعوة , ومن يستمع الى الندوة التي اجرتها قناة الشرقية مع علي الاديب ليستعرض مسيرة الدعوة تجده لايتحدث الا عن نفسه فقط لانه يجهل تماما ما كان يقوم به الدعاة في زمنه , بل لايعرفهم ولا يريد ان يذكر امامه اي اسم لانه لايستطيع ان يتكلم امام تلك القامات الكبيرة التي سطر التاريخ اسماءها باحرف من نور . وعندما ساله مقدم البرنامج عن احد الدعاة وهو المنصوري اجابه بان المنصورى كان مندفعا ولم يذكر اسمه الكامل , علما بان الشهيد عبد الامير المنصوري هو الذي اعاد تشكيل القيادة البديلة لحزب الدعوة تنظيم الداخل في اشد الايام قسوة مناضلا حقيقيا وضع روحه على راحته , وقد امسك بالتنظيم العسكري للحزب ومعظم خيوط التنظيم المدني في المحافظات يوم كان علي الاديب يتمشى في شوارع طهران لايدري ماذا يجري في العراق وفي الحزب . لذلك نجد هؤلاء الطارئين على الحزب امثال نوري المالكي وابراهيم الجعفري وعلي الاديب وحيدر العبادي ووليد الحلي وغيرهم لم يكونوا يوما محسوبين على حزب الدعوة بقيمه ومبادئه الصافية النقية , ويحاولون جهد الامكان محو اسماء الشهداء الابطال من الدعوة لانهم يدركون ان لا سلوكهم ولا مبادئهم ولا ممارساتهم تشبه ولو بالحد الادنى لؤلئك الابطال الخالدينفعندما استولوا على قيادة الحزب اخذوا يمارسون نفس الادوار التي يمارسها اصحاب الاحزاب الاخرى ولاسيما حزب البعث الفاشي وبنفس السلوك فلا حرمة لديهم من سرقة المال العام ولا اهتمام بالشعب المسكين وانما بتحقيق مصالحهم الشخصية وملذاتهم الدنيوية  , فتجدهم يتصارعون فيما بينهم , فبعد ان تنازل الجعفري للمالكي واصبح الاخير رئيسا للوزراء قام كرد للجميل باقصاء الجعفري من الامانة العامة للحزب ليصبح هو امينا عاما لحزب الدعوة وهو الذي لم يسمع الدعاة اسمه الا بعد ان رشحه الجعفري لهذا المنصب ! وهو الان في صراع مع علي الاديب لانه يخاف من منافسته لمنصب رئيس الوزراء ! هذه الزمرة لايهمها الا المغانم والثراء الفاحش ورموا الدين والمذهب والقيم عرض الحائط , والا الا يخجل زعيما يصفه شعبه بالكذاب ؟ اليس الاجدر به لو كان يشعر بالحد الادنى من الكرامة ان يجلس في بيته ويعتزل السياسة ؟ هؤلاء نكرة لم يصدقوا بانهم وصلوا الى حكم العراق بلد الانبياء والاولياء بلد الحضارات ومنارة العلم ! لذلك تراهم مسحوا من الاذهان تماما تضحيات الاوائل ولم يذكروهم في اي مناسبة حتى في مؤتمراتهم الحزبية لان الواحد من اولئك الابطال الاوائل لو اعيد الى الحياة لتبرأ منهم بل وبصق في وجوههم واكبر دليل على ذلك هو خروج السيد جعفر محمد باقر الصدر نجل مؤسس الحزب عنهم وهاجمهم بانهم استغلوا اسم الشهيد المؤسس ليمارسوا افسد الاعمال وهو سرقة الشعب واكل السحت الحرام .
اما الذين بقوا من الاوائل على قيد الحياة فابعدوهم تماما عن الواجهة بل حاربوهم لانهم وجوه مشرفة لو صعدت على المسرح السياسي لفضحتهم فمثلا غالب الشابندر وعلي التميمي وسليم الحسني و…….. الخ من الدعاة الذين حملوا راية الدعوة وواوفوا العهد الى قبضة الهدى ( الشيخ عارف البصري ,السيد عماد الدين , السيد عز الدين القبنجي , السيد نوري طعمة , السيد حسين جلوخان ) تلكالشموع التي اضاءت درب الدعوة بارواحها واوصلت هؤلاء الاقزام الى سدة الحكم بدمائها , واني اتساءل هل يعلم الجيل الحالي من هؤلاء ؟ ولماذا تم تسميتهم بقبضة الهدى ؟ لانهم خمسة كقبضة اليد صارعوا الطغاة وصعدوا الى المشانق رافعي الرؤوس وهم ينادون يحيى الاسلام  النقي الصافي البعيد عن النفاق والرياء والتحقوا بقدوتهم سيد الشهداء مرددين مقولته التاريخية الخالدة ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي ياسيوف خذيني .اولئك الذين بكى عليهم الجميع حتى اعدائهم , فقد قال سجانهم في حينه والله ما رايتهم الا قائمين وساجدين لله عزوجل وكانوا يتعاملون بروح الاسلام العالية مع الذين يخالفونهم العقيدة بعيدين عن العنف , وقال بكيت عليهم عندما صعدوا الى المشانق لاني لم اشاهد في حياتي مثل هذه النماذج المشرفة  .
هل رايتم حفلا تابينيا يقام سنويا لهؤلاء الدعاة الذين وقف الاعداء امامهم منحنيين لصمودهم ,او هل رايتم يوما يذكر اسم السيد مهدي الحكيم وهو من مؤسسي حزب الدعوة وقد ارهق مضاجع الطغاة وبقي داعية مخلصا لله ولوطنه وشعبه وقد جهز له النظام البائد كل الوسائل ليتم تصفيته وشكل كتيبة لمراقبته وملاحقته حتى استشهد على يد العفالقة في السودان  عند حضوره مؤتمرا اسلاميا هناك ليدافع عن مظلومية الشعب العراقي , ونتساءل لماذا لم يجند العفالقة فريق لاغتيال من هم الان في السلطة بل تركهم يسافرون هنا وهناك بامان ؟ حتى الذي بقي من القيادات الاولى على قيد الحياة تركوهم في المنافي او في بيوتهم قابعون فمثلا السيد حسن شبر الذي قدم ولديه قربانا للاسلام والدعوة تجده قابعا في داره دون ان يذكر له اسم الان ! السيد طالب الرفاعي يعيش في المنفى دون ان يسأل احدهم عليه , والشهيد عبد الصاحب الدخيل الذي كان مثالا رائعا للصمود المحمدي بوجه الطغاة حيث اذابوه في حوض التيزاب بعد ان عجزوا من انتزاع اعتراف واحد منه ! لماذا لم يستعرضوا ادوار هؤلاء وسيرتهم لتعرف الاجيال هذه النماذج التي لم تتكرر وهم الان مع سيدهم الحسين عليه السلام وسيكونون جنود الحجة المنتظر ان شاء الله .
 ان هؤلاء الذين استلموا اليوم قيادة الحزب يخافون من ذكر اسماء هؤلاء الشهداء الابطال ويخافون من ظل الاحياء منهم , والان يحكمون العراق بفسادهم المالي والاداري والاخلاقي وخانوا الوطن واصبحوا نموذجا سيئا في كل شئ , نتمنى من الاجيال الا تحكم على حزب الدعوة بما اوصله هؤلاء الاقزام من درك اسفل فهؤلاء مثلما سرقوا البلاد والعباد فقد سرقوا الدعوة ايضا ولابد ان ياتي اليوم ليرميهم التاريخ في مزبلة التاريخ كما رمى الطغاة من قبلهم , فحزب الدعوة اشرف من ان تدنسه مثل هذه الوجوه البائسة .
وهنا نقف متحيرين اما شخصيتين كبيرتين وهما  الشيخ عامر الكفيشي ( ابو حيدر الكوفي ) والشيخ ابو زهراء الناصري النائبين في البرلمان عن حزب الدعوة ,حيث انهما اصحاب منابر يستمع اليهم جمهور كبير من المسلمين في مناسبات عديدة وخاصة في شهر رمضان ومحرم وصفر وغيرها ومن جملة ما يتذكر الناس ترديدهم بان من رضي بفعل قوم او ساندهم فهو كما لو اشترك معهم في عملهم ويؤكدون بان الذي يبكي سيد الشهداء ويواليه حشره الله مع محمد (ص) واله يوم القيامة وكانه اشترك مع الحسين (ع) في معركة الطف , وهنا يقف الجميع في حيرة من امرهم ويتساءلون كيف يعمل الكفيشي والناصري مع هؤلاء الاقزام ويساندونهم ويمثلونهم في البرلمان ويدافعون عنهم وهميعلمون بانهم فاسدون حتى النخاع ؟!! هل انتم مستعدون يا شيخ الكوفي وياشيخ الناصري في ان يحشركم الله يوم القيامة معهم لانكم ارتضيتم اعمالهم وتروجون لهم ؟ الم ترددوا على المنابر ان من ارتضى عمل قوم اشركه الله في عملهم ؟ الم تقولوا اللهم العن امة سمعت بذلك فرضيت به في اشارة الى محاربة الحسين عليه السلام ؟ افيدونا بالله عليكم هل انتم استثناكم الله ام غرتكم الحياة الدنيا واستهواكم المال وفشلتم في اختبار الله لكم ؟ام ماذا ؟ اتقولون ما لاتفعلون ؟ اتامرون الناس بالمعروف وتنسون انفسكم ؟ ماذا ستقولون عندما تقفون بين يدي جبار عظيم اتنعمون وشعبكم يبحث في القمامة لياكل ؟ الم تقولوا بان الامام علي بن ابي طالب عليه السلام عندما كان يقدم له ادامين من ملح ولبن كان يبكي ويقول ابعدوا عني احد الادامين فماذا اجيب الله تعالى يوم المحشر عندما يقال بان امير المؤمنين كان يقدم له ادامين وفي الديار من لايجد طعاما ؟ سمعنا ذلك منكم يا رواد المنابر ! فبئس ما خلفتم  محمدا وعليا والزهراء والحسن والحسين ؟ وسيكون الرسول واهل بيته خصم لكم يوم لاينفع مال ولا بنون , واننا نشكوكم الى الله تعالى , ترون الظلم والفساد واقصاء الشرفاء والنزيهين وتسكتون ؟ الا لعنة الله على المنافقين وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .

أحدث المقالات