الى المرحوم الأستاذ هيثم الزبيدي طيب الله ثراه

الى المرحوم الأستاذ هيثم الزبيدي طيب الله ثراه

منذ أن رحلت عن هذه الدنيا الفانية،وقد تركت كتّـاب موقع الميدل إيست أون لاين ومحرريهم ، وهم يترحمون عليك ، ونحن في غصة ألم مريرة مما حل بعدك من توجهات عمن كانوا شموعا ترتسم مقالاتهم لتنير طريق الكلمة ، بفضل حكمتك وإهتمامك بما نرسل اليك من مقالات سياسية أو ثقافية منذ سنوات طوال.

لم تكن رئيسا لتحرير موقع ميدل إيست أون لاين فحسب ، بل كنت أبا ورفيقا وأخا تحاورنا أحيانا فيما نكتب ، ومع هذا تنشر مقالاتنا بسرعة البرق ، ونحن نتابع نتاجاتنا فيه بفرح وسرور.

لكن الأحوال ، يأ ابا عمر ، تحولت بعد رحيلك ، فمنذ  أن كتبت مقال النعي برحيلك في الساعات الأولى من إعلان الرحيل المفجع ، وقد نشر مقالي الذي يشيد بمآثرك وما سطرته في درب مسيرتك الصحفية المكللة بالغار ، لم ينشر لي أي من مقالاتي الثلاث أو الأربع برغم أنها تتناول موضوعات سياسية وثقافية في غاية الأهمية، ولي كما كنت تعرف مؤلفات عدة في الإعلام والحرب النفسية وتأريخ الصحافة العراقية على وجه التحديد صدرت عن دور نشر عربية وعراقية .

ويبدو ان القائمين على الموقع بعد رحيلك لم يكلفوا أنفسهم عناء كتابة إسم كاتب المقال في محرك البحث بموقع ميدل إيست أون لاين ليكتشفوا فيما إذا كان هذا الكاتب من كتاب الموقع أم لا..ونحن في حالة من الحيرة والحزن ، في وقت ينشر لآخرين مقالات بين يوم وآخر ، وهناك أسماء لكتاب لم نسمع بهم من قبل تنشر مقالاتهم بأوقات قياسية ، ونحن عباد الله القدامى راحت مقالاتنا تنصرف بعيدا في طي النسيان.

هي محنة أليمة ياأستاذ هيثم الزبيدي ، بكل تأكيد ، فقد كان رحيلك المبكر فاجعة لنا جميعا  والفاجعة الأخرى كما نراها أن الطريق والستراتيجية التي رسمتها للموقع منذ سنوات لم تعد من يطبق بنودها ، وأصبحنا غرباء لاحول لنا ولا قوة .

وبعد رحلة صحفية بلغت الخمسين عاما ، لانظن أن معاملة على تلك الشاكلة يمكن أن يقتنع بها أحد ، فالأقدار التعيسة هي من وضعتنا في هذه الخانة ، بالرغم من إنني شخصيا ومنذ سنوات طوال لم أقبض درهما واحدا مما كتبت..وكان الله في عوننا على كل حال.

لاندري ما إذا كنا سنواصل درب المسيرة في هذا الموقع أم علينا أن نكتم أنفاسنا ونرحل سالمين قبل أن تأكل الحسرات قلوبنا على ما مر بنا من أحوال..أنت ماذا ترى ايها الكاتب والإنسان والقلم الأمين؟