3 نوفمبر، 2024 6:53 م
Search
Close this search box.

الكهرباء… السليمانية 1987.. الناصرية 2020

الكهرباء… السليمانية 1987.. الناصرية 2020

في ثمانينيات القرن الماضي، تحديداً في العام ١٩٨٧ كانت تغذية محافظة السليمانية بالكهرباء بثلاثة خطوط نقل K بجهد ١٣٢ كيلو فولت، اثنان منها يغذى من محطة كركوك الثانوية وبطول ١٠٢ كيلومتر يمر بقضاء چمچمال، والثالث بالجهد نفسه من محطة سمنت طاسلوجة التي تتغذى من محطة التأميم للضغط الفائق في كركوك.
وغالباً ما كانت هذه الخطوط الثلاثة تتعرض للانطفاء بسبب تعرض الأبراج الحاملة لها لأعمال تخريبية، منها نسف قواعدها المعدنية وسقوط عديد منها غالباً ما يكون في مناطق نائية مع صعوبة الوصول إليها بسبب الطرق الوعرة، وبخاصة في موسم الشتاء، وينتج عن ذلك حرمان مدن محافظة السليمانية بالكامل من خدمة التزود بالتيار الكهربائي.
في صباح يوم شتوي بارد فوجئنا بحضور أحد المديرين العامين في المؤسسة العامة للكهرباء قادماً من بغداد وهو المهندس القدير المرحوم عبد الرحمن قاسم أحمد، حاملاً بيده عصا فحص توالي الأطوار الكهربائية وأعطى أوامره بالتوجه، على الفور، مع فريق عمل فني متكامل إلى محطة السليمانية، (كنت حينها أعمل في شبكات المنطقة الشمالية ومقرها كركوك) وعلمنا أن هناك أربع شاحنات كبيرة على طريق بغداد- كركوك متجهة إلى السليمانية، وهي تحمل مولدتي كهرباء كبيرتين ستتبعنا الى موقع محطة السليمانية، وأوجزنا أن مهمتنا هي إنجاز ربط هاتين المولدتين بشبكة توزيع كهرباء السليمانية كإجراء سريع لإعادة التغذية الكهربائية إلى بعضها، بعد أن تم عزلها كهربائياً، نتيجة سقوط عديد من الأبراج الكهربائية في منطقة چمچمال لحين إعادة بنائها.
وصلنا إلى موقع المحطة في السليمانية، بعد ساعتين من تلقي الأمر، وبدأنا بتنفيذ الخطوات المطلوبة لإنجاز ربط هاتين المولدتين وتم تشغيلها، بعد أن أتم المدير العام صاحب العصا الطقوس الخاصة بفحص سلامة الربط حيث تمت تغذية محطات ضخ المياه والمستشفى الرئيس في المدينة وبعض المناطق السكنية على وفق ما سمحت به طاقة المولدتين .
السؤال، هنا: ماذا لو اتخذت هذه الإجراءات نفسها أو ما يشابهها تجاه الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي في مدن محافظة ذي قار، الآن، متمثلة بالحضور المركزي من الجهاز الحكومي وتسخير ما هو متوفر من موارد مادية وبشرية لمعالجة ما يمكن من حالة التردي في خدمة الكهرباء لتخفيف جزء مما يعانيه المواطن في مثل هذه الاجواء الصيفية اللاهبة؟
*مهندس استشاري

أحدث المقالات