وعي الشعوب .. كيف واجه الانقلاب العسكري في “بوليفيا” ؟

وعي الشعوب .. كيف واجه الانقلاب العسكري في “بوليفيا” ؟

خاص : كتبت – آية حسين علي :

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات أمام تجنب جزء كبير من المسؤولين والصحف العالمية؛ وصف ما يحدث في “بوليفيا” بأنه، “انقلاب عسكري”، لكن وعي الشعوب الذي برز على منصات التواصل وضع هؤلاء في مواقف محرجة.

نشرت صحيفة (إل بوبليكو) الإسبانية تقريرًا تضمن عدد من تعليقات المغردين على الأخبار التي تنشرها الحسابات الرسمية التابعة لصحف عالمية؛ فيما يخص إعلان زعيمة المعارضة اليمنية الوسطية، “غينين آنييز”، نفسها رئيسة بشكل مؤقت، بعد إجبار الرئيس، “إيفو موراليس”، على الاستقالة.

ورغم الدعم الذي حصل عليه “موراليس”، من جانب عدة دول؛ إلا أن بعض الدول فضلت البقاء على الهامش دون إعلان موقف رسمي يؤيد أو يعارض ما وصفته صحف عالمية كبرى بـ”الانقلاب العسكري المقنع”.

وعي الشعوب ينتفض أمام التزوير في بوليفيا..

علق مغردون بتعليقات ساخرة على المشهد السياسي في “بوليفيا”، منذ إعلان فوز الرئيس، “موراليس”، بفترة رئاسية جديدة؛ وكتب أحدهم: “هل تعلم كيف يسمون الانقلاب العسكري في بوليفيا ؟.. يقولون إنه إعلان شخص ما نفسه رئيسًا دون الحصول على التأييد من البرلمان”، في إشارة إلى ما فعلته “آنييز” مخالفة للقانون؛ إذ عُقدت جلسة البرلمان للتصديق على استقالة “موراليس” ومنح الثقة لها، لكن عدد النواب الحاضرين لم يصل إلى النصاب القانوني، لذا فإن التصويت يُعتبر باطلًا، إلا أن الرئيسة الجديدة، غير المعترف بها، لم تأبه بالانتقادات التي وجهت لها وصرحت بأنها: “الشخص الذي يجب أن يتولى الرئاسة”، دون توضيح أسباب منطقية، أو تبرير مخالفتها للقانون.

نشر مغرد آخر صورة رجل يحمل بوقًا؛ وكتب تعليقًا عليها: “إنه انقلاب عسكري انقلاب عسكري” !!.

اتهامات لواشنطن بتدبير الانقلاب على “موراليس”..

في إشارة إلى ضلوع “الولايات المتحدة” وراء الانقلاب على “موراليس”، الذي كان معروفًا بمخالفته الدائمة لسياسات “واشنطن”، ولـ”الكيان الصهيوني” الذي تدعمه “أميركا”، علق آخر على خبر أوردته وكالة (فرانس برس) يشير إلى إعلان “واشنطن” إعترافها بـ”آنييز”: “كاد الأمر سوف يبدو هزليًا إذا وضعتها في منصبها ثم أمتنعت عن الإعتراف بها !!”، وعلى نفس الحساب كتب آخر: “الأخ بولسونارو، (رئيس البرازيل)، الذي يشبه ترامب، أعلن إعترافه بها منذ اللحظات الأولى، إنه إعتراف استغرق وقتًا لإعداده أكثر من إعلانه، إنهم يطمحون في ألا نصدق ألا أحدًا وراء هذا الانقلاب العسكري”، ووصف ثالث: “إنها عبارة عن انقلابات عسكرية ممولة”.

ومن بين التعليقات على الصورة التي ظهرت بها “آنييز” تحمل “الكتاب المقدس” بيد وترفع الأخرى لتعلن أنها أصبحت الرئيسة الجديدة؛ كتب مغرد: “خرجت على الناس بالكتاب المقدس في يدها، وأعلنت نفسها رئيسة بدعم الجيش، هل وصفها بأنها انقلابية نوع من الجنون إذاً ؟”.

“أداء جيد يا صحيفة (البايس)”..

أما صحيفة (البايس) الإسبانية فقد نالت جزءًا كبيرًا من التعليقات السلبية على ما تسميه “استقالة موراليس”، خاصة بعدما كتبت تغريدة ذكرت فيها: “حتى آنييز لم تتوقع يومًا أن تصبح رئيسة للبلاد، المنصب وصل إليها بالصدفة، بعد استقالة المسؤولين الكبار في حزب موراليس”، وكتب أحدهم: “وصل المنصب إليها بالصدفة ؟.. واحتجاجات رجال الشرطة كانت صدفة ؟.. والانقلاب العسكري حدث صدفة أيضًا ؟”.

وكتب آخر: “سوف أذهب إلى أحد البنوك وأرفع السلاح في وجوههم وأطالب بأن يخرجوا كل الأموال الموجودة، وآمل ألا تسمون هذا عملية سطو !”، وعلق ثالث: “إنهم يحاولون تغيير ملامح الانقلاب”، وعلق رابع: “هل الآن بات في إمكان الجيش المطالبة بخروج الرئيس من السلطة ؟.. كيف يحدث هذا ؟.. على طريقة الديموقراطية ؟.. أداء جيد يا صحيفة (البايس)”.

ونشر الكاتب الإسباني، “غيراردو تيسي”، تغريدة ساخرة كتب فيها: “بفضل الملك نعيش في ديموقراطية، وحزب (فوكس) ليس فاشيًا، وما حدث في بوليفيا ليس انقلابًا عسكريًا؛ وأنت على علم بكل الأخبارك لأنك تتابع ما تكتبه الصحف”.

موقف مبهم..

كان الموقف الروسي من الأحداث في “بوليفيا” واضحًا منذ البداية، إذ أعلنت “روسيا” دعمها للرئيس “موراليس” وأكدت أنه أُزيح عن السلطة بانقلاب عسكري، مع ذلك أعلن وزير الخارجية، “سيرغي ريابكوف”، إعتراف بلاده بـ”آنييز”، لكن تصريحاته وصفت بأنها مبهمة، إذ أعقب إعلان الإعتراف بالإشارة إلى أن كل الأحداث التي أدت إلى إبعاد “موراليس” عن السلطة كانت مساوية لانقلاب عسكري.

من جانبها؛ أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروف”، أن إعتراف “موسكو” بـ”آنييز” لا يعني أن العملية التي حدثت في “بوليفيا” كانت شرعية، وأكدت على أن موقف بلادها منذ البداية كان واضحًا؛ وأنها أكدت أن انقلابًا عسكريًا أدى إلى فراغ السلطة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة