25 أبريل، 2024 12:28 ص
Search
Close this search box.

في إيران .. من مضاعفة سعر البنزين حتى محو الكيان الصهيوني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تُرى آثار “الكيان الصهيوني”، بشكل مباشر أو غير مباشر، في كل الأزمات الإقليمية، (تقريبًا)، خلال العقود الماضية. لاسيما الأزمات التي إرتبطت طوال الـ 40 عامًا بـ”الجمهورية الإيرانية” على نحو ما، بدءً من الحرب المفروضة وحتى أزمة تنظيم (داعش) الإرهابي، والعقوبات النفطية وغير الإنسانية؛ وإنتهاءً باغتيال “أبوالعطا”، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية.

والسؤال: لماذا الصهاينة بهذا الشكل ؟.. لماذا يفتعلون الأزمات ؟.. وما هي طريقة التعامل المثلى مع هذا الكيان ؟.. وهي الأسئلة التي يحاول “جعفر بلوري”؛ الكاتب الإيراني، البحث عن إجابات لها في مقاله التحليلي على موقع صحيفة (كيهان) الإيرانية الأصولية المتشددة.

كيان يحيى بخلق الأزمات !

ماهية “الكيان الصهيوني” تقوم على، “الأزمة”. ومن الطبيعي أن تكون مثل هذه الماهية “مثيرة للأزمات”. والواقع أن “ماهية” تحتاج إلى “أزمة” للاستمرار على قيد الحياة؛ تمامًا كحاجة البشر للماء والطعام والأكسجين.

والأصل أنهم يتنفسون في الأزمات. وأنظر إلى اغتيال قيادة “الجهاد الإسلامي” في “غزة” مؤخرًا. وكم عدد مرات الاغتيال الذي ينفذها الصهاينة ؟.. وكم من حرب إقليمية، أو بين “حزب الله” والصهاينة، بدأت باغتيال قيادات وعناصر المقاومة ؟.. ولماذا لم يتوقف “الكيان الصهيوني”، رغم قوة القصاص لتلكم الاغتيالات ؟..

وتمعن أيها القاريء: لماذا يأتي الصهاينة بعد الجماعات الإرهابية والتكفيرية من حيث الإعلان الرسمي عن الاغتيالات ؟.. في حين أن معظم الدول يلجأ للاستفادة من العملاء وإخفاء الآثار في تنفيذ عمليات الاغتيال، لكن “الكيان الصهيوني” هو النظام الوحيد هو الذي يستخدم كلمة “الاغتيال”، ويعلن فوق المنابر الرسمية: “إن اغتيال، أبوالعطا، كان قرار كل أعضاء الحكومة”.

فذلك النظام الذي يحيا على الأزمات والاغتيالات لا يقل عن السرطان. وقد شدد آية الله “الخميني” على ضرورة إقتلاع جذور هذه الغدة السرطانية.

“فلسطين” والأزمات الإيرانية الداخلية..

تضاعفت، منذ الساعات الأولى، يوم أمس، أسعار البنزين في “إيران”. وأنا لم أتخذ فعلاً أي موقف حيال الموضوع، ولكن لأن الحيوانات السياسية آكلة الجيف شرعت في ربط هذا الموضوع بالداخل الفلسطيني، فقد رأيت الإشارة والعروج على هذا الموضوع.

ذلك أن أحد رؤوس قواعد جيش العدو السيبراني هو ربط رفع أسعار البنزين بـ”فلسطين” والقول بأولوية تقديم النظام الإيراني المساعدات للشعب بدلاً من “فلسطين”، لأن أوضاعنا سوف تتحسن لو نتوقف عن دعم “فلسطين”؛ ولما كانت هناك حاجة لمضاعفة أسعار البنزين.

وفي هذا الصدد، لطالما قدمنا التوضيحات اللازمة، لكن سيكون من المفيد أن نكرر مسألتين على جانب كبير من الأهمية في الرد على تلكم الشبهات :

أولًا: يجب الإلتفات في البداية إلى أن مساعداتنا إلى رفاقنا في المنطقة ليست من قبيل الصدقة، وإنما من المقرر أن تسهم هذه المساعدات في حل مشكلات داخلية عميقة أو لا تسمح ببروز هذه المشكلات أساسًا.

والمشكلة الأهم من الاقتصاد وتنفق عليها دول العالم المليارات؛ هي “الأمان”، أي هي تلك السلعة الشحيحة التي نشكر الله على وفورها في “إيران” العزيزة، وهو ما تفتقر إليه “الولايات المتحدة الأميركية”، رغم العتاد !..

والأمان مقدمًا أساسًا، في أي دولة تحظى باستقرار اقتصادي، ولا يمكن إزدهار الاقتصاد في ظل غياب الأمان. ولا تنسى أنك حين تعيش في منطقة توجد فيها غدة سرطانية باسم “إسرائيل”، (لن يمر يوم دون حرب)، وظهور نوع من الإرهاب التكفيري وآكلي لحوم البشر.

من ثم فالعثور على حلفاء وتحديد ميدان الحرب على مسافة مئات الكيلومترات بعيدًا عن الوطن؛ هو عين “التدبير والعقل”. وحين يهاجم العدو، (سياسيًا واقتصادًا وأحيانًا بصورة متفرقة وعسكريًا)، بكل قوته وبدون إبداء أسباب على دولتك ويعلن رسميًا أن الهدف هو “الإطاحة”؛ ويخصص الميزانيات لتحقيق هذا الهدف ولا يتورع عن فرض العقوبات حتى على دواء الأطفال بغرض توتير الأجواء الداخلية في بلادك، فهذا يعني أننا نواجه عدو سيء.. من ثم فإن الدعم المتبادل مع المقاومة الإقليمية بخلاف جذوره في المعتقد الديني هو اجتماع للمصالح الوطنية.

ثانيًا: وجود فصائل المقاومة هو أحد أهم أسباب إقصاء شبح الحرب عن “إيران”. فالعدو محاسب جيد، والعدو في حساباته لن يتردد في خيار الحرب لو لم تكن التكلفة مرتفعة.

وحين تؤكد حسابات العدو أن الحرب، إذا اندلعت، لن تقتصر على “إيران” فسوف يتراجع. وهذه هي “موازنة القوى” التي يعتبرها طلاب العلوم السياسية والعلاقات الدولية أحد أهم عوامل الحيلولة دون اندلاع الحرب.

في غضون ذلك، فإن ضعف إمكانيات أحد الأطراف إنما يعني تدهور معادلة “موازنة القوى”، وهو ما ينتهي بتشجيع العدو على شن الحرب ولن يكون هناك مجال حينها للحديث عن الاقتصاد أو البنزين !

سلاح العقوبات الخائب..

لا ننسى أن الجزء الأكبر من العقوبات الغربية، غير الآدمية، هو تلبية لمطالب بل وضغوط “الكيان الصهيوني” على بلادنا، وهذا بإعتراف المسؤولين الصهاينة مرارًا.

من ثم لو نقبل بفرضية أن “الكيان الصهيوني”، (هو مصدر الكثير من الأزمات الإقليمية)، فمن الطبيعي القبول بمبدأ، “محو إسرائيل”، للتخلص من هذه الأزمات.

لو كنا نريد التخفيف من وطأة الضغوط، فإن أحد السُبل الأساسية هو تكثيف الضغوط على، “مصدر هذه الضغوط”، وليس المقاومة التي هي حليف لنا. مع العلم أن هذا التحالف الإستراتيجي، (الذي هو أمر إلهي أيضًا)، يخدم مصالح الطرفين ويمنع يد العدو من التطاول.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب