خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
أعلنت “الولايات المتحدة، وإنكلترا، وأستراليا”؛ الوصول إلى اتفاق تاريخي يحفظ الأمن في منطقة “شرق آسيا”، ومن المقرر التعاون كمجموعة في مواجهة التهديدات الموجودة في هذه المنطقة.
وهذا الاتفاق يساعد “أستراليا” على الاستفادة للمرة الأولى من التكنولوجيا الأميركية في الغواصات النووية. ووفق وسائل الإعلام الغربية يُعتبر هذا الاتفاق الأكبر في مجال التكنولوجيا الحديثة للشركات الدفاعية، في العقود الأخيرة.
وقد أعلنت “الصين”، باعتبارها المستهدف الوحيد، أن الاتفاقية تؤشر إلى: “عدم مسؤولية الدول الغربية”.
وفي السياق ذاته؛ قال المتحدث باسم الخارجية الصينية: “هذا الاتفاق يُهدد بشكل شديد، السلام والاستقرار في المنطقة، ويرفع مستويات التنافس على امتلاك الأسلحة”. واتهمت “سفارة الصين” في “الولايات المتحدة”، الدول الثلاث طرف الاتفاقية: بـ”التعصب الإيديولوجي وامتلاك عقلية الحرب الباردة”. بحسب صحيفة (وطن آمروز) الإيرانية الأصولية المتشددة.
المستهدفون من الاتفاق..
ولم تستهدف الاتفاقية، “الصين” فقط، وإنما كانت “فرنسا” في الصفوف الأولى للملاسنات مع “الولايات المتحدة”، بعد أن تسببت الاتفاقية في إلغاء اتفاق سابق بين: “أستراليا” و”فرنسا”؛ ينص على إنتاج: 12 غواصة نووية.
ووصف “جان لورديان”، وزير الخارجية الفرنسي، الاتفاقية: بـ”الطعنة في خاصرة فرنسا”. ورغم أن الاتفاقية لم تتطرق بشكل صريح إلى “الصين”، لكن شددت قيادات “أميركا وإنكلترا وأستراليا”، في اتصال مرئي؛ على زيادة المخاوف الأمنية في “شرق آسيا”.
وفي هذا الصدد؛ قال “بن والاس”، وزير الدفاع البريطاني في مداخلة على فضائية، (بي. بي. سي): “العام الماضي؛ خصصت الصين أكبر ميزانية للدفاع مقارنة بالأعوام السابقة. وتعمل على تطوير قواتها الجوية والبحرية. وهذه المسألة تُمثل بالتأكيد تهديدًا كبيرًا للحلفاء في المنطقة”.
بدوره وصف، “بوريس جونسون”، رئيس الوزراء البريطاني، والذي تعرض لانتقادات لاذعة من نظيره الفرنسي، العلاقات مع “باريس”: بـ”الصخرة الصلبة”.
لماذا تتسلح “أستراليا” بالنووي الآن ؟
ويعتقد المحللون أن هذه الاتفاقية الأمنية؛ تُعتبر الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، رغم أن أهم جزء في الاتفاقية يتعلق بامتلاك “أستراليا”، غواصات نووية، لكن الجزء الملفت هو التعاون المشترك بين الدول الثلاث؛ بإمكانيات سيبرانية، بخلاف سائر التكنولوجيات القتالية.
والملفت كذلك؛ هو العلاقات الأسترالية القديمة والقوية مع “الصين”، حيث كانت “بكين” أكبر شريك تجاري لـ”أستراليا”، لكن هذه الشراكة أخذت في التناقص تدريجيًا، خلال السنوات الأخيرة، ناهيك عن التوتر السياسي الذي ساعد على اتساع الفجوة بين البلدين.
لكن التوتر الذي يهدد حاليًا هذه الاتفاقية؛ هو التوتر بين “فرنسا” و”الولايات المتحدة”؛ بخصوص الغواصات النووية. فالاتفاق الأسترالي مع “الولايات المتحدة”، على شراء غواصات نووية؛ تسبب في إلغاء اتفاق أسترالي سابق مع “فرنسا”؛ بقيمة: 50 مليار دولار.
والسؤال الأهم: لماذا في ظل الأوضاع الراهنة؛ توصلت “أميركا وبريطانيا” إلى قناعة بضرورة امتلاك “أستراليا” غواصات نووية ؟
وهذه الغواصات؛ كونها أسرع وأكثر أمانًا من الغواصات العادية، تستطيع البقاء تحت الماء مدة أشهر وتمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ على مسافات أطول؛ مقارنة بالغواصات القديمة.
واستقرار هذه الغواصات، في “أستراليا”، حيوي بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” والمحافظة على تأثيرها بالمنطقة. وللمرة الأولى، خلال الـ 50 عامًا الماضية، تقدم “الولايات المتحدة” تكنولوجياتها للغواصات إلى دولة أخرى.
وبهذه الاتفاقية؛ تتحول “أستراليا” إلى سابع دولة بالعالم تمتلك غواصات نووية. وقد أكدت الحكومة الأسترالية أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، لكن بالوقت نفسه أعلنت “نيوزلندا”؛ عدم أحقية “أستراليا” في امتلاك هذه الغواصات، إذ يبدو أن “نيوزلندا” تتخوف هي الأخرى من الخطوة الأميركية.
من الملاحظات الهامة كذلك؛ عدم استئذان “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، قبل البيع. وقد أعلن المسؤولون في “أميركا وبريطانيا” سرعة الدخول في مباحثات مع الوكالة الدولية.
لكن “فرنسا” المستاءة من “أميركا وإدارة، “جو بايدن”، قررت إلغاء الاحتفال بمناسبة الذكرى رقم (240) للثورة الأميركية، الذي كان مقررًا أن يقام في مقر “السفارة الفرنسية”، بمدينة “واشنطن”.
ووفق صحيفة (نيويورك تايمز) فإن درجة عصبية “فرنسا”، من الخطوة الأميركية؛ تضاهي نفس العصبية من القرار الأميركي الهجوم على “العراق”، عام 2003م.