20 أبريل، 2024 7:35 م
Search
Close this search box.

من أجل الانتخابات أم لمكافحة “داعش” .. ماذا تفعل الميليشيات الولائية في “بعقوبة” بديالى ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

للأسبوع الثاني على التوالي، ترفع فصائل مسلحة تتبع (الحشد الشعبي)، في “العراق”، من وتيرة انتشارها في عشرات القرى والقصبات الواقعة شمال مدينة “بعقوبة” وشرقها، العاصمة المحلية لمحافظة “ديالى”، شرقي “العراق”، على الحدود مع “إيران”، وسط مخاوف من الأهالي الذين يطالبون بالقوات النظامية وإبعاد الفصائل عن مناطقهم، بسبب ما يصفونه: “تجارب دموية” سابقة لهم مع تلك الجماعات، نفّذت خلالها عمليات قتل وخطف بدوافع طائفية.

انتشار الميليشيات في أكثر من 50 قرية..

واليوم الإثنين، أكد مسؤول محلي في مدينة “بعقوبة”؛ لوسائل إعلام؛ أن المئات من أفراد الجماعات المسلحة باتوا ينتشرون في أكثر من: 50 قرية شمال “بعقوبة” وشرقها، ضمن حدود مدن “المقدادية” و”الخالص” ومناطق أخرى، ونصبوا نقاط تفتيش، واتخذوا من بعض البساتين والمنازل الفارغة مقرات لهم، رغم الوجود الكثيف للشرطة وقوات الجيش.

مبينًا أن هذا الانتشار أفقد القرى استقرارها: “وهناك عائلات هجرت منازلها ونزحت من مناطقها، بسبب التجارب السابقة لهم مع الميليشيات، التي كانت عمومًا مليئة بالانتهاكات”. من دون أن يستبعد أن وجودهم في هذا الوقت له صلة بالانتخابات، المقررة بعد 20 يومًا من الآن.

عضو مجلس محافظة “ديالى” المنحل، “أحمد القيسي”، قال في تصريح صحافي؛ إن الانتشار الأخير للفصائل المسلحة يأتي ضمن: “ملاحقة بقايا وجيوب مسلحي تنظيم (داعش)”، لكنه أقر في الوقت ذاته بوجود مخاوف لدى السكان القرويين، خاصة بعد عمليات اعتقال عشوائية نفذتها تلك الفصائل من دون غطاء قانوني أو مذكرات قبض صادرة عن المحاكم، رافقتها عمليات شتم وضرب وتحطيم لأثاث المنازل التي داهمتها وحدات مسلحة تتبع لـ (الحشد الشعبي).

ووفقًا لـ”القيسي”، فإن تلك القرى تقع شمال مدينة “المقدادية”، إضافة إلى قرية “زاغنية”، في بلدة “العبّارة”، وقريتي: “خرنابات والهويدر”، في مدينة “بعقوبة”، وقرية “خلوف”؛ في منطقة “خان بني سعد”، وعشرات القرى في “حوض العظيم”؛ وقرى “الخالص” وأبرزها قرية “زنبور”، ومركز بلدة “السعدية”، ومنطقتي: “المخيسة وكصيبة”؛ في بلدة “أبي صيدا”.

لدرء أي هجمات إرهابية..

المتحدث باسم (الحشد الشعبي)، في محافظة ديالى، “صادق الحسيني”، برر هذا الانتشار الجديد؛ بأنه: “توفير الحماية الكاملة في كل مناطق ديالى من دون استثناء، ولدرء أية هجمات إرهابية”. مضيفًا أن: “أكثر من 50 قرية في ديالى؛ دخلت إستراتيجية الأطواق المحصنة، والتي يجري من خلالها نشر نقاط مرابطة مع كاميرات حرارية؛ بهدف منع أية خروقات وإعطاء رسائل طمأنة للأهالي”.

لافتًا، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية عراقية، إلى أن: “الأطواق الأمنية؛ قد تتسع لتشمل مناطق وقرى أخرى وفق الحاجة الأمنية”.

عدة أغراض !

لكن زعيمًا قبليًا في مدينة “المقدادية”؛ قال لموقع (العربي الجديد) اللندني؛ إن الفصائل التي باتت تُسيطر على أغلب القرى الواقعة شمالي المحافظة، لها تاريخ سييء مع الأهالي الذين يطالبون بقوات نظامية تتولى أمنهم.

ويضيف، طالبًا عدم الإفصاح عن اسمه، أن السكان المحليين بدؤوا يتخوفون من زيادة وجود عناصر الميليشيات في هذه المناطق، خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع نصب الحواجز، وتعمّد مضايقة الشباب، والتعامل غير القانوني مع الأهالي عمومًا. معتبرًا أن هذا الانتشار له عدة نوايا، منها إعاقة عودة سكان القرى النازحة، منذ سنوات، بالمخيمات، وقطع الطريق أمام جهود الأمم المتحدة ووزارة الهجرة، وأيضًا تحييد تلك القرى في الانتخابات، إذ إنها تشترك في دوائر انتخابية واحدة مع مناطق فيها مرشحون عن تلك الفصائل.

يجب وضع المراكز الانتخابية تحت أمرة الجيش..

وعبّر عضو البرلمان عن محافظة ديالى، “عبدالخالق العزاوي”، عن خشيته من احتمال تأثير وجود الفصائل المسلحة على سير العملية الانتخابية في بعض مناطق المحافظة، مشددًا على ضرورة وضع المراكز الانتخابية تحت إمرة الجيش.

ولفت إلى أن أساليب الترغيب والترهيب ضد السكان إنطلقت منذ شهرين، وما زالت تتزايد مع قرب موعد الانتخابات، مبينًا أن الأمن في جميع مناطق “ديالى” يجب أن يُدار من قبل قوات الجيش والشرطة، و”كنا نأمل أن تأتي قوة من بغداد لتُدير ملف الأمن في المناطق التي يتعرض فيها الناخبون إلى ضغوط من أجل ضمان سير العملية الانتخابية بشفافية وديمقراطية”.

مشيرًا إلى أن: “الفصائل المسلحة المنفلتة؛ لن تمنح دورًا وحيزًا من الحرية للناخب لاختيار من يُمثله بشكل صحيح، وكل ذلك يؤثر على سير العملية الانتخابية”.

عمليات تهريب..

كما بيّن عضو البرلمان عن محافظة ديالى، “رعد الدهلكي”، أن نشاط الميليشيات في المحافظة ملحوظ، مؤكدًا أن الفصائل المسلحة، في “ديالى”، تمارس عمليات تهريب وإدخال للممنوعات إلى البلاد، من أجل توفير موارد اقتصادية.

ولفت إلى أن القوات الأمنية الموجودة في “ديالى”؛ تحتاج إلى إسناد من الحكومة المركزية في “بغداد”، مطالبًا، القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، بدعمها.

ومطلع العام الحالي، أكد مرصد (أفاد)، المعني بمتابعة الملفات الإنسانية والحقوقية في “العراق”، بحصوله على شهادات توثق هيمنة ميليشيات متنفذة على الأوضاع في “ديالى”، كاشفًا عن وجود سجون سرية في المحافظة يُحتجز فيها العديد من أبناء المحافظة.

كما دعا المرصد، بعثة “الأمم المتحدة” وبعثة “الاتحاد الأوروبي”؛ إلى التحقيق في الانتهاكات والمخالفات القانونية التي تسجلها “ديالى”.

استغلال انتخابي..

ويستمر انتقاد أهالي قرى شمالي “المقدادية”، في محافظة “ديالى”، اليوم الإثنين، الإهمال الأمني والسياسي واستغلالهم في صراعات انتخابية من قبل المرشحين للانتخابات العراقية المقبلة.

وقال “أبومحمد الجبوري”، أحد وجهاء قرى حوض شمالي “المقدادية”، لوكالة (شفق نيوز) العراقية، إن: “أكثر من: 40 قرية، شمالي المقدادية، مازالت تُعاني الإهمال الأمني وتهديدات (داعش)، بين الحين والآخر”، مبينًا أن تلك القرى: “عبارة عن قنابل موقوتة يستغلها عناصر (داعش)  في أي لحظة غفلة أو تراخي أمني”.

وأضاف: “رغم قرب الانتخابات، إلا أن القرى مازالت تُعاني ضعف التخطيط الأمني والسيطرة على المحاور الساخنة والبؤر الملتهبة، في البساتين”، مبديًا تخوفه من: “وقوع حوادث يدفع ثمنها الأبرياء”.

واستغرب “الجبوري”: “استغلال حوض شمالي المقدادية؛ كمادة انتخابية ودعايات لسياسيين بعيدون عن معاناة الأهالي، منذ أكثر من 06 سنوات، رغم ظروف التهجير والتهديد والرعب الأمني الذي عاشته قرى شمالي المقدادية”، مؤكدًا أن: “الأهالي لن يكونوا مشروعًا انتخابيًا لأي سياسي؛ وبعيدون عن صراعات الاستغلال والمنافسة”.

قرى نار !

بدروه، أشار القيادي في (الحشد الشعبي)، “محمد التميمي”، إلى أن: “مناطق شمالي المقدادية، التي تُعد قرى نار بسبب حوادثها الإرهابية، مازالت ضمن دوامة التهديد الأمني لـ (داعش)؛ وصراعات المرشحين الطامعين بحصد الأصوات، ليتم بعدها طلاق مؤقت لأربع سنوات”، بحسب وصفه.

وأقر “التميمي”: “وجود مخاطر تُهدد الانتخابات شمالي المقدادية؛ إلى جانب الإهمال الأمني وضعف خطط تأمين وحماية القرى الساخنة، في وقت يتسابق مرشحون معروفون لاستغلال معاناة السكان، والاستحواذ على أصواتهم”، لافتًا إلى: “أشتداد الصراعات الانتخابية شمالي المقدادية، من خلال حرب تمزيق البوسترات واللافتات الانتخابية للمرشحين والحرب المناطقية والعشائرية بين المرشحين”.

وتُعد مناطق شمالي “المقدادية”، (45 كم شمال شرق مدينة بعقوبة)، مركز محافظة “ديالى”، بؤرًا ساخنة للتنظيمات المسلحة وتشهد عمليات وحوادث أمنية مستمرة، لقربها من حوض وتلال حمرين وأمتدادتها الجغرافية والزراعية الوعرة؛ إلى جانب الفراغات الأمنية الشاسعة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب