10 أبريل، 2024 11:05 ص
Search
Close this search box.

واشنطن قلقة والـ”ناتو” مستفز .. “زاباد” أكبر مناورات عسكرية تدخلها روسيا مع بيلاروسيا منذ الحرب الباردة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

تُجري “روسيا” حاليًا تدريبات (زاباد) العسكرية، وهي واحدة من أكبر مناوراتها العسكرية؛ منذ إنتهاء الحرب الباردة، في “بيلاروسيا”، ويحدث ذلك على طول الجانب الشرقي لـ”حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو).

نشرت مجلة (فورين بوليسي) تقريرًا أعدَّته، “إيمي ماكينون”، مراسلة الأمن القومي والاستخبارات في المجلة الأميركية، تناولت فيه مساعي “روسيا” لتوسيع نفوذها على حدود الـ (ناتو)، مشيرةً إلى التدريبات التي أجرتها “روسيا” مع “بيلاروسيا”، مؤخرًا، والتي عُرفت باسم: (زاباد)، وتجري على طول الحدود الشرقية مع “بولندا”، موضحة أن “روسيا تسعى إلى زيادة نفوذها في دولة “بيلاروسيا”، التي تعُدُّها منطقة عازلة مهمة بينها وبين والغرب، وأنها تتسلل إلى الأمام كي تضع المعارضين المحتملين في وضع غير متوازن.

وفي البداية أشار التقرير؛ إلى أن “روسيا” تُجري حاليًا واحدة من أكبر مناوراتها العسكرية، منذ إنتهاء “الحرب الباردة”، في “بيلاروسيا”، ويحدث ذلك على طول الجانب الشرقي، لـ”حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو)، حيث وصلت العلاقات بين “موسكو” والغرب إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

الدخول إلى الفلك الروسي..

ولفت التقرير إلى أن المناورات الحربية المشتركة، المعروفة باسم: (زاباد)، بين “روسيا” و”بيلاروسيا”؛ تُقام كل أربع سنوات. لكن هذا العام، تخضع العلاقة العسكرية بين البلدين لدراسة متعمِّقة، إذ دخلت “بيلاروسيا” في فَلَك “روسيا”، خلال العام الماضي. ونبَذَ الغرب الرئيس البيلاروسي، “ألكسندر لوكاشينكو”، بعد حملة قمع عنيفة نفَّذها ضد الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب الانتخابات، في آب/أغسطس 2020، والتي يُعتقد على نطاق واسع أنها كانت مزورة. ومن بين أولئك الذين يدرسون العلاقة العسكرية بين البلدين: الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، الذي شاهد التدريبات في منطقة “نيجني نوفغورود”، شرق العاصمة الروسية، “موسكو”، على الرغم من ورود أنباء عن دخوله في عزل صحي بسبب انتشار حالات الإصابة بـ (كوفيد-19)، بين المقربين منه.

وأعلنت “بولندا” المجاورة لكلا البلدين؛ حالة الطواريء؛ على طول حدودها الشرقية مع “بيلاروسيا”، الأسبوع الماضي، قبل بدء التدريبات العسكرية. وأعلنت دولتين من دول البلطيق الثلاث: “لاتفيا، وليتوانيا”، (وإستونيا هي الدولة الثالثة)، أيضًا حالات الطواريء، إذ شهدت البلدان الثلاثة زيادة هائلة في عدد المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين يتطلعون إلى العبور لـ”الاتحاد الأوروبي” عبر “بيلاروسيا” – يُعتقد أن “لوكاشينكو” أرسلهم عمدًا إلى الحدود. ويوم الأحد؛ زاد “لوكاشينكو” من التوترات بإعلانه أن “بيلاروسيا” ستشتري معدات عسكرية روسية تبلغ قيمتها مليار دولار؛ على مدى السنوات الأربع المقبلة.

تدريبات تثُير المخاوف..

وأوضح التقرير؛ أن هذه التدريبات العسكرية تقدم أول نظرة متعمقة على التكامل المتزايد بين “روسيا” و”بيلاروسيا”، والذي تسارعت وتيرته منذ اندلاع الاضطرابات السياسية في “بيلاروسيا”، العام الماضي. وقد سَعَت “روسيا” طويلًا إلى توسيع نفوذها العسكري داخل جارتها الغربية، وهي الآن تستغل العزلة المفروضة على رئيس “بيلاروسيا”؛ لتعزيز وجودها تدريجيًا في البلاد، وعلى الحدود مع الـ (ناتو). وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت “روسيا” طائرات مقاتلة من طراز (سوخوي سو-30) في “بيلاروسيا”.

وكانت عمليات الانتشار هذه؛ سببًا في توتر حلفاء “الولايات المتحدة”، في “أوروبا الشرقية”. والتقى يوم الإثنين؛ وزيرا الخارجية والدفاع من: “بولندا” ودول البلطيق، في العاصمة اللاتفية، “ريغا”، لمناقشة أزماتهما الحدودية المشتركة وما يتعلق بتدريبات (زاباد). وعقب الاجتماع، صرح وزير الخارجية البولندي، “زبيغنيو راو”؛ قائلًا: “في حين أن لكل دولة الحق في إجراء تدريبات عسكرية كما تشاء، إلا أن سقف الشفافية المحدود، والسياق الأوسع للمناورات، والأنشطة المشتركة المصاحبة لها تُثير مخاوفنًا”.

وتجري سلسلة من التدريبات العسكرية بين البلدين، منذ تموز/يوليو الماضي، وبلغت ذِروتها خلال ستة أيام؛ عندما استُخدِمت الذخيرة الحية في التدريبات، بمواقع في جميع أنحاء “بيلاروسيا”، وفي غرب “روسيا”، ومن المتوقع أن تُختَتم، يوم الخميس. وقالت “وزارة الدفاع” الروسية؛ إنه من المتوقع أن يُشارك: 200 ألف فرد في هذه التدريبات العسكرية، بما في ذلك مجموعة من القوات من: “قيرغيزستان، ومنغوليا، وكازاخستان، وأرمينيا، والهند”. ويقول المحللون إنه قد يكون من الصعب الحصول على إحصاء دقيق للأفراد المشاركين؛ إذ سَعَت “روسيا” للتعتيم على حجم التدريبات لتجاوز إلتزاماتها بموجب “وثيقة فيينا”، وهي اتفاقية لبناء الثقة بين دول “منظمة الأمن والتعاون” في “أوروبا”، التي تطالب الدول بالإبلاغ عن حجم التدريبات العسكرية، واستضافة مراقبين للتدريبات الضخمة.

“روسيا” تستعرض قوتها..

وأفاد التقرير؛ أنه من وجهة نظر المخططين العسكريين الغربيين، تقدِّم هذه التدريبات العسكرية فرصة لدراسة الإبتكار التكتيكي الروسي، والتكامل بين القوات، وأنواع السيناريوهات التي يتدرب عليها الجيش الروسي. وكانت السماء على طول حدود “بيلاروسيا”، مع “الاتحاد الأوروبي”، تعج برحلات جوية من الدول الغربية لجمع المعلومات الاستخباراتية. ومن وجهة نظر الجنرالات الروس تقدِّم هذه التدريبات فرصة لاختبار الجاهزية العسكرية والمفاهيم والتقنيات العملياتية الجديدة.

يقول “رسلان بوخوف”، مدير مركز تحليل الإستراتيجيات والتقنيات، والمركز عبارة عن مؤسسة بحثية غير حكومية مقرها، “موسكو”: “هناك تركيز كبير على إظهار التقنيات والمعدات الجديدة؛ أو نماذج التدريب القتالي الجديدة”.

وأثناء التدريبات العسكرية، يوم الثلاثاء، نُشِرت مركبات أرضية غير مأهولة من طراز (أوران-9)، (Uran-9)، و(نيريختا-Nerekhta) – دبابات آلية – في تشكيلات قتالية لأول مرة. وقال “مايكل كوفمان”، خبير في الشأن العسكري الروسي في مركز الأبحاث التابع لمؤسسة، (سي. إن. إيه-CNA) الأميركية: “إن (زاباد) توفر أيضًا فرصة أمام الجيش الروسي لإظهار مصداقيته”.

وأضاف: “لقد أظهروا أن لديهم مفاهيم عملية لمواجهة الطريقة التي يعتقدون أن الولايات المتحدة تفضِّل استخدامها في القتال”. وقامت القوات الروسية والقوات المشاركة بمحاكاة للرد على هجوم على “بيلاروسيا”؛ تقوده دول من وحي الخيال تُسمَّى: “بوموريا، ونياريس، والجمهورية القطبية”، ويُعتقد أنها تُمثل: “ليتوانيا وبولندا”. وتعمل القوات المسلحة الروسية على افتراض أنه في حال نشوب حرب مع حلف الـ (ناتو)، سيكون للتحالف الغربي تفوق عسكري.

يقول “كوفمان”: “إنهم يُمارسون التقليل من شأن الهجوم الأولي للخصم، أو استنزافه، من خلال تجنب الاشتباك اشتباكًا حاسمًا مع هذا الخصم، والتراجع إلى مواقع مُعدَّة، ومجهَّزة سلفًا، وإغراء قوات العدو بالدخول إلى مرمى نيران كبيرة؛ حيث ترتكز المدفعية التابعة لهم”.

ذوبان الجليد بين روسيا وبيلاروسيا..

وألمح التقرير إلى أن “روسيا” استخدمت التدريبات العسكرية، في الماضي، وسيلةً للتدريب على الهجمات المخطط لها من جانب الدول المجاورة، بما في ذلك، حرب عام 2008، مع “جورجيا”، وضم شبه جزيرة القرم من “أوكرانيا”، عام 2014. وقبل تدريبات (زاباد)، 2017، وهي التدريبات العسكرية الأولى في غرب “روسيا”، منذ ذلك الحين، تسلَّل الخوف إلى بعض الخبراء من أنه يمكن استخدام هذه التدريبات للتعمية على غزو “بيلاروسيا”، أو حتى دول البلطيق. وفي ذلك الوقت كان زعيم “بيلاروسيا” يحاول التودد إلى الغرب والتحرر من قبضة “موسكو”؛ من خلال إطلاق سراح السجناء السياسيين والتخفيف النسبي من وطأة القمع. ومنذ بدء الحملة، في آب/أغسطس 2020، تجمَّد ذوبان جبال الجليد التي يفرِّق بين: “لوكاشينكو” والغرب.

يقول “كوفمان”: “إن بيلاروسيا الآن حريصة للغاية على إظهار الوجود العسكري الروسي؛ ودعم الروس للنظام البيلاروسي، الذي يعيش الآن في وضع الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة”. وفي وقت سابق من هذا العام؛ اتفق البلدان على إنشاء مركز تدريب مشترك للقوات الجوية، والدفاع الجوي في مدينة “غرودنو” البيلاروسية، الواقعة على بُعد تسعة أميال، (14.4 كم)، فقط من الحدود مع “بولندا”.

وغزا كل من “نابليون بونابرت” و”أدولف هتلر”، “روسيا”، عبر ما يُعرف الآن بدولة “بيلاروسيا”، وكان “الكرملين” ينظر إلى هذه البلاد، منذ مدة طويلة، على أنها منطقة عازلة مهمة بين “روسيا” والغرب. إن الطريق إلى “موسكو” يمر عبر العاصمة البيلاروسية، “مينسك”. وقال “كوفمان” إنه بينما كانت “روسيا” تتحدث، منذ مدة طويلة، عن رغبتها في إنشاء قاعدة جوية في “بيلاروسيا”، فمن المرجح أن ينظر الـ (ناتو) إلى ذلك على أنه استفزاز، وقد لا يحظى بموافقة الجمهور البيلاروسي. وبدلًا عن ذلك يبدو أن “روسيا” تتسلل إلى الأمام، كما فعلت “الصين” في غرب “المحيط الهاديء” لإبقاء المعارضين المحتملين في وضع غير متوازن.

واختتمت المراسلة تقريرها بقول “كوفمان”: “إنهم يتبعون أساليب تقطيع السلامى، (سلسلة من الإجراءات الصغيرة التي يجري تنفيذها غالبًا بوسائل سرية، وينتج عنها نتيجة أكبر بكثير من المتوقع والتي يكون من الصعب أو من غير القانوني تنفيذها دفعة واحدة)، حتى لا يقوموا بتحول عام كبير مثل افتتاح القاعدة العسكرية فجأة. وبدلًا عن ذلك يقومون بزيادة مطردة وتدريجية في الوجود العسكري الروسي داخل بيلاروسيا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب