خاص : ترجمة – آية حسين علي :
منذ عدة سنوات ظهر أول هاتف بكاميرا أمامية أنتجته شركة “سوني أريكسون” اليابانية السويدية، لكن جودتها كانت ضعيفة للغاية، ولم تصل تكنولوجيا التصوير الذاتي إلى هواتف أنتجتها شركات عملاقة مثل “أبل”، حتى عام 2010، وخلال السنوات التي تلته مرت كاميرات “السيلفي” بمراحل كثيرة من التطور والنضج، أنصبت أغلب التحديثات فيها على زيادة دقة العدسات وتحديد البؤرة، إلى جانب إتاحة تصوير الفيديو بجودة عالية وصلت اليوم إلى تقنية (4K).
واليوم يمكن القول بأن تقنية التصوير الذاتي بلغت ذروتها، وأُصدرت موخرًا هواتف مزودة بكاميرة أمامية بدقة رفعتها بعض الشركات، مثل “سامسونغ” و”HTC”، إلى 16 ميغا بكسل، كما أطلقت “هواوي” هاتف (بي سمارت بلس) بكاميرا أمامية وصلت دقتها إلى 24 ميغا بكسل، وباتت هناك إصدارات بها كاميرتين أماميتين بجودة عالية، أبرزها هاتف (Oppo F3).
صور “السيلفي” ملكة على منصات التواصل..
لم يشغل بال شركات تصنيع الهواتف، بالكاميرات الأمامية ودقتها، من فراغ؛ وإنما جاء هذا السعي تلبية للتطور الهائل الذي حدث في عالم الإنترنت وانتشار منصات التواصل الاجتماعي على نحو واسع على مدار بضع سنوات، وبعدما كان جُل ما يهم المستهلك الحصول على هاتف يستخدمه في الاتصالات العادية ثم انتقل خطوة، كانت عظيمة وقتها، بظهور أول هاتف بكاميرا، أصبحت الكاميرات الأمامية جزءًا أساسيًا من كل هاتف، بل وتربعت على عرش مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتمد على نشر الصور، وأهمها (إنستغرام)؛ إلى جانب (تويتر) و(فيس بوك).
وتحصل صور المشاهير الملتقطة بالكاميرات الأمامية على اهتمام بالغ من قِبل المتابعين، كما أصبحت صور “السيلفي” حاضرة بقوة في كل الاجتماعات والمناسبات واللقاءات، تزامن كل هذا مع ظهور الكثير من الصيحات، (تريندات)، التي أعتمدت على صور “السيلفي” في المقام الأول.
مشكلات نفسية وراء صور “السيلفي” !
بمرور الوقت أصبحت صور “السيلفي” تمثل هوسًا لدى كثير من الشباب، لذا أجريت الكثير من الدراسات النفسية حول السبب الذي يجعل بعض الناس يفرطون في نشر صورهم التي أُلتقطت ذاتيًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يكتفي البعض الآخر بالقليل منها، ونتيجة للبحث المستمر من أجل التوصل إلى الدوافع الحقيقية؛ بات هناك رأيًا سائدًا وهو أن النوع الأول من المستخدمين يعانون من “النرجسية” الزائدة تجعلهم يشعرون بأنهم أفضل وأكثر جمالًا وذكاء من الآخر أو أنهم مصابون بخلل نفسي يجعلهم يلجأون إلى هذه التقنية من أجل الحصول على اهتمام الآخر من خلال إظهار محاسنهم.
ويرى فريق من الباحثين أن صور “السيلفي” لا تتعدى كونها موضة يرغب الجميع في مواكبتها، وأن الإفراط في بعض الأوقات لا يعني بالضرورة الإصابة بخلل نفسي أو عيوب في الشخصية، ويعتبر الشخص مدمنًا على الصور الذاتية إذا زادت عدد الصور التي ينشرها عن 6 صور بشكل يومي.
ضياع وفشل..
بينما توصلت دراسة أجريت حديثًا بجامعة ولاية “واشنطن” الأميركية إلى نتائج مختلفة، إذا طُلب من 119 متطوعًا، جميعهم من طلبة الجامعات، تقييم الصور التي ينشرها زملاء لهم ليست بينهم أي علاقة، ويعيشون في مناطق بعيدة للغاية عن بعضهم البعض، وجاءت أغلبية الإجابات أنهم شعروا من خلال ملاحظة الصور أن من نشرها يعاني من الخوف من المغامرة وهو أكثر ميلًا للعزلة؛ بينما يعيش حياة بها نجاحات أقل من غيره.
وكان مثيرًا للدهشة أن يعتقد المتطوعون أن الحسابات، التي كان يضع بها المزيد من صور “السيلفي”، أوحت بأن أصحابها يعانون من الضياع، كما صنفوا من يلتقطون صورًا أمام المرآة لإظهار مظهرهم الخارجي على نحو أسوأ.