خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تُعد شركة “هواوي” الصينية، المنتجة للهواتف، أبرز المتضررين من “العقوبات الأميركية” المفروضة عليها، لكن علامات تجارية صينية أخرى لا تُعتبر بعيدة عن الوصول إلى هذا المصير، خاصة في ظل إحتدام الحرب الاقتصادية بين “واشنطن” و”بكين”.

وبلا شك تُصبح برمجيات الهواتف محل شك؛ إذا لم تحصل الشركات المنتجة على تصريح الحصول على خدمات (غوغل) ومتجرها، وأمام التضييق الذي تحكمه إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على الشركات الصينية، لا تُعتبر أي شركة قوية في مأمن، لذا اتفقت أكبر 4 شركات هواتف صينية هي؛ “هواوي وشاومي وأوبو وفيفو”، على عقد تحالف لمواجهة هذا الوضع الصعب.

سحب الورقة الرابحة من يد “ترامب”..

تُعد معضلة الحصول على خدمات (غوغل) وإتاحة الوصول إلى متجرها؛ هي المعضلة الأكبر أمام الشركات الصينية، ذاقت “هواوي” بالفعل مرارة الحرمان، بينما تبقى شركات أخرى مهددة في دائرة الخطر، لذا تسعى الشركات الأربعة إلى الوصول إلى بديل يمكنها من خلاله الإستغناء تدريجيًا عن (غوغل)، لتصبح هي من يملك القرار وتسحب الورقة الرابحة التي يلوح بها “ترامب”.

وبحسب أحدث تقرير لشركة البيانات الدولية الصينية، (IDC)، فإن الشركات الأربع مجتمعة تستحوذ على 40% من السوق، وذكرت وكالة (رويترز) أن هذه الشركات سوف تجمع الجهود من أجل إنشاء منصة مشتركة للمطورين لتقديم تطبيقات منافسة متجر (غوغل بلاي).

وبحسب المصدر؛ فإن الشركات الصينية سوف تجتمع فيما يُعرف بـ”الاتحاد العالمي لخدمة المطورين”، وهي منصة تستهدف دعم تصميم الألعاب ومقاطع الموسيقى والأفلام وتطبيقات أخرى تخدم السوق خارج “الصين”، وكان من المقرر أن تُطلق اعتبارًا، من آذار/مارس المقبل، لكن تفشي فيروس “كورونا” الخطير من شأنه تأجيل هذه الخطوة.

المنفعة المتبادلة هدف المنصة الجديدة..

بحسب النموذج الأولى لموقع (GDSA)؛ فإنه سوف يُتاح في 9 مناطق من بينها: “الهند وإندونيسيا وروسيا”، وأعلنت المنظمة أن التحالف يتعهد بتقديم خدمات متكاملة تتضمن توزيع المحتوى ودعم التطوير وعمليات التسويق والدعاية للمنتجات وتسهيل انتقال المبرمجين العالميين، كما أن هذه الخدمات سوف تساعد المطورين على التعريف بشكل أفضل بمنتجاتهم والوصول إلى عدد كبير من المستخدمين، ويستهدف التحالف التعاون مع مبرمجين خارقين للطبيعة للتقدم سويًا لجلب المنفعة المتبادلة.

ويتضمن موقع (GDSA) أيضًا شعار منصة (وانكا أونلاين-Wanka Online)، التي يقع مقرها في “هونغ كونغ”، وتعمل ضمن بيئة برمجيات “أندرويد”.

وصرحت المسؤولة بمؤسسة “كاناليس” لأبحاث السوق، “نيكول بينغ”، بأنه: “عند إطلاق المنصة؛ فإن كل شركة سوف تسعى إلى الاستفادة من ميزات الشركات الأخرى في مناطق مختلفة، مثل قاعدة المستخدمين العريضة لهواتف (شاومي) في الهند، ولهواتف (فيفو) و(أوبو) في جنوب شرق آسيا، ولـ (هواوي) في أوروبا، كما سوف تحصل الشركات الأربعة مجتمعة على قوة أكبر في التفاوض مع (غوغل)”.

وفي الوقت الحالي، لا يسمح لمستخدمي الهواتف في “الصين” بالدخول إلى خدمات (غوغل)، لذا فإن كل شركة تقوم على توفير البرامج الخاصة بهواتفها، لكن الوقت يختلف بشكل كبير خارج حدود “الصين”؛ إذ تتمتع هواتف “شاومي وأوبو وفيفو” بخدمات ومتجر (غوغل)، وكان حاملو هواتف “هواوي” أيضًا يتمتعون بهذه الميزة، حتى وقت قصير؛ منذ قررت إدارة “ترامب” تضييق الخناق على العملاق الصيني، العام الماضي.

المنصة لا تسعى لمنافسة “غوغل”..

بينما أوضحت شركة “شاومي” أن التحالف سوف يستهدف تسهيل تحميل التطبيقات الجديدة على متاجر التطبيقات في “شاومي وأوبو وفيفو” بشكل متزامن، مشيرة إلى أن المنصة لا تستهدف منافسة (غوغل) أو متجرها.

وكانت شركة “هواوي” قد أعلنت أنها سوف تستثمر مليار دولار في إنشاء بيئة برمجيات جديدة لتوفير الخدمات والتطبيقات، وبمساعدة الشركات الصينية الأخرى سوف تكتسب ثقل أمام (غوغل)، التي تخلت عنها مؤخرًا.