نيران .. في “بيت العنكبوت” !

نيران .. في “بيت العنكبوت” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ماتزال احتجاجات اليهود الأفارقة بالمدن الفلسطينية المحتلة، والتي بدأت، الثلاثاء الماضي، احتجاجًا على مقتل المهاجر الإفريقي، “سليمان تكته”، مستمرة إذ يبدو وكأن هذه الوفاة قد رفعت الغطاء عن جرح قديم يعاني منه المهاجرون الأفارقة في “إسرائيل”. ولقد تسببت الحصانة الغربية لـ”الكيان الصهيوني” في عدم تسليط الضوء على هذه الاحتجاجات بشكل كافي.

ويبلغ عدد اليهود الإثيوبيين، حوالي 140 ألف شخص، ولد حوالي 50 ألف منهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي تقريرها عن الاحتجاجات الأخيرة؛ كتبت صحيفة (غيروزاليم بوست) الصهيونية: “تظاهر اليهود الإثيوبيون في الأراضي المحتلة ضد عنف الشرطة الإسرائيلية. وبحسب المصادر الإسرائيلية فقد تم اعتقال أكثر من 60 شخصًا وإصابة 47 شرطيًا إسرائيليًا. وأعترفت الشرطة الإسرائيلية باستخدام القوة قي تفريق المتظاهرين”.

وقد فشلت محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، للتهدئة ووصف الحادثة بـ”التراجيديا الكبرى”، في تهدئة المتظاهرين. واضطر “نتانياهو” للقول: “لابد من توضيح مسألة أننا لا يمكننا تحمل مشاهدة العنف”.

بدوره؛ سعى الرئيس الإسرائيلي، “رؤوفين ريفلين”، إلى تهدئة المتظاهرين من خلال إبداء التعاطف، لكنه أكد على ضرورة الإلتزام بالقانون والترفع عن العنف. ورغم التحذيرات؛ فقد بلغت الاحتجاجات ذروتها، مساء الأربعاء الماضي، حيث أشعل المتظاهرون النار في الشوارع وهاجموا مقرات الشرطة الإسرائيلية. حيث قذف المتظاهرون عناصر الشرطة الإسرائيلية بالحجارة وهتفوا أحيانًا بشعارات عربية. كذلك قام عدد من المتظاهرين بإلقاء القنابل الحارقة على مراكز الشرطة.

وتعليقًا على الأحداث، قال “غلعاد أردان”، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي: “نحرص على عدم وقوع ضحايا جدد في المظاهرات؛ لأننا سوف نواجه وضعًا مختلفًا إذا وقعت ضحية جديدة”. مؤكدًاً تفاجيء قوات الشرطة الإسرائيلية بحجم المظاهرات. بحسب “علي باقري، بصحيفة (جام جم)؛ الصادرة عن “هيئة الإذاعة والتليفزيون” الإيرانية.

ما خلف قمع السود..

منذ أحتدمت المظاهرات؛ اكتشف الجميع إفراج المحكمة الإسرائيلية عن مرتكب الجريمة، وأنه يعيش تحت الإقامة الجبرية داخل أحد الفنادق (!)

وأعترفت صحيفة (معاريف) بمقتل 11 شاب من الأقلية الإثيوبية في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، منذ 1997 وحتى الآن.

ولطالما راح “يهود الفلاشا”، في الأراضي المحتلة، ضحية العنصرية والإهانات؛ إذ إعتاد المجتمع الصهيوني للفصل بين اليهود البيض والسود وغيرهم من المتواجدين داخل الأراضي المحتلة، لأسباب عنصرية ومذهبية.

ولذلك يتعرض الإثيوبيين في الأراضي المحتلة للإهانات بسبب اللون والعرق الإفريقي. ويعيش “يهود الفلاشا” في المدن المهمشة والمناطق الفقيرة داخل الأراضي المحتلة. وترتفع نسبة الاعتقالات الجنائية بين “الفلاشا”؛ وقد تصل إلى 40%، بسبب معاناتهم المستمرة من الفقر والبطالة.

أيام صعبة بالطريق..

ناقشت المجلة الإلكترونية (0972) بفلسطين المحتلة؛ أسباب مظاهرات السود ضد الشرطة الإسرائيلية وكتبت: “هم لا يعدمون فقط الثقة في وسائل الإعلام والحكومة؛ وإنما قلقون كباقي الأفارقة من التكلفة الباهظة التي سوف يدفعون كونهم سود”.

وتعتقد المجلة أن المتظاهرون لا يريدون الشغب؛ وإنما هم من الشباب الخائفون رجالاً ونساءً ويريدون إثبات أنهم لم يفقدوا القدرة حتى الآن. لقد قالوا: لا يمكننا مجددًا الجلوس بصمت. ومن ثم توافدوا على الشوارع للتظاهر والاحتجاج.

وفي هذا الصدد يقول، “راشيل غيل يوسف”، الناشط في تنسيق المظاهرات الاحتجاجية بالأراضي المحتلة: “لن تعود الأوضاع كما كانت عليه في السابق”. ونقلت صحيفة (يديعوت أحرنوت) بعض تصريحات هذا النشاط؛ وكتبت على لسانه: “عدم اهتمام السلطة في إسرائيل تمخض عن عدد من المشكلات المتعددة، ولذلك تسود بين يهود الفلاشا قناعة بضرورة توسيع نطاق الاحتجاجات.. ورغم القمع الشديد للمظاهرات السابقة بين الفلاشا وقوات الأمن والوعود الكذبة، لكن يبدو أن تجارب المفاوضات السابقة لن تفلح هذه المرة في تهدئة الرأي العام للأقليات الإفريقية داخل فلسطين المحتلة”.

ويتوقع “يوسف” أن تواجه السلطة الإسرائيلية أيام صعبة مستقبلًا مع احتمالات تفاقم المواجهات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة