كما رأتها “الجمهورية الإسلامية” .. زيارة “بن سلمان” .. قصف مباشر للسيادة الباكستانية !

كما رأتها “الجمهورية الإسلامية” .. زيارة “بن سلمان” .. قصف مباشر للسيادة الباكستانية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أطلقت المظاهرات الغاضبة في ربوع “باكستان”؛ كرد فعل الشعب والتيارات السياسية على زيارة، “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي للبلاد، وللتعبير عن الغضب والاستياء من أداء “السعودية” الإجرامي.

والنواة الأساسية للاحتجاجات هو انتقاد جرائم “آل سعود” اللامتناهية في الحرب على “اليمن”؛ والتواطؤ مع “أميركا” و”إسرائيل” في خيانة شعوب المنطقة والعالم الإسلامي، والتي إتخذت أشكالاً وأبعادًا أوضح مؤخرًا. علاوة على ذلك، فقد عبر الشعب الباكستاني عن استياءه لأداء ومواقف حكومة “عمران خان” المؤسفة. بحسب افتتاحية صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية.

سياسة اختطاف باكستان لحضن أميركا.

العجيب أن يذهب “عمران خان”، وهو بدرجة رئيس وزراء لاستقبال، “بن سلمان”، وهو في مرتبة أقل منه، ويرافقه في كل مكان طوال الزيارة طمعًا في حصة من الدولارات النفطية !.. وهو إنتقاص من هيبة رئيس وزراء “باكستان” أن يمشي كالغلام في ركاب شخص هو بالنسبة للعالم قاتل، “جمال خاشقجي”.

وقد شرع “آل سعود”، (بإطلاق تحالف عسكري)، في إرتكاب الجرائم الوحشية بـ”اليمن”، وقد كانت مشاركة “باكستان”، في هذا التحالف، مثار أسف وتعجب.

أضف إلى ذلك؛ أن “بن سلمان” يضطلع بتنفيذ مهمة معينة، وهي وضع الدول العربية والإسلامية ضمن قائمة أصدقاء كيان الاحتلال الصهيوني. وزيارته الأخيرة إلى “باكستان” تستهدف توطيد هكذا علاقة. لكن موقف الشعب والفصائل السياسية الباكستانية، هو بمثابة تحذير من التدخل السعودي في الشأن الباكستاني، وأنه لن يتحمل التدخل المعلن، وغير المعلن، للأنظمة والكيانات العربية الفاسدة، وبخاصة “آل سعود” في “باكستان”.

وتحوز هذه المسألة أهمية بالغة، لاسيما بالتوازي مع تصريحات، “شاه محمود قريشي”، وزير الخارجية الباكستاني، في “مؤتمر موينخ للأمن”، والتي أعرب خلالها عن أمله، في معرض الحديث عن تنفيذ المشروع “الأميركي-الصهيوني” المشترك مع الأنظمة العربية الفاسدة بخصوص “صفقة القرن”، في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي !

تحول “عمران خان” !

بينما إتخذ “عمران خان”، أثناء الدعاية الانتخابية، موقفًا مناهضًا للسياسات غير الإنسانية الأميركية، لكنه تحول بعد الوصول إلى السلطة بزواية 180 درجة إلى منفذ لسياسات “واشنطن”. وهذه السياسة لا تناسب “باكستان”.

والموضوع الأهم إنما يكمن في مرونة “عمران خان”، حيال الأنظمة العربية الفاسدة، وبخاصة “السعودية”. والشارع الباكستاني يتساءل: ما هو تبرير تعاون “باكستان” مع التحالف السعودي في الحرب على الشعب اليمني المظلوم، ولماذا تلعب “باكستان” دورًا في الحرب التي يقودها “الكيان الصهيوني” و”أميركا” وسائر أعداء الإسلام للإبادة وإرتكاب جرائم حرب ؟..

وقد أكدت صحيفة (هاآرتس) الصهيونية، (في إطار الكسف عن دور الصهاينة في الحرب اليمنية)، الأنباء بشأن العمليات الإسرائيلية المشتركة مع التحالف السعودي على “ميناء الحديدة”، وتدريب قوات التحالف السعودي على أيدي عناصر صهيونية.

موقف الشعب الباكستاني.

من ثم؛ فإن اضطلاع “باكستان” يتطبيق سياسات محور الشر “الغربي-العبري-العربي” ضد الشعب اليمني المظلوم، وإنخراط قوات هذا المحور، المكونة من الصهاينة والعناصر متعددة الجنسيات، (أميركا-بريطانيا-فرنسا)، بل وعملاء من “هايتي” و”كلمبيا”، في إرتكاب جرائم حرب في “اليمن”، إنما يمثل مثار خجل وعار بالنسبة للحكومة الباكستانية.

لكن لطالما أبدى الشعب الباكستاني الغيور ردود أفعال حيال قضايا العالم الإسلامي، ومن الطبيعي أن يتخذ موقفًا من التطورات الإقليمية وتدخل “أميركا” والصهاينة في العالم الإسلامي. ومهمة “بن سلمان” المتمثلة في التغطية على العداء الواضح للصهاينة ضد الشعوب العربية والإسلامية، وتقديم “إسرائيل” باعتبارها صديق للعرب والمسلمين؛ ليست مسألة سهلة يتجاهلها الشعب الباكستاني الغيور، ويعطي الفرصة لأعداء الإسلام للنفوذ في “باكستان”. وتتضح أهمية المسألة عندما ندرك أنه من المقرر في ضوء الخصومة الأميركية والإسرائيلية والأنظمة العربية الفاسدة المعلنة ضد “إيران”، استغلال أي فرصة لمعادة “إيران”.

إذ لا يمكن تجاهل العمليات الإرهابية شرقي البلاد على الحدود مع “باكستان”. وفشل التعاون الأمني بين “إيران” و”باكستان” إنما يؤشر إلى دور الأجانب في توتير الأوضاع على الشريط الحدودي بين البلدين.

ويتعين على حكومة “باكستان” إنهاء هذه الشرور والترفع عن السلوك الإزدواجي وإتخاذ خطوات جادة على مسار تأمين الشريط الحدودي بين البلدين، كي لا يتحول إلى منطقة تجول للعناصر الإرهابية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة