20 أبريل، 2024 2:04 ص
Search
Close this search box.

لتهدئة الأعصاب الملتهبة .. واشنطن تستخدم سياسة دبلوماسية ناعمة حول تواجد قواتها بـ”العراق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة لتهدئة الأجواء المشتعلة، التي تسببت بها تصريحات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، من إبقائه للقوات الأميركية بـ”العراق” لمراقبة “إيران”، أكدت السفارة الأميركية، في “بغداد”، أن “ترامب” لا يريد حربًا مع “إيران”، وأن القوات الأميركية لن تستخدم الأجواء أو الأراضي العراقية منطلقًا للهجوم على أية دولة.

وقال القائم بأعمال السفير الأميركي في بغداد، “جوي هود”، في تصريح صحافي، أمس، أن: “تصريحات الرئيس ترامب، في وقت سابق، كانت تؤكد أنه لا يريد من القوات الأميركية أن تضطلع بحروب لا حاجة لنا بها، وهو لا يريد الحرب مع إيران مطلقًا”.​​​

مضيفًا أن: “القوات الأميركية لن تستخدم الأجواء أو الأراضي العراقية للهجوم على أي بقعة أو أي دولة، وترامب لا يقترح أي تغييرات أو تعديلات للاتفاقية الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة”.

كما نفى “هود” وجود تحركات عسكرية أميركية في “العراق”، مؤكدًا على أن الصور المتداولة بهذا الخصوص قديمة.

وقال: “هناك تضليل إعلامي متعمد؛ يدعي وجود تحركات عسكرية أميركية ونشر الآلاف من القوات الأميركية في العراق… جميع هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة ومعظم الصور التي نشرت، قديمة وتعود لعام 2006، وغيره”.

وتفيد تقارير إعلامية، نُشرت خلال الأسابيع الماضية، بوجود تحركات عسكرية أميركية في مناطق متفرقة من “العراق”، بينها محافظتا “الأنبار” و”نينوى”، وأوردت هذه التقارير صورًا ومقاطع فيديو تظهر تلك التحركات.

مغازلة قائدي الميليشيات..

ليس هذا فقط؛ وإنما حاول القائم بأعمال السفير الأميركي، لدى “بغداد”، مغازلة القائدين؛ “قيس الخزعلي” و”هادي العامري”، مؤكدًا عدم وجود خلافات، إذ قال إن هذين الرجلين يؤكدان ضرورة وجود مستشارين عسكريين أميركيين لمساندة القوات المسلحة العراقية.

وقال القائم بالأعمال الأميركي، “جوّي هود”، إن: “الحراك الذي يجري داخل البرلمان العراقي لتمرير تشريع يُخرج القوات الأميركية، هو حراك طبيعي، لكن بعض النواب يستعجلون وعليهم التأني، إذ أخبرنا الجنرال في الجيش العراقي، عثمان الغانمي، والجنرال عبدالأمير يار الله؛ أن القوات العراقية ما زالت بحاجة إلى مساندة قوات التحالف”.

مشيرًا إلى أنه: “في حال خرجت القوات الأميركية؛ فليس من السهولة عودتها إذا احتاجها العراقيون”.

وأكد على أن: “القوات الأميركية ستخرج في حال طلبت الحكومة العراقية منّا ذلك، وكل الاستثمارات الأميركية والشركات العاملة هنا، يمكنها الخروج إذا طلب العراقيون”.

وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أميركي بوضوح عن طبيعة التعامل مع الجدل الدائر في “العراق” بشأن الوجود الأجنبي، إذ أكد على أن “واشنطن ليست في معرض استخدام العراق لشن هجمات على إيران، بل هي لا تريد الحرب مع إيران أصلًا”.

ضغط سياسي ومعنوي..

تعليقًا على تصريحات القائم بأعمال السفير الأميركي بـ”بغداد”، قال المختص في القانون الدولي، الدكتور “علي التميمي”، أن: “ترامب يستخدم القوة للإبتزاز، وهذا ما شاهدناه في قضية كوريا الشمالية، فهي سياسة تقوم على التهديدات لإبتزاز الدول والحصول على المال، كونه يدرك جيدًا أن استخدام القوة ضد إيران سيكلف كثيرًا ويؤثر على مصالح أميركا وإسرائيل، فإيران تمتلك صواريخ حديثة باستطاعتها ضرب أي مكان في إسرائيل، وهذا ما يؤدي إلى أن تتحول المنطقة إلى حرب عالمية ثالثة، فهذه المسألة ما هي إلا ضغط سياسي ومعنوي، ولو كان في نية الولايات المتحدة ضرب إيران، لما فرضت العقوبات عليها. وهذه العقوبات تذكرنا بالعقوبات الأميركيه ضد روسيا، والتي فشلت فشلاً ذريعًا، بسبب التكتلات الاقتصادية التي أقامتها روسيا. كما أن إيران أصبحت لديها خبرة في التعامل مع العقوبات الأميركية”.

وفيما إذا كان تصريح “السفارة الأميركية” موجه إلى “العراق”، لطمأنة السياسيين في هذا البلد، بأن القوات الأميركية لا تنوي مهاجمة أحد من الأراضي العراقية، يقول “التميمي” أن: “هناك ضغط أميركي واضح على العراق، فلا يوجد قانون يمنع دخول القوات الأميركية، التي تدخل بموجب قرار مجلس الأمن، إلا أن الدستور العراقي يمنع أن يكون العراق منطلقًا لضرب الدول الأخرى، كما يوجد نص في الاتفاقية الموقعة مع الولايات المتحدة يمنع مثل هذا الشيء، في نفس الوقت إيران أيضًا تضغط على العراق عبر مؤيديها، فالعراق يُعد سوقًا لإيران، لهذا يحاول العراق أن يكون وسطيًا، إلا أن الولايات المتحدة تسعى لحمل العراق إلى جانبها، لكن موقف العراق ثابتًا في وسطيته وحياديته، وأعتقد أن مجلس النواب العراقي سيشرع قانون ينص على إخراج القوات الأجنبية من العراق”.

غير مستبعد..

وحول ما إذا كان هذا التصريح يُفسر بأن المواجهة مع “إيران” ستكون داخل الأراضي العراقية؛ ومع فصائل موالية لـ”إيران”، يوضح “التميمي” أن: “هذا الموضوع غير مُستبعد، فقد تتعرض القوات الأميركية إلى هجمات، وهو موضوع قد لا يُحمد عُقباه على الوضع الداخلي العراقي، مع وجود اختلاف في وجهات النظر بين الفصائل المسلحة، بين مؤيد لإيران وآخر غير مؤيد، ويحتاج العراق إلى الحكمة في التصرف مع هذا الموضوع، فالقوات الأميركية تنتشر في العديد من المناطق العراقية، وإذا كان هذا الدخول والانتشار بغير علم الحكومة العراقية فهو غير شرعي، ويحتاج اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي”.

جزء من خطة الشد والجذب..

ورأى المحلل السياسي العراقي، “عماد محمد”، أن “واشنطن” بالفعل بدأت إدراك تشابك الوضع العراقي، وصعوبة التعاطي معه فيما يتعلق بملفات كبيرة، تتعلق باتفاقيات أمنية، وقعتها حكومات سابقة، فضلًا عن عدم وحدة القرار الحالي داخل “مجلس النواب”، حيث ينشطر المجلس إلى رأيين، الأول يرى حاجة وجود تلك القوات لدعم أجهزة الأمن العراقية، وهذا الرأي لدى أغلب نواب المحافظات، (السُنية)، التي سيطر عليها (داعش)، وهو مبني على تقارير واقعية من ضباط في الجيش العراقي، والرأي الآخر؛ يضرب كل تلك المعطيات ويطالب بإخراج القوات الأميركية، رغم أن (داعش) ينشط بالفعل في بعض المناطق العراقية.

مضيفًا أن الخطاب الأميركي في الداخل يختلف عنه في الخارج، حيث يؤكد ممثلو الإدارة الأميركية، في “بغداد”، بأنهم هنا ليس لمراقبة “إيران”، وهذا نابع أيضًا من عدم وجود تجانس بالكامل بين “ترامب” وسفارات بلاده، أو هو جزء من خطة “الشد والجذب”.

من جانبها؛ اعتبرت أوساط سياسية، في “العراق”، أن تصريحات “ترامب” تحفز الميليشيات والجماعات المسلحة، وحتى الكتل السياسية الموالية لـ”إيران” للتحرك والضغط على الحكومة بشأن الوجود الأميركي في “العراق”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب