عوائل “داعش” .. معضلة العودة إلى الديار وسط الرغبة في الانتقام !

عوائل “داعش” .. معضلة العودة إلى الديار وسط الرغبة في الانتقام !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

إنتهت الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي؛ ولم يتبقى سوى بقايا عناصره الذين يحاولون تأدية “رقصة المجروح”، ومع ذلك لا تزال معضلة النازحين قائمة وبقوة، وتضغط على المجتمع العراقي وتنال من استقراره، ويشكل أمر عودة عوائل (داعش) أزمة كبيرة أمام الغضب الجامح الذي يُصب عليهم والرغبة في الانتقام منهم، خاصة في المناطق التي يسكنها أغلبية سُنية.

371 ألف نازح..

لا يزال هناك الآلاف ليس في مقدورهم العودة إلى منازلهم، رغم إنتهاء المعارك، إذ توجه إليهم اتهامات بالتواطؤ أو الإنخراط في صفوف التنظيم، لذا فهم يواجهون نظرات إحتقار وعدم احترام من جانب جيرانهم، إلى جانب الرغبة في الانتقام منهم، الأمر الذي يقف حجر عثرة أمام تمكنهم من إعادة تعمير ديارهم وممارسة الحياة بشكل طبيعي.

تُقدر الأعداد بالآلاف، وبحسب الخبير السياسي، “هشام الهاشمي”، فإن العدد يصل إلى 371 ألف نازح، بينهم 118 ألفًا من المستحيل إعادة دمجهم في المجتمع نتيجة رفض الشعب لهم، وأوضح أنه لن تستطيع أي جهة وقف الرغبة في الانتقام القبلي، ولن تتمكن الدولة من تعيين شرطي أمام كل منزل من أجل حماية أهله.

غضب ورغبة في الانتقام..

وُصف استقبال عوائل (داعش)، الذين نُقلوا إلى المخيم الجديد بقضاء “الشرقاط”، بمحافظة “كركوك”، منذ نحو أسبوعين، بالغليان، إذ قام مجموعة من السكان بتنفيذ هجوم بقنبلتين صوت أسفر عن إصابة 2 من جنود الحراسة، كما حاول مجهولون إضرام النار في المخيم ذاته، كما خرجت مظاهرات احتجاجًا على عودتهم، وطلبت مجموعة من شيوخ القبائل من حاكم محافظة “صلاح الدين” إغلاق مخيم “الشهامة”، الذي يسكنه نساء وأطفال يشك في صلتهم بالدواعش.

كانت السلطات قد نقلت 2000 نازح من مخيمات النازحين بـ”نينوى” إلى مناطقهم في محافظات “صلاح الدين والأنبار وكركوك”، بهدف تخفيف الحمل على المخيمات التي تأوي، حتى الآن، جزءًا كبيرًا من النازحين البالغ عددهم 1.6 ملايين شخص، وبحسب منظمة (هيومان رايتس ووتش)؛ فإن ذلك كان على غير رغبة هؤلاء.

ويرى زعيم قبيلة سماراء، “عدنان البازي”، أن القبائل وعائلات الشهداء والمصابين، أو من فقدوا منازلهم واضطروا إلى النزوح ولم يعد لديهم أي شيء؛ لن يستطيعون تقبل الأشخاص الذين كانت لهم صلات بـ (داعش) في أوج نشاطه، وأشار إلى أنه من المستحيل أن يقبل عودة عائلات من قتلوا شقيقه وعمه وابن عمه وسمحوا بتحطيم منزله، خاصة أن الإعتداءات ضد قوات الأمن لا تزال مستمرة.

وفي مدينة “حديثة”، التابعة لمحافظة “الأنبار”؛ أُضطرت السلطات إلى التعامل، بحسب “بلقيش ويل”، من (هيومان رايتس ووتش)، إذ أنه بمجرد وصول مجموعة من النساء الذين وجهت لهم تهم التعاون مع (داعش) أدركت السلطات أن مصيرهم سوف يكون الموت، لذا قررت الشرطة نقلهم إلى مدرسة تقع على بُعد 3 كلم.

بينما سُمح في بعض المناطق ببعض الاستثناءات، وأُتيح للسيدات اللاتي رفضن الزواج من جهاديين بالعودة.

لا نريدكم !

تقول “أم حيدر”، (41 عامًا)، وهي واحدة من نساء الدواعش، إنها اضطرت إلى الفرار من منطقتها، “الإسحاقي”، متجهة ناحية الجنوب هربًا من بطش التنظيم، بعدما قاموا باختطاف زوجها.

ورغم أن بعض النازحين يرفضون العودة؛ إلا أنها تحلم بقدوم اليوم الذي تتمكن فيه من العيش في منزلها من جديد، وأشارت إلى أن قوات الأمن تقوم بالتحقق مما إذا كان أزواجنا تورطوا في عمليات إرهابية، لكنهم لا يجدوا شيئًا.

وأضافت: “لكن عندما نُعبر عن رغبتنا في العودة يقولون لنا لا نريدكم”، وفي ظل تلك الظروف لا يستطيع أبناءها الإلتحاق بالمدارس أو إنهاء أية إجراءات إدارية لأنهم في وضع النزوح.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة