“عبدالمهدي” يبدأ بالكويت .. تدشين مبادرة صلح “خليجية-إيرانية” غير مسبوقة !

“عبدالمهدي” يبدأ بالكويت .. تدشين مبادرة صلح “خليجية-إيرانية” غير مسبوقة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة رسمية قصيرة إذيع عنها أنها إحدى خطوات الوساطة العراقية لتخفيف حدة التوتر المتصاعد بين “واشنطن” و”طهران”، بالإضافة إلى إتخاذها منحى جديد في العلاقات “العراقية-الكويتية” وتحريكها نحو الأفضل، أجرى رئيس الوزراء العراقي، الذي يزور “الكويت”، منذ يوم الأربعاء 22 آيار/مايو 2019، مباحثات هامة مع الأمير، الشيخ “صباح الأحمد الجابر الصباح”، تخص البلدين والخطر من إندلاع الحرب في “إيران”.

وأعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الورزاء، أمس الخميس، أن رئيس المجلس، “عادل عبدالمهدي”، بحث مع أمير دولة الكويت، الشيخ “صباح الأحمد الجابر الصباح”، في أجواء سادتها الودية والصراحة والتفاهم، تعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون المشترك بين الشعبين، والجارين الشقيقين، وتطورات الأوضاع في المنطقة؛ ومختلف القضايا التي تهم البلدين.

مرحلة تصفير المشاكل..

وأكد “عبدالمهدي”، للأمير “الصباح”، قائلاً: “إننا في مرحلة تصفير المشاكل بين العراق، والكويت، وقطعنا شوطًا كبيرًا، وتجاوزنا الكثير من المسائل العالقة ونضع يدًا بيد لبناء مستقبل أفضل وعلاقات تكامل، ولدينا الكثير من المشتركات والفرص، وبالأخص في مجالات البناء والإعمار والخدمات”. ونوه “عبدالمهدي”، إلى الشوط المهم الذي قطعته الوفود واللجان المشتركة، في بحث ملفات التعاون في جميع المجالات، مبديًا تطلع “العراق” إلى المزيد.

وأضاف “عبدالمهدي”: “أن الحكومة العراقية تعمل بجد لخدمة شعبها، وتطوير الاقتصاد بالتعاون مع أشقائنا وجيراننا وإبعاد الخطر عن شعوبنا وبلداننا ونزع فتيل الأزمات”. وأعرب “عبدالمهدي”، عن شكر “العراق”، لـ”الكويت”، على استضافتها لـ”مؤتمر المانحين”، مشيرًا إلى سعي بلاده لتجاوز أرق الماضي، وإزالة جميع العقبات.

مشيرًا إلى أن الحكومة العراقية، الآن هي حكومة ترسيخ الاستقرار، وخدمات، وإصلاح، مبديًا عن عزمها عن بداية مثمرة في العلاقات الثنائية في ظل توجهات “العراق”، وانفتاحه، واستقراره، وما يشهده من توقيع اتفاقات ومشاريع عملاقة مع مختلف دول الجوار والدول الصديقة.

يجب التعاون لنزع فتيل الحرب..

وتطرق “عبدالمهدي” إلى الأزمة بين، “إيران” و”أميركا”، معبرًا: “إن الوضع حساس، وخطير، ونخشى من إنزلاق المنطقة إلى حرب مدمرة، وعلينا التعاون، وتشجيع جهود الاستقرار ونزع فتيل الحرب”.

ولفت إلى تطابق وجهات النظر الأوروبية مع “العراق”؛ حول الأزمة بين “إيران”، و”أميركا”.

وأعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، عن أن “العراق” لن يدخل في سياسة المحاور، والإصطفافات، والإدانات، والاتهامات، راجيًا أن تخرج المؤتمرات العربية والإسلامية، المُقبلة، بخطاب تهدئة يخدم استقرار المنطقة التي عانت من ويلات الحروب والدمار.

تُعلن استعدادها للمساهمة في جهود “الإعمار”..

من جهته؛ قال أمير دولة “الكويت”، بعد ترحيبه برئيس الوزراء العراقي: “نحن سعداء بتوجهاتكم، وسياسة الانفتاح على محيط العراق العربي والدولي، ونحن والعراق ضحايا نظام ألحق الأذى بالشعبين والبلدين، ويجب أن نواصل معًا جهود البناء والإعمار وتجاوز مخلفات الماضي”.

وعرض “الصباح”، استعداد “الكويت” للمساهمة في جهود “الإعمار” بمختلف المحافظات العراقية، منوهًا إلى أن الحرب ليست أمرًا سهلًا، وتلحق ضررًا بالجميع لو وقعت، ونأمل بنجاح جهود الوساطة التي تقوم بها العديد من الدول، وأن تفلح في تحقيق السلام، والاستقرار لصالح الجميع.

وفي ختام المباحثات؛ حسبما جاء في البيان، أبدى أمير دولة “الكويت” تفاؤله بالمباحثات، واللقاءات الجارية بين الوزراء والمسؤولين من أعضاء الوفدين، وأن تُسفر عن تعاون أكبر لخدمة مصلحة الشعبين العراقي والكويتي.

مثمرة وإيجابية..

تعليقًا على الزيارة؛ قال نائب وزير الخارجية الكويتي، “خالد الجارالله”، إن زيارة رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي، لـ”الكويت”، مثمرة وإيجابية، مشيرًا إلى أنها شكلت فرصة لتبادل الآراء وبحث العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وقال “الجارالله”؛ إن رئيس الوزراء العراقي، والوفد المرافق له، التقيا نظرائهم الكويتيين؛ حيث تم بحث تفاصيل العلاقات الثنائية، وأهم الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وأشار إلى أن الجانبين اتفقا على تطوير وتعزيز التعاون في كافة المجالات، خاصة أن هذه الزيارة تأتي بعد إنعقاد اللجنة الوزارية العليا السابعة المشتركة؛ حيث تم التأكيد على ما تم الاتفاق عليه في تلك اللجنة.

وأضاف “الجارالله”؛ قائلًا: “نحن متفاؤلون بتطوير العلاقات بين العراق والكويت، ونعتقد أننا نسير في الإتجاه الصحيح فيما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ويعزز علاقاتهما الثنائية في ظل الأوضاع الصعبة التي تُمر بها المنطقة”.

وبسؤاله عما إذا كانت ھناك أي اتفاقیات أو مذكرات تفاھم، وقعت خلال الزیارة، قال “الجارالله” إن: “الاتفاقیات سبق أن وقعت خلال اجتماعات اللجنة الوزاریة العلیا المشتركة، في وقت سابق من ھذا الشھر، إلا أن ما تم الحدیث عنه خلال الزیارة ھو بحث في التفاصیل وطرح رؤى مستقبلیة في إطار العلاقة الأخویة”.

وأضاف؛ أن اللجنة الوزاریة قامت بوضع خارطة طریق واضحة تمھیدًا للإنتھاء من الملفات المھمة العالقة بین البلدین الشقیقین.

إنتقال من مرحلة المخاوف والأطماع لمرحلة التعاون..

وقال النائب عن كتلة (صادقون)، “وجيه عباس”، إن: “زيارة رئيس الوزراء العراقي تأتي في إطار الدور الدبلوماسي الذي تقوم به الحكومة الحالية”، مضيفًا أن: “زيارة الكويت تأتي لتعلن عن الانتقال من مرحلة المخاوف والأطماع لمرحلة التعاون في جميع المجالات”.

موضحًا أن تصريحات الجانبين تعطي مؤشرًا على قُرب حل المسائل العالقة بين الطرفين، فهناك قضايا حدود وموانيء، لطالما تسببت في نوع من التوتر بين البلدين، مشيرًا إلى أن “الكويت” إحدى الدول التي يعول عليها “العراق” في قضية “إعادة الإعمار”؛ كونها من الدول الجارة لـ”العراق”، والتي كان من الممكن أن يدخل إليها “داعش”، (المحظور في روسيا)، لولا أن “العراق” تصدى له.

ولفت النائب عن كتلة (صادقون) أن العديد من الدول تعيش حالة من التوتر؛ بسبب الأزمة بين “طهران” و”واشنطن”، فالتقارب “العراقي-الكويتي” هام جدًا لحماية أمن البلدين.

للحصول على دعم وتحشيد دول المنطقة..

صحيفة (العربي الجديد)، ذكرت أن رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، سيزور عدة دول، بعد “الكويت”، بشأن التصعيد بين “إيران” و”أميركا”، مبينًة أن “عبدالمهدي” يسعى إلى دعم وتحشيد من دول المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله؛ إن: “زيارة رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، إلى الكويت، فضلاً عن أنها تبحث عددًا من الملفات المشتركة بين البلدين، إلّا أنّها بداية لجولة في المنطقة يعتزم، عبدالمهدي، تنفيذها للتحشيد لحلحلة الأزمة بين واشنطن وإيران”.

وأضاف أن: “عبدالمهدي؛ يريد أن يقود وساطة بين الطرفين، (واشنطن وطهران)، على أن يحصل على دعم وتحشيد من دول المنطقة”، مشيرًا إلى أنه: “سيقنع قادة دول المنطقة بأنّ الحرب ستكون لها إنعكاسات سلبية على المنطقة بُرمتها، ولن تكون أي دولة بمنأى عن أذيتها، ما يتطلّب وقفة من جميع الدول والضغط على واشنطن من جهة، وإيران من جهة أخرى”.

وتابع أن: “عبدالمهدي؛ سيزور عدة دول بعد الكويت، بشأن ذلك”.

إطلاق مبادرة صلح “خليجية-إيرانية”..

حول أهداف الزيارة؛ كشفت “لجنة العلاقات الخارجية النيابية”، أمس، أن “عبدالمهدي” ينوي إطلاق مبادرة صلح “خليجية-إيرانية” غير مسبوقة.

وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية، “عامر الفايز”؛ أن: “رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، أختار الكويت لكونها تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران من جهة؛ ومع الدول الغربية، سيما أميركا، إضافة لدول الخليج من جهة أخرى”.

وأضاف أن: “تنسيق التعاون بين الكويت والعراق سيسهم في زيادة تخفيض حدة التوتر بالمنطقة؛ ويسهم في منح البلدين ثقلًا إقليميًا”.

وتابع أن: “رئيس الوزارء سيطلق مبادرة صلح، غير مسبوقة، تهدف إلى نزع الصراع والتهديد المسلح بين الولايات المتحدة وإيران؛ وكذلك مع دول الجوار، بالتعاون مع أطراف دولية فاعلة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة