20 أبريل، 2024 7:10 م
Search
Close this search box.

الصراع “الأميركي-الإيراني” .. يلهي الساسة العراقيون عن مطلب إخراج القوات الأميركية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن التوتر المتصاعد بين “الولايات المتحدة الأميركية” و”إيران”، الذي قد يتسبب في زج “العراق” داخل هذا الصراع، قد أنسى الساسة العراقيين ما كانوا يطالبون به، الفترة السابقة، من ضرورة إخراج القوات الأجنبية، وعلى رأسها الأميركية، وهو الأمر الذي فسره البعض كنوع من أنواع التراجع للنفوذ الإيراني في العراقي.

ومع هذا التراجع؛ تدعم “واشنطن” وجود قواتها بصورة أكبر، حيث قال موقع استخباراتي عبري إن “الولايات المتحدة الأميركية” تضاعف من قواتها العسكرية في دولة عربية.

وزعم الموقع الإلكتروني الإخباري العبري، (ديبكا)، الأربعاء، أن الجيش الأميركي يزيد من قواته العسكرية في “العراق”، حيث ضاعفت “واشنطن” من قوات “المارينز” في قاعدتين عسكريتين في “العراق”.

وأدعى الموقع الإلكتروني الإسرائيلي؛ أن القوات الأميركية ستنقل من “الأردن” إلى قاعدتين عسكريتين في “العراق”، وهما قاعدة “عين الأسد” الجوية في مدينة “الأنبار”، غرب “العراق”، التي لا تبتعد قليلًا عن الحدود “العراقية-السورية”.

أما القاعدة الأميركية الثانية التي ستنقل إليها قوات “المارينز” الأميركية هي قاعدة “الحبانية”، القريبة من العاصمة العراقية، “بغداد”. مضيفًا أن القوات الأميركية ستصل بالفعل إلى حوالي 10 آلاف مقاتل في القاعدتين العسكريتين بـ”العراق”.

وفي السياق نفسه؛ زعم موقع إلكتروني إسرائيلي أن “الولايات المتحدة الأميركية” تعزز من قواتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

وأدعى الموقع الإلكتروني الإخباري، (نتسيف نت)، الثلاثاء، أن “الولايات المتحدة الأميركية” تعزز قواتها العسكرية المتواجدة في “العراق” بقوات أميركية قادمة من “الأردن”.

وأوضح الموقع الإخباري العبري أن “واشنطن” أرسلت أكثر من 60 آلية عسكرية أميركية من “الأردن” إلى “العراق”، في طريقها تحديدًا إلى مدينة “الأنبار” العراقية، والتي تتواجد بها أكبر قاعدة عسكرية أميركية على أرض “العراق”.

وذكر الموقع العبري؛ أن قاعدة “عين الأسد” الجوية، بغرب “العراق”، ستستضيف هذه القوات الأميركية الجديدة، بهدف تقوية وتعزيز القوات الأميركية ككل، لمواجهة أي استفزازات إيرانية، وذلك على هامش المناوشات الكلامية بين الجانبين، الأميركي والإيراني.

وكانت “واشنطن” قد سحبت، هذا الأسبوع، بعض موظفيها الدبلوماسيين من سفارتها بـ”بغداد”، في أعقاب هجمات في مطلع الأسبوع على أربع ناقلات نفطية في الخليج.

وتوترت العلاقة بين “أميركا” و”إيران”، خلال الفترة الماضية، وبدا أن هناك حربًا قريبة ستشهدها المنطقة، إلا أن القيادات السياسية في البلدين، (إيران وأميركا)، أكدوا دومًا على أنهم لا يريدون الدخول في أي حرب.

وشهدت الأزمة بين “أميركا” و”إيران” تصعيدًا ملحوظًا، خلال الفترة الماضية، بعد أن أرسلت “واشنطن” حاملة الطائرات، (إبراهام لينكولن)، مع عدد من القاذفات ( B-52) إلى الخليج، قبل أن تزرع منظومة صواريخ (باتريوت) الدفاعية في المنطقة.

وباتت العلاقات بين “واشنطن” و”طهران” أكثر توترًا في أعقاب قرار “ترامب”، هذا الشهر، محاولة وقف صادرات “إيران” النفطية تمامًا؛ وتعزيز الوجود الأميركي في الخليج، ردًا على ما قال إنها تهديدات إيرانية.

دليل على محدودية النفوذ الإيراني في العراق..

تعليقًا على التكهنات الخاصة بتراجع النفوذ الإيراني، اعتبرت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية؛ تراجع السياسيين العراقيين عن مسألة إخراج القوات الأميركية، دليلًا على “محدودية النفوذ الإيراني في العراق”، ما يحطم الفرضية الشائعة بأن “بغداد” تابعة لـ”طهران”.

ونشرت المجلة الأميركية، مقالًا للكاتب، “آرون ماجد”، قال فيه إن: “إيران تمارس نفوذًا مهمًا في العراق، إذ في الانتخابات التشريعية عام 2018، فاز حلفاء لإيران ضمن تحالف الفتح، (المظلة النيابية لميليشيات الحشد الشعبي)، بـ 48 مقعدًا – أي ما نسبته 14.6% من مقاعد البرلمان العراقي، لتصبح ثاني أكبر كتلة نيابية، وتسلح إيران الميليشيات الشيعية، التي تقتطع حصة من الاقتصاد العراقي وتتولى الأمن في بعض المناطق؛ حتى بعد هزيمة تنظيم (داعش) فيها”.

الكاتب يضيف أنه: “في أواخر 2018، قام الرئيس الأميركي بزيارة مفاجئة لقاعدة عين الأسد الجوية، وأحتج نواب كتلة (الفتح)، على هذه الزيارة، التي اعتبروها مسًا بالسيادة العراقية، وكثفوا جهودهم لطرد 5200 جندي أميركي لا يزالون في العراق”.

عرقلة مشروع إخراج القوات الأميركية..

موضحًا أنه: “على رغم مطالب إيران وكتلة الفتح، فقد تمت عرقلة تشريع في هذا الصدد بالبرلمان، ورفضت الأحزاب السُنية والكُردية دعم مشروع القانون، الذي دون الحصول على بعض الدعم السُني أو الكُردي، من غير المحتمل أن يتم تبنيه”.

وتعتقد أوساط سياسية وبرلمانية أن رئيس البرلمان، “محمد الحلبوسي”، كان له الدور الحاسم في وأد مشروع قانون إخراج القوات الأميركية، بعد أن قدّمته قوى سياسية إلى البرلمان لقراءته ثم تشريعه، إذ زار الأخير، “واشنطن”، قبل شهرين، وعاد منها مؤكدًا على أهمية بقاء قوات “واشنطن” لمساندة القوات العراقية، وهو ما اعتبر إنقلابًا، حينها، على الاتفاقات التي كانت مع تحالف “الفتح”، المُقرب من “إيران”.

إيران تسعى للمهادنة..

من جانبه؛ قال الخبير الإستراتيجي، “واثق الهاشمي”، إن: “الحراك الذي جرى، خلال الأيام الماضية، بشأن القوات الأميركية كان بسبب ضغوط خارجية على النواب والكتل الداعية لذلك، لكن واقع الحال يؤكد أن هذا التوجه معقد، بشكل كبير، إذ إن الكتل السُنية ترغب ببقاء تلك القوات في مناطقها، فهي ترى أنها عامل توازن، والكتل الكُردية كذلك ترفض مسألة إخراج القوات الأميركية، فضلًا عن نصف الكتل الشيعية ترفض تلك المساعي”.

مضيفًا أن “إيران” تسعى، اليوم، إلى المهادنة، لعدم قدرتها على تمرير هذا التوجه، وحتى هناك رسائل ربما وصلت إلى أطراف عراقية بشأن تخفيض حدة خطاب إنهاء الوجود الأميركي.

ولفت “الهاشمي” إلى أن: “نفوذ إيران في العراق يصل مراحل عميقة وكبيرة، تتعلق حتى بوصول رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والبرلمان إلى مناصبهم، وغير ذلك من المفاصل الأخرى”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب