خاص : ترجمة – بوسي محمد :
عبر المتظاهرون عن غضبهم، يوم السبت الماضي، حيث شارك “ستيف بانون”، كبير مساعدي “ترامب” السابق، في مناظرة حية مثيرة للجدل دافع فيها عن شخصيات سياسية من اليمين المتطرف في “إيطاليا” و”المجر”.
وفي حديثه في “نيويورك”؛ خلال مهرجان “Open Future”، الذي نظمته مجلة (الإيكونوميست)، أشاد مساعد، “دونالد ترامب”، السابق بوزير الداخلية الإيطالي اليميني، “ماتيو سالفيني”، الذي إنخرط في سجال مع “الاتحاد الأوروبي” في وقت يدافع عن تشديد القيود على الهجرة، وبـ”فيكتور أوربان”، رئيس وزراء “المجر” الوطني.
وبرر “بانون” أفعال “أوربان”، الذي وصف اللاجئين بأنهم “غزاة مسلمين”، و”سالفيني”، الذي إتخذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين، وتم اتهامه بالعنصرية، بأنهم يخشون على وطنهم، يحاولون جعل بلادهم أفضل.
وأضاف: “أنا لا أدين على الإطلاق، أوربان، أو ما يفعله، سالفيني، فهم يحاولون بشتى الطرق استعادة سيادات بلدانهم”. ما أثار غضب الجمهور.
وتمت المقابلة بين “بانون” وجمهور حي في “لندن” عبر رابط الفيديو من قبل “زاني مينتون بيدوكس”، رئيس تحرير مجلة (الإيكونوميست)، وأثار المتظاهرون في مكتب “نيويورك” غضبهم من ما رأوه على أنه ترويج للآراء المتطرفة. حيثُ رفعوا لافتات كتب عليها: “لا للتطبيع مع بانون !”، و”بانون العار”.
وقال “أندرو ستروهلين”، مدير الإعلام الأوروبي في “هيومن رايتس ووتش”، عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين العالمي، (تويتر): “بالطبع يتعين على وسائل الإعلام إجراء مقابلات مع شخصيات كريهة في بعض الأحيان، وإذا ما تم ذلك بمهارة بالغة الأهمية، فهذه ببساطة صحافة عادية.. لكن وسائل الإعلام لا تضطر إلى وضع شخصية كريهة على خشبة المسرح، والإعلان عنه، وبيع التذاكر لرؤيته”.
قبل أقل من أسبوعين؛ سرعان ما أُلغيت المظاهرة، من قِبل “بانون”، في “مهرجان نيويوركر”، بعد رد فعل عنيف. وكان رئيس تحرير صحيفة (نيويوركر)، “دافيد ريمنيك”، قد أعلن أنه سيقابل “بانون” أمام جمهور حي “بكل نية لطرح أسئلة صعبة عليه”.
كانت شخصيات بارزة في هوليوود، مثل “غيم كاري”، و”جون مولاني”، و”باتون أوسوالت”، و”غود أباتاو”، من بين أولئك الذين حذروا، عبر صفحاتهم الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، من أنهم سينسحبون من الحدث حال ظهور “بانون” على الساحة.
يُشار إلى أنه، في كانون ثان/يناير الماضي، فقد “بانون” منصبه في موقع (Breitbart News)؛ وتم إقصاؤه من الدائرة الداخلية لـ”ترامب”، بعد أن تم اقتباسه بشكل مكثف في كتاب (Fire and Fury)، لـ”مايكل وولف”، وهو كتاب حارق عن “البيت الأبيض”. وفي الآونة الأخيرة، أعلن “بانون” عن خطط لإنشاء مؤسسة في أوروبا يأمل من خلالها أن يؤجج انتشار الشعوبية اليمينية عبر القارة. وقد وصف الحركة بأنها ستقدم الإقتراع واستهداف البيانات ودعم الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة في انتخابات البرلمان الأوروبي في آيار/مايو المقبل.
وبعد أن فقد وظيفته في “البيت الأبيض”، أنكر “ترامب” معرفته به؛ واصفًا أياه في تدوينه نشرها عبر حسابه الرسمي على (تويتر): “بأنه الرجل الذي فقد عقله”.
لهذه الأسباب.. أعلن المتحدثون انسحابهم من “مهرجان المستقبل” بلندن..
انسحب العديد من المتحدثون من “مهرجان المستقبل المفتوح”، الذي تنظمه (The Economist)، الذي عُقد في 15 أيلول/سبتمبر الحاري، في “هونغ كونغ” و”لندن” و”نيويورك”.
لقد دعت (الإيكونوميست)، جميع المشاركين الذين انسحبوا، لشرح أسبابهم، احترامًا لمواقفهم وقيمة حرية التعبير.
الموسيقار “إيمي” العظيم..
“إيما لي موس”، معروفة باسمها المسرحي “إيمي” العظيم، هي مغنية ومؤلفة أغاني إنكليزية، ولدت في “هونغ كونغ” ونشأت في “بريطانيا”، لقد أصدرت ثلاثة ألبومات استوديو، (الحب الأول)، (الفضيلة) و(الحب الثاني). بررت أسباب انسحابها من “مهرجان المستقبل المفتوح”، قائلة: “مهرجان المستقبل المفتوح؛ هو حدث كنت أتوق إلى رؤيته في هونغ كونغ، وكنت أحلم أن أكون جزءًا منه”.
وأضافت: “عندما قرأت أن، ستيف بانون، سوف يشارك في نيويورك، كان أول ما فكرت به هو “كيف أقنع نفسي بالقيام بهذا الحدث على أي حال ؟”، فأفكاره لا تتفق مع رسالة المهرجان التي تدعو إلى الترابط والإخاء، ولذا لم أستطع أن أقول لنفسي إن ما يحدث في نيويورك لا يؤثر علينا في هونغ كونغ”.
وتابعت: “شعرت بالقلق من أن عدم التكلم سيكون تقاعسًا عن العمل، لأنني سأندم لاحقًا في الحياة، بعد أن تكاثرت أفكاره الخطيرة”.
وأشارت إلى أن “ستيف بانون” متعصّب أبيض، هاجم الحرب في “بحر الصين” الجنوبي، ويسعى الآن لإحداث فوضى في “أوروبا”.
واستطردت قائلة: “شعرت بالإكتئاب عندما قررت مقاطعة مهرجان يتطلع إلى المستقبل، فهو حقًا حدث هام.. لكنني شعرت بالخوف بعد أن علمت أن بانون سوف يحضر المهرجان، لا أريد أن أعيش في خوف، ولا أريد أن أشعر بالضعف.. فكرت في الكراسي المريحة المقرر أن تكون متواجدة في المهرجان للحاضرين، والطاولات ذات المياه الغازية.. لا أريد أن أكون الشخص الذي ساعد ستيف بانون في الحصول على المياه الغازية. أنا لا أريد حتى أن أخدمه”.
“مونيكا راميريز”.. محامية وناشطة اجتماعية..
“كثيرًا ما كنت أتسائل عن سبب عدم امتلاك الصحيفة المحلية المزيد من المحتوى الإعلامي عن العمال الزراعيين في مسقط رأسي.. وإتخاذ مواقف عامة حول القضايا التي تؤثر على عمال المزارع والنساء والأطفال والعديد من الآخرين عبر المجتمعات”. هكذا استهلت “مونيكا راميريز”، محامية وناشطة اجتماعية، حديثها لـ (الإيكونوميست)، التي تبرر فيه سبب انسحابها من “مهرجان لندن المفتوح”.
وأضافت: “عندما أدركت أنني سوف أكون ضمن المتحدثين مع، ستيف بانون، في مناسبة الذكرى السنوية رقم 175 لمهرجان (الإيكونوميست)، مهرجان المستقبل المفتوح، في نيويورك شعرت بالقلق حيال ذلك.. لقد طلبت مني مجلة (الإيكونوميست) التكرم بالكلام عن (TIME’S UP) وعمل العدالة بين الجنسين، الذي كنت أقوم به لسنوات عديدة مع النساء العاملات في المزارع في الولايات المتحدة. لقد تشرفت كثيرًا أن أكون جزءًا من هذه المناقشة، لكني إتخذت قرار الانسحاب عندما علمت أن ستيف بانون سوف يتحدث أيضًا. إن إتخاذ خيار عدم الحديث في حدث مهم للغاية وسيشاهده الكثير من الناس كان قرارًا كبيرًا، لكنه لم يكن صعبًا بالنسبة لي”.
وتابعت: “المعاناة في أعين الأمهات المهاجرات والأطفال الذين تأثروا بأفعال بانون، ناهيك عن الأذى والإيذاء ضد مجموعات أخرى من الأفراد بسبب من هم، وجهات النظر الدينية التي يحملونها والبلدان التي ولدوا فيها، جعلت من السهل جدًا بالنسبة لي الانسحاب. قد يعتقد العديد من الناس في هذا البلد أن النساء العاملات في المزارع أو الناشطة، مثلي، لا يتمتعن بالكثير من القوة. لكن القوة تأتي بأشكال عديدة ويمكن ممارستها بطرق متعددة. من بين هؤلاء، تكمن القوة في القدرة على تقرير متى تتكلم، وأين تتكلم، وتتحدث مع من نتكلم”.