20 أغسطس، 2025 10:27 ص

رغم تراجع نفوذه .. “ترامب” يحاول استهداف “الفرز الأخير” بتظاهر أنصاره وإيقاف “بنس” !

رغم تراجع نفوذه .. “ترامب” يحاول استهداف “الفرز الأخير” بتظاهر أنصاره وإيقاف “بنس” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مازال الرئيس الأميركي المنتهي ولايته، “دونالد ترامب”، يدافع حتى الرمق الأخير عن أحقيته بالفوز برئاسة “أميركا”، فرغم مرور نحو شهرين على إجراء الانتخابات الرئاسية، دعا “ترامب”، مؤيديه، إلى التجمع في “واشنطن”، في السادس من كانون ثان/يناير المقبل، في “محاولة أخيرة” للضغط على “الكونغرس”، من أجل عدم المصادقة على فوز “جو بايدن” في الانتخابات.

ومن المتوقع أن ينزل آلاف المؤيدين لـ”ترامب”، ينتمون لمجموعات مختلفة من كل أنحاء البلاد، إلى شوارع العاصمة الأميركية؛ تأييدًا لتصريحات، يراها مراقبون غير مدعومة بأدلة، لـ”ترامب” عن تزوير انتخابي واسع النطاق، تسبب بحسب رأيه بهزيمته في انتخابات، الثالث من تشرين ثان/نوفمبر 2020.

وحض “ترامب”، في تغريدتين في نهاية الأسبوع الماضي، أنصاره، على المشاركة في التجمع، واصفًا الانتخابات بأنها: “أكبر عملية احتيال في تاريخ أمتنا”.

وكتب الأحد: “أراكم في واشنطن، في السادس من كانون ثان/يناير. لا تفوتوا ذلك”، وفق ما نقلت وكالة (فرانس برس).

مخاوف من أعمال عنف..

وتُثير الدعوة للتجمع؛ مخاوف من أعمال عنف جديدة بعد التظاهرة السابقة المؤيدة لـ”ترامب”، التي شاركت فيها مجموعة “براود بويز”، في 12 كانون أول/ديسمبر الجاري، عندما تعرض خلالها العديد من الأشخاص للطعن، وأوقف فيها عشرات الأشخاص، بحسب (فرانس برس).

ويأمل “ترامب”، على ما يبدو، أن يتمكن المتظاهرون من الضغط على “الكونغرس” لرفض: “الفرز الأخير” لأصوات الهيئة الناخبة للولايات، وقلب نتيجة خسارته الانتخابية.

وأعلنت جماعة “أوقفوا سرقة” (الأصوات)؛ على الإنترنت: “نحن الشعب علينا النزول إلى باحة الكابيتول الأميركي والقول للكونغرس لا تصادقوا” على النتيجة.

“بنس” يترأس “الكونغرس” للمصادقة على الأصوات..

وفي السادس من كانون ثان/يناير 2021؛ يفترض أن يترأس نائب الرئيس، “مايك بنس”، الكونغرس، في المصادقة على أصوات الهيئات الناخبة لكل ولاية، التي تمثل نتائج التصويت الشعبي.

وفي الجلسة المشتركة لـ”مجلس النواب” و”مجلس الشيوخ”، سيقوم “بنس” بقراءة الوثائق الرسمية التي تعلن عدد أصوات الهيئات الناخبة من كل ولاية، ومن ثم يعلن الفائز.

ويفترض أن تكون هذه العملية، كما جرت دائمًا تقريبًا، إجراءً شكليًا.

ونال الديمقراطي، “جو بايدن”، (306) من أصوات كبار الناخبين، فيما حصل “ترامب”، على (232) صوتًا فقط.

وخسرت حملة “ترامب” عشرات الطعون القانونية، في الكثير من الولايات التي تم التشكيك بنتائجها، واعتبر قاض، تلو الآخر، أنها لا تظهر أي دليل على تزوير يُعتد به.

لكن الجلسة يمكن أن تتأخر في حال قدم مشرعون من المجلسين اعتراضات رسمية على أي من تقارير الولايات.

ويضغط “ترامب” وأنصاره، على “بنس”، كي يرفض، بشكل أحادي، عددًا من وثائق الهيئات الناخبة في ولايات مؤيدة لـ”بايدن”، وهي صلاحية يقول خبراء قانون إن “بنس” لا يحظى بها.

دعوى قضائية..

وفي محاولة لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، التي أفضت إلى فوز “جو بايدن”، تقدم النائب الجمهوري في “الكونغرس” الأميركي عن ولاية تكساس، “لوي غومرت”، ومشرعون جمهوريون آخرون، الأحد الماضي، بدعوى قضائية ضد، “مايك بنس”.

وتطلب الدعوى من قاض فيدرالي في ولاية “تكساس”، إلغاء القانون باعتباره غير دستوري، ومنح “بنس” السلطة في اجتماع، 6 كانون ثان/يناير، لإلغاء هزيمة “ترامب” في ولايات كان لها دور حاسم خلال الانتخابات.

وتستند الدعوى القضائية إلى التشكيك في نتائج الانتخابات في “أريزونا وجورجيا وميشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن”، على الرغم من فوز “بايدن” في كل تلك الولايات بهامش مريح.

وتوقع خبراء قانونيون فشل الدعوى، وقالت المحامية، والمرشحة الديمقراطية السابقة لـ”الكونغرس” الأميركي، “غيسيكا إلريتش”، إن القضية: “تبدو محاولة أخيرة بعيدة المنال، من أنصار ترامب لقلب نتائج الانتخابات”.

وأضافت أن القضية: “تدعو إلى تفسير غير مسبوق للدستور. ولكن فيما يتجاوز الأمور الإجرائية، فإن الوقائع الخاصة بالمطالبات خاطئة، ويمكن دحضها بسهولة”.

واستبعدت أن تنظر المحكمة في القضية: “على الرغم من أن القاضي الفيدرالي، غيرمي كيرنودل، الذي سيبت فيها بولاية تكساس، قد عينه ترامب خلال فترته الرئاسية”.

وأكدت المحامية، “إلريتش”، أن: “لنائب الرئيس دورًا محدودًا، خلال جلسة الكونغرس في 6 كانون ثان/يناير، إذ إن جميع الولايات قد تحققت مسبقًا من أصواتها الانتخابية وأقرتها”.

قيادة “البنتاغون” تُعرقل نقل السلطة إلى الإدارة المقبلة !

بالتزامن مع ذلك، قال الرئيس الأميركي المنتخب، “جو بايدن”، إن العديد من وكالات الأمن الوطني تكبدت أضرارًا جسيمة خلال حكم الرئيس الحالي، “دونالد ترامب”، مؤكدًا أن القيادة السياسية: “تضع عقبات” في طريق فريقه.

وخلال إعلانه عن أعضاء فريقه الرقمي المسؤول عن التواصل مع الأميركيين عبر منصات “الإنترنت”، جدد “بايدن” تأكيده أن فريقه الانتقالي لا يحصل على المعلومات التي يحتاجها من إدارة “ترامب”، قائلاً إن: “قيادة (البنتاغون) تُعرقل نقل السلطة إلى الإدارة المقبلة”.

وأضاف: “واجهنا عراقيل من القيادة السياسية لوزارة الدفاع، والحقيقة هي أن العديد من الوكالات التي تعتبر بالغة الأهمية لأمننا تكبدت أضرارا جسيمة”.

وقال “بايدن” إن: “التواصل بشفافية وصدق مع الشعب الأميركي هو أحد أهم مسؤوليات الرئيس.. يتمتع هذا الفريق من الخبراء المتنوعين بخبرة واسعة في الإستراتيجية الرقمية وسيساعد في ربط البيت الأبيض بالشعب الأميركي بطرق جديدة ومبتكرة”.

ويتألف فريق “بايدن” الرقمي من 12 شخصًا، برئاسة “بريندان كوهين”، أما “روب فلاهيرتي”؛ الذي يشغل حاليًا منصب المدير الرقمي لفريق “بايدن” الانتقالي، سيواصل نفس الدور في “البيت الأبيض”.

استعداد لتجاوز فيتو “ترامب”..

على جانب آخر، وبعد الرضوخ للضغط والتوقيع على حزمة التحفيز الاقتصادي المقدّرة بـ 900 مليار دولار لمواجهة تداعيات الأزمة الوبائية، قد يواجه “دونالد ترامب” إحراجًا آخر هذا الأسبوع، في أيامه الرئاسية الأخيرة، إذ يستعد “الكونغرس” لتجاوز (الفيتو) الذي وضعه على قانون الدفاع.

وثمة حاجة إلى غالبية من ثلثي أصوات “مجلس النواب”، الذي يضم 435 عضوًا، و”مجلس الشيوخ”، (100 عضو)، لإسقاط (الفيتو)، الذي فرضه “ترامب”، في حدث سيكون الأول من نوعه خلال ولايته.

وكان مجلسا “النواب”، حيث يسيطر الديموقراطيون، و”الشيوخ”، حيث الغالبية للجمهوريين، أقرا خلال الشهر الحالي موازنة الدفاع بقيمة 740.5 مليار دولار.

وأقرّ بغالبية 335 صوتًا؛ مقابل 78 في “مجلس النواب”، و84 مقابل 13 في “مجلس الشيوخ”.

لكن “ترامب” رفض قانون الدفاع الوطني، لأنه لم يلغ المادة (230)؛ التي توفّر حماية لشركات “الإنترنت”، ولأنه سعى إلى تجريد العديد من القواعد العسكرية الأميركية من أسماء جنرالات قاتلوا من أجل الجنوب، الذي كان مؤيدًا للعبودية خلال الحرب الأهلية الأميركية، (1861 – 65).

ومن المقرر أن يصوّت “مجلس النواب” لإلغاء فيتو “ترامب” في وقت لاحق، الإثنين، وسط تفاؤل الديموقراطيين بأنهم يحوزون على ما يكفي من الدعم الجمهوري للقيام بذلك. وسينظر “مجلس الشيوخ” في المسألة، الثلاثاء.

وكان “ترامب” هدد لأيام بعدم التوقيع على خطة التحفيز الاقتصادي في مواجهة تداعيات الأزمة الوبائية، رغم أن وزير الخزانة في إدارته شارك في صياغتها وحازت دعمًا واسع النطاق من الحزبين في “الكونغرس”.

إنتهاء صلاحية برنامجين للبطالة..

وانتهت صلاحية برنامجين فيدراليين لإعانات البطالة تمت الموافقة عليهما، في آذار/مارس 2020، كجزء من خطة إغاثة أولية لمواجهة تداعيات الأزمة، منتصف ليل السبت، ما أدى إلى قطع المساعدات عن نحو 12 مليون أميركي، حسب تقديرات.

وكان من شأن تهديد “ترامب” أن يقود نحو الإغلاق الحكومي بدءًا، من الثلاثاء، وحرمان ملايين الأميركيين من الإعانات الاقتصادية.

وتراجع “ترامب”، في نهاية المطاف، ووقّع القانون، مساء الأحد، في ناديه الخاص في “فلوريدا” بعيدًا من كاميرات التلفزيون.

وسلط ما جرى الضوء على مدى تراجع الدعم الجمهوري لـ”ترامب”، المستمر عبر (تويتر)، في تناول الانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام الديموقراطي، “جو بايدن”.

تراجع نفوذ “ترامب”..

في مؤشر إلى تراجع نفوذه، نشرت صحيفة (نيويورك بوست)، التي يملكها، “روبرت مردوخ”، وهو واحد من أبرز مؤيدي “ترامب”، مقالة افتتاحية، الأحد، تطلب منه: “إيقاف الجنون”؛ والإقرار بخسارة الانتخابات.

وقالت الصحيفة: “السيّد الرئيس، حان الوقت لإنهاء هذه الكوميديا السوداء”، مضيفة: “نحن نتفهم، السيّد الرئيس، أنك غاضب لأنك خسرت”.

وتابعت: “لكن الاستمرار في هذا الطريق أمر مدمر… إذا كنت مصرًا على قضاء أيامك الأخيرة في المنصب مهددًا بإحراق كل شيء، فهكذا ستُذكر”.

وصباح أمس الأول الإثنين، (بتوقيت واشنطن)، وعلى نحو غير معهود، كانت صفحة “ترامب” بلا منشورات جديدة؛ عندما غادر منتجعه، “مار إيه لاغو”، لجولة أخرى من الغولف في “نادي ترامب الدولي للغولف” غير البعيد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة