رحلة الأمير فيليب من مشرد في شوارع إيطاليا إلى الزواج بالملكة إليزابيث الثانية

رحلة الأمير فيليب من مشرد في شوارع إيطاليا إلى الزواج بالملكة إليزابيث الثانية

اعتلى خبر وفاة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية ودوق إدنبرة عرش مؤشرات محرك البحث العالمي “جوجل”، حيث وافته المنية صباح اليوم عن عمر يناهز الـ100 عامًا، وفيما يلي عرض لأبرز محطات حياته.

طفولة الأمير فليب

ذكر تقرير لـ”بي بي سي”، أن الأمير فليب ولد عام 1921، حيث التقى والده ووالدته في جنازة الملكة فيكتوريا عام 1901، وفي ذلك الوقت كانت جميع دول أوروبا – باستثناء أربع دول – ملكية، وكان أقاربه ينتشرون بين العائلات الملكية في أوروبا.

دمرت الحرب العالمية الأولى بعض البيوت الملكية، لكن العالم الذي ولد فيه فيليب كان لا يزال عالما تعتبر فيه الملكيات هي القاعدة، حيث كان جده ملك اليونان، فيما قُتلت عمته إيلا مع القيصر الروسي، على يد البلاشفة، في إيكاترينبرغ؛ وكانت والدته حفيدة الملكة فيكتوريا، أما شقيقاته الأربع الأكبر سنًا تزوجن من الألمان، فيما حارب فيليب من أجل بريطانيا في البحرية الملكية، ودعمت 3 من شقيقاته بنشاط القضية النازية؛ لم يدعو أيًا منهن لحضور حفل زفافه.

قضى الأمير فيليب طفولة قاسية، حيث نبذ من محل ميلاده وافترق شمل أسرته وتنقل من بلد إلى آخر، فعندما كان يبلغ من العمر عامًا واحدًا، اقتادته مدمرة بريطانية هو وعائلته من منزله في جزيرة كورفو اليونانية بعد أن حكم على والده بالإعدام، ثم انتقل إلى إيطاليا، وهناك قضى واحدة من أولى رحلاته الدولية وهو يزحف على أرضية القطار من مدينة ساحلية إيطالية، أو كما وصفته أخته صوفيا لاحقا بـ”الطفل القذر في القطار المهجور”.

وفي باريس، عاش في منزل مملوك لأحد أقاربه لكنه لم يستقر فيه كثيرًا، ثم دخل مدرسة داخلية في بريطانيا، وتدهورت الصحة العقلية لوالدته، الأميرة أليس، وطلبت اللجوء؛ وذهب والده الأمير أندرو إلى مونت كارلو ليعيش مع عشيقته، ثم تزوجت شقيقاته الأربع وذهبت للعيش في ألمانيا، وفي غضون 10 سنوات، انتقل من أمير اليونان إلى فتى متجول، بلا مأوى، ومفلس وليس لديه من يعتني به.

وفاة الأمير فيليب

شباب الأمير فيليب

التحق الأمير فيليب إلى جوردونستون، وهي مدرسة خاصة على الساحل الشمالي لاسكتلندا، كان فيليب قويًا ومستقلًا وقادرًا على إعالة نفسه؛ لأنه ببساطة كان عليه أن يكون كذلك، وساعدته هذه الفترة في توجيه تلك السمات إلى فلسفة لخدمة المجتمع والعمل الجماعي والمسؤولية واحترام الفرد، وأثارت واحدة من أعظم المشاعر في حياة فيليب وهي حبه للبحر.

تعلم الأمير فيليب الإبحار في جوردونستون، ففي كلية دارتموث البحرية عام 1939، بدأ يتعلم القيادة الحقيقية، وانتفضت رغبته الدافعة في الإنجاز والفوز. ورغم دخوله الكلية في وقت متأخر عن معظم الطلاب العسكريين الآخرين، تخرج على رأس دفعته في عام 1940، وفي تدريب إضافي في بورتسموث، حصل على الدرجة الأولى في أربعة أقسام من أصل خمسة في الامتحانات، ليصبح من أصغر الملازمين في البحرية الملكية.

كان لسلاح البحرية جذورًا عميقة في عائلته، حيث كان جده لأمه رئيس أركان البحرية الملكية، وكان عمه “ديكي” مونتباتن يقود مدمرة فيما كان فيليب يتدرب، وفي الحرب أظهر ليس فقط شجاعة ولكن المكر، وفي هذا الصدد كتب مدير مدرسة جوردونستون كورت هان بإعجاب أن “الأمير فيليب” سوف يترك بصمته في أي مهنة حيث سيتعين عليه إثبات نفسه في تجربة قوة.

الامير فيليب

زواج الأمير فيليب من الملكة إليزابيث الثانية

عندما أجرى الملك جورج السادس جولة في الكلية البحرية برفقة عم فيليب، أحضر معه ابنته الأميرة إليزابيث، وطُلب من فيليب الاعتناء بها، حيث استعرض لها ملعب التنس في أرض الكلية.

كان فيليب واثقًا ووسيمًا وجذابًا، بالإضافة إلى أنه من الدم الملكي حتى وإن كان بلا عرش، فيما كانت ابنة جورج جميلة ومنغلقة قليلًا وجادة بعض الشيء، لكنها في النهاية كانت مغرمة جدًا بفيليب.

تزوج الثنائي في عام 1947، وقضيا عامين شاعريين في مالطا، حيث كان لدى فيليب حبيبته إليزابيث وسفينة يقودها، لكن المرض ثم الوفاة المبكرة للملك جورج السادس أنهى كل ذلك.

جلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش

كان فيليب يدرك ما يعنيه وفاة الملكة لحظة إخباره بالأمر في نزل في كينيا، حيث كان يقوم بجولة في إفريقيا مع الأميرة إليزابيث، أخبر فيليب أولًا بوفاة الملك وقال فارسه مايك باركر: “بدا كما لو أن طنًا من الحجارة قد سقط عليه، وجلس لبعض الوقت على كرسي وغطى بالجريدة رأسه وصدره، إنه يعلم أن أميرته أصبحت الملكة لقد تغير عالمه.

اضطر فيليب حينها التخلي عن وظيفته، وكان يعتذر إذا دخل غرفة بعدها، وفي تتويجها ركع أمامها ويداه محاطتان بيديها وأقسم أن يكون “رجل الحياة” وأن يضحي بأي شيء من أجلها، وكان عليه أن يقبل بألا يحمل أطفاله اسمه مونتباتن.

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة