خاص : حاورته – بوسي محمد :
داخل “مستعمرة الجُزام”، عاش “بشاي”؛ أو “عم راضي جمال”، مع زوجته فترة كبيرة، وكان يعمل على “نصبة شاي” ثم انتقل إلى محافظة القاهرة، وكان يجمع الكراتين ويبيعها لتوفير قوته وأسرته.
بين ليلة وضحاها، تحول “بشاي”، الذي كان يعاني من نظرات الناس الدونية له بسبب مرضه، “الجُزام”، الذي نال من ملامحه وتسبب له في تشوهات، إلى نجم سينمائي، رغم أنه لم يتوافر فيه سمات الفنان الوسيم، فاستطاع بجسده النحيل وملامحه الدقيقة وقامته القصيرة، أن ينافس بفيلمه (يوم الدين) على جائزة “أوسكار” أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية.
يعتز “بشاي” بالفيلم الذي يوثق رحلة عذابه مع المرض مرورًا بنظرات الناس الدونية له نهاية بشفاءه من المرض نهائيًا.
فيلم (يوم الدين)؛ هو أول فيلم روائي طويل بطولة، “راضي جمال” و”أحمد عبدالحفيظ”، وإخراج، “أبوبكر شوقي”، وكان العرض العالمي الأول للفيلم قد أقيم في مهرجان (كان) السينمائي الدولي، بحضور مخرجه “أبوبكر شوقي”، والمنتجة “دينا إمام”، حيث نافس الفيلم على “جائزة السعفة الذهبية”، وفاز بجائزة “فرانسوا شاليه-Francois Chalais”.. مما دفع (كتابات)؛ إلى الالتقاء ببطل الفيلم “راضي جمال” ومحاورته عن تجربته – الإنسانية والسينمائية – الفريدة اللافتة..
(كتابات) : كيف جاء ترشيحك لبطولة فيلم (يوم الدين) ؟
- ذات يوم.. حضر إليَ “ميلاد” صديقي، وأخبرني بأن هناك مخرج سينمائي يُدعى “أبوبكر شوقي” يُريد مقابلتي، فرحبت على الفور وخلال لقائي به، عرض عليَ فكرة الفيلم فوافقت فورًا بلا تردد.
(كتابات) : هل موافقتك على الفيلم جاءت من حبك في التمثيل ؟
- في الحقيقة التمثيل بالنسبة لي كان حلمًا، ولا مرة فكرت فيه، لأنه كان أبعد من الخيال، ولكنني علمت أن الله إذا أراد لعباده شيئًا يسخره له ولو بعد حين حتى وإن وقف العالم بأجمعه ضده.. سر موافقتي على الفيلم يرجع لرسالته الهامة التي يحملها، فإنه لأول مرة يأتي مخرج ويتحدث عن مرضى “الجُزام” ويستشعر بمشاكلهم ومعاناتهم، اعتبر نفسي من الطبقة المهمشة، وأسعد كلما وجدت مخرج أو فنان يسلط الضوء على هذه الطبقات.
(كتابات) : هل واجهت صعوبة أثناء تصوير العمل ؟
- في بداية التصوير فقط.. كان هناك أشخاص اعترضوا على وجودي في الفيلم، ولكن أصرار المخرج والمنتج على وجودي جعلني استمر.
(كتابات) : ذكرت أنك عانيت من نظرات الناس الدونية لك.. حدثنا عن معاناتك مع المرض ؟
- الناس كانوا ينظرون لمرضى “الجُزام” على أنه مرض معدي وينفرون منا، بجانب نظرة الإشمئزاز التي كنت أعاني منها بسبب التشوهات التي تسببها المرض على ملامحي ووجهي.
(كتابات) : هل تعتبر أن الفيلم نصفك أخيرًا ؟
- الفيلم نصفني بالفعل.. يكفي أنه رد ثقتي بنفسي مرة أخرى، وجعلني أمشي مرفوع الرأس وسط أهل قريتي بـ”المنيا” التي عانيت من نظراتهم لسنوات.
(كتابات) : هل كنت تتوقع كل هذا النجاح ؟
- لم أكن أتوقع ولا أتخيل نصف ما حققه الفيلم من نجاح.. وأدين بالفضل في هذا، بعد الله سبحانه وتعالى، إلى المخرج المصري “أبوبكر شوقي” مخرج العمل والمنتجة “دينا إمام”.
(كتابات) : أعلم أنك أُمي لا تقرأ ولا تكتب.. كيف كنت تحفظ النص ؟
- كان يتم تحفيظي المشهد قبل تصويره، وكنت أنفذ ما يقوله لي المخرج.
(كتابات) : قصة الفيلم تتحدث عن تجربتك مع المرض ؟
- هناك مشاهد في الفيلم من واقع حياتي، ولكن ليس بأكمله يدور حول تجربتي، لكنها تشبه الكثير ممن يعيشون معي في “المستعمرة”.
(كتابات) : بعد شفائك من المرض.. لماذا لم تعيش بعيدًا عن “المستعمرة” ؟
- قررت العيش فيها وتقديم العون للمرضى والعاملين هناك، العيش خارج “المستعمرة” عذاب، كنت أكره نظرة الأشخاص لي.
(كتابات) : من الممكن أن نرى “عم راضي” في عمل سينمائي آخر ؟
- أتمنى ذلك.. أحببت التمثيل.
(كتابات) : صف لنا شعورك عندما تم ترشيح الفيلم لـ”الأوسكار” ؟
- أشعر بسعادة عارمة، وأنني قد لمست النجوم بأصابعي، ما يحدث لي حلم لم أصدقه حتى الآن.