تداعيات سقوط الطائرة الروسية .. تسليم “إس-300” الروسية لسوريا يرعب “إسرائيل” !

تداعيات سقوط الطائرة الروسية .. تسليم “إس-300” الروسية لسوريا يرعب “إسرائيل” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

منذ إعلان وزير الدفاع الروسي، “سيرغي شويغو”، أن بلاده ستسلم منظومات الدفاع الجوي (إس-300) إلى “سوريا” خلال أسبوعين، والتوتر يسود دوائر الحكم الإسرائيلية والأميركية، وذلك على خلفية سقوط الطائرة (إيل-20) في الأجواء السورية، والتي أعلنت “موسكو” المسؤولية الإسرائيلية عنها بسبب خداعهم لهم.

ورغم التطمينات الروسية لـ”إسرائيل”؛ بعدم توجيه المنظومة ضدها، إلا أن التقارير الإعلامية تؤكد عكس ذلك، وكان من بين التقارير التي تؤكد ذلك ما نقلته وكالة أنباء (نوفوستي) الروسية عن الخبير العسكري، “إيغور كوروتشينكو”، قوله أن قرار توريد هذه المنظومات لسوريا “يمثل ردًا مناسبًا تمامًا” على تصرفات “إسرائيل” التي تتحمل مسؤولية تحطم طائرة (إيل-20) الروسية، مؤكدًا على أنه من المهم عدم السماح لـ”إسرائيل” باستهداف الطائرات أو السفن التي ستنقل هذه المنظومات إلى “سوريا”، وهو احتمال لا يمكن استبعاده.

وكان من المفترض أن تتسلم “سوريا” دفعة من منظومات (إس-300)، في عام 2010، غير أن الجانب الروسي علق، آنذاك، توريدها بطلب من “تل أبيب”.

من ناحيته؛ أشار وزير الدفاع الروسي، “سيرغي شويغو”، إلى أن “روسيا” جمدت، في عام 2013، خطة تسليم المنظومات إلى “سوريا” بطلب من الجانب الإسرائيلي، وقال إن الوضع “تغير اليوم، وليس بذنبنا”.

إسرائيل تسببت في إسقاط الطائرة..

وكان الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، قد أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن “تل أبيب” هي المتسبب الرئيس في إسقاط طائرة (إيل-20) الروسية، قبل أيام، في الأجواء السورية، بحسب بيان صادر عن “الكرملين”.

وقد اتهمت “روسيا”، إسرائيل، بأن مقاتلات (إف-16)، التابعة لسلاحها الجوي، استخدمت الطائرة (إيل-20) كغطاء ضد الصواريخ السورية المضادة للطيران.

يشار إلى أنّ منظومة (إس-200) الدفاعية الجوية، التابعة للنظام السوري، أسقطت في 17 أيلول/سبتمبر الجاري، طائرة عسكرية روسية من طراز (إيل-20) مما أدّى إلى مقتل 15 عسكريًا روسيًا كانوا على متنها.

تصعيد خطير..

وأعلنت “أميركا” و”إسرائيل” مخاوفهما من هذه الخطوة، حيث قال مستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، الاثنين الماضي، إن خطط “روسيا” لتزويد “سوريا” بنظام (أس-300) الصاروخي ستمثل “تصعيدًا خطيرًا” من جانب “موسكو”، وأعرب عن أمله في أن تعيد الحكومة الروسية النظر في المسألة.

وأضاف أنه: “ينبغي ألا يكون هناك أي لبس في ذلك… الطرف المسؤول عن الهجمات في سوريا ولبنان، وهو طرف مسؤول حقًا عن إسقاط الطائرة الروسية، هو إيران”.

ستواصل الدفاع عن نفسها..

كما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، من تسليم “دمشق” أنظمة دفاع متطورة، وسط خلاف حول إسقاط طائرة عسكرية روسية في “سوريا”.

وكتب “عوفير غينديلمان”، المتحدث باسم “نتانياهو”، على (تويتر) بعد اتصال بين الزعيمين: “قال رئيس الوزراء نتانياهو إن نقل أنظمة أسلحة متطورة إلى أيدِ غير مسؤولة؛ سيزيد من الأخطار في المنطقة”. وأضاف: أن “إسرائيل ستواصل الدفاع عن أمنها ومصالحها”.

حماية للأجواء السورية من العدوان الإسرائيلي..

ومع توالي ردود الأفعال الإسرائيلية؛ تتصاعد التحليلات، فقد قال المحلل السياسي الروسي، “أندريه ستيبانوف”، إنه لا تشكيك في هذا الأمر لأنه متفق عليه منذ ثمان سنوات، ولكن إلحاح “إسرائيل” طوال هذه الفترة كان عائقًا أمام إتمامها، والآن الوضع تغير تمامًا.

وأكد “ستيبانوف” على أن الغرض من هذا الإجراء، المزمع تنفيذه بعد أسبوعين، هو حماية الأجواء السورية والعسكريين الروس من العدوان الإسرائيلي.

وأردف “ستيبانوف” قائلاً إن أجهزة التشويش وصلت بالفعل إلى “سوريا” لعرقلة الاتصالات فوق الأجواء السورية.

وحول المزيد من الإجراءات التي ربما تتخذها “وزارة الدفاع الروسية” في حال الضرورة، أشار “ستيبانوف” إلى أنه إذا تكرر “التهديد الإسرائيلي” فسوف تضطر “روسيا” لاستخدام أنظمة أكثر تطورًا؛ كصواريخ (إس-400).

ردع إسرائيل ..

من جهته؛ قال مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، “سمير غطاس”: “إن الحدث التكتيكي بإسقاط الطائرة الروسية، (إيل-20)، في سوريا تحول إلى منعطف إستراتيجي هام؛ ربما يردع إسرائيل عن القيام بما أسماه العربدة المطلقة في الأجواء السورية كما كان يحدث في السابق”.

وأشار “غطاس” إلى الانتظار لرؤية ما إذا كانت “إسرائيل” ستتحدى المتغيرات الجديدة التي حدثت في “سوريا” بإدخال منظومات دفاع جوي جديدة، بالإضافة إلى أنظمة تشويش على الاتصالات الإلكترونية من الممكن أن ينقل المنطقة إلى منعطف آخر ليس من مصلحة “إسرائيل” اختراقه، فقواعد اللعبة تغيرت كثيرًا بوجود “روسيا” في “سوريا”.

وأعرب “غطاس” عن اعتقاده بأن “إسرائيل” لا تناطح “روسيا”، لأن “روسيا” ليست فقط قوة عسكرية كبيرة، وإنما تمتلك أوراقًا إستراتيجية أخرى كثيرة تستطيع أن تردع بها “إسرائيل”، إذا ما حاولت “إسرائيل” كسر حالة التوازن الجديدة التي خلقتها “روسيا”.

تحاول إبتزاز إسرائيل في ملفات متعددة..

فيما أكد الخبير العسكري، اللواء “فايز الدوري”، على أن “روسيا”، بهذه السياسة، بدأت تحاول إبتزاز “إسرائيل” في أكثر من ملف على حساب الملف الداخلي، مشيرًا إلى “تغير المعادلة، فوصول منظومة (أس-300) وتسلمها خلال أسبوعين يعني بديهيًا أن من يشغلها هم الروس وليس السوريون، الضباط السوريون تدربوا قبل سنوات، لكن معظمهم أصبحوا خارج الخدمة، أو انشقوا عن النظام أو قتلوا أثناء الثورة، ولا يمكن إعداد فريق جديد يدير هذه المنظومة المعقدة خلال أسبوعين، والأهم من ذلك هو قوة التحكم والقيادة والسيطرة واستخدام عمليات التشويش على أي طائرات آتية من ناحية البحر المتوسط، يعني أن روسيا سترمي بثقلها من حيث استخدام هذه المعدات، وهذا سيحد فعلاً من حرية الاستخدام”.

وحسب الخبير العسكري: “فإن لدى إسرائيل وسائل بديلة للرد، من أهمها استخدام طائرات الشبح (أف-35)، والتي لم تثبت حتى هذه اللحظة فاعلية صواريخ (إس-300) ضدها، إنما فاعليتها ضد الطائرات التقليدية (أف-15) و(أف-16)”.

مخاوف على الأمن القومي الإسرائيلي..

وقال كاتب إسرائيلي في صحيفة (معاريف) العبرية، إن أزمة الطائرة الروسية خطيرة وعميقة وستؤثر على الأمن القومي الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن أزمة الطائرة الروسية تسببت في وقوع أزمة خطيرة وعميقة بين “إسرائيل” و”روسيا”، وبأن نصب بطاريات (إس-300) الروسية سيزيد من هذه الخطورة، رغم أنه لن يعرقل عمل المقاتلات الإسرائيلية في “سوريا”.

وأكدت الصحيفة العبرية أن زيارة قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال “عميقام نوركين”، لم تأت بنتيجة مرضية لـ”إسرائيل”، وبأنها غير مؤثرة، وبأن حرية العمل للمقاتلات الإسرائيلية في السماء السورية أمر مهم للغاية.

تأثير محدود..

وقالت صحيفة (هاأريتس) الإسرائيلية؛ إن “حصول الأسد على المنظومة؛ مصدر قلق لإسرائيل، لكن سيكون تأثيرها على عمليات الطيران الإسرائيلي محدودًا”.

وحسب الصحيفة؛ فإن “روسيا” سبق أن نشرت منظومة (أس-300) و(أس-400) الأحدث في ترسانتها في “سوريا”، منذ 2016، لحماية طيرانها وقواعدها في “سوريا”.

ما هي صواريخ “إس-300” ؟

و(إس-300)؛ هي منظومة صواريخ مضادة للجو متوسطة المدى ومخصصة لحماية مواقع إستراتيجية، وتحظى المنظومة بإقبال كبير في السوق العالمية.

ومنظومة (إس-300) حاليًا في وضع قتالي لدى 20 دولة في العالم، منها “بيلاروس، كازاخستان، أذربيغان، أرمينيا، أوكرانيا، الصين، فيتنام، فنزويلا”.

وتاريخ توريد منظومة (إس-300)، لـ”سوريا”، يعود للعام 2010، حينما وقعت “روسيا” اتفاقًا لتوريد 4 منظومات (إس-300) لـ”سوريا”، وفي إطار الاتفاق قامت “دمشق” بتسديد مئات الملايين من الدولارات كدفعة مقدمة للصفقة.

إلا أن الصفقة لم تتم، إذ أعلنت “موسكو”، في أيلول/سبتمبر 2010، تعليق توريد المنظومة لـ”دمشق”، وصرح الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، لوكالة (أسوشيتد برس)، في 2013، بأن الاتفاق نُفذ بشكل جزئي، حيث تم توريد أجزاء معينة من المنظومة لـ”سوريا”.

وفي أيلول/سبتمبر 2015، نقلت صحيفة (كوميرسانت) عن مصدر عسكري روسي، أنه تم الاتفاق مع “دمشق” على توريد ناقلات جند مدرعة من طراز (بي. تي. أر-80)؛ عوضًا عن منظومات (إس-300) التي كان يفترض توريدها.

ووفقًا لمصادر غير رسمية؛ فإن سعر منظومة (إس-300. بي. أم. أو-2) يبلغ في السوق الدولية حوالي 250 مليون دولار للكتيبة.

وبدأ تصنيع (إس-300) على دفعات، في سنة 1975، وإنتهى اختبار المجمع في عام 1978، ودخلت المنظومة حيز الاستخدام في عام 1979. وشهدت تطويرات عدة، منذ ذاك الوقت، آخرها في 1997، حيث أطلق عليها (إس-300. بي. أم. أو. فافوريت).

وتعتبر أحدث نماذج (أس-300) من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدمًا، وهو قادر على التصدي لصواريخ (باليستية) التي لا تتجاوز سرعتها 4500 متر في الثانية.

وتتضمن الكتيبة الواحدة، من هذه المنظومة، رادارًا بعيد المدى لاكتشاف الأهداف المعادية، وعربة قيادة تقوم بتحليل البيانات، وست عربات تعمل كمنصات إطلاق للصواريخ، (كل عربة تحمل ستة صواريخ)، ورادارًا قصير المدى يقوم بتتبع الأهداف وتوجيه الصواريخ نحوها.

ويمكن لمنظمة (إس-300) أن يتعامل مع 24 طائرة أو 16 صاروخًا باليستيًا؛ حتى مسافة 250 كيلومترًا، في وقت واحد.

ويتم إطلاق صاروخين على كل هدف بفارق زمني لا يتجاوز 3 ثوان. ولا يستغرق وضع الكتيبة في وضع الاشتباك والتعامل مع الأهداف المعادية أكثر من 5 دقائق عندما تكون في حالة الحركة، وهو وقت قصير إلى حد بعيد.

وقالت وكالة (رويترز)، عام 2015، إن الطيارين الإسرائيليين تدربوا على كيفية التعامل مع منظومة الدفاع الجوي (أس-300). ونقلت الوكالة عن مصادر لم تسمها إن المنظومة التي اشترتها “قبرص”، قبل 18 عامًا، ومقرها في “جزيرة كريت”، قد تم تشغيلها أثناء المناورات الجوية المشتركة بين الطيران الإسرائيلي واليوناني.

وقد سمح تشغيل المنظومة للطيارين الإسرائيليين معرفة طريقة عمل رادار التعقب في منظومة (أس-300) للأهداف المعادية والتعامل معها وجمع معلومات عن الرادار المتقدم للمنظومة وكيفية التحايل عليه.

وحسب الوكالة الإخبارية؛ طلبت “الولايات المتحدة”، من “اليونان”، تشغيل (أس-300) مرة واحدة على الأقل لهذا الغرض، لكن لا يعرف ما إذا كانت “إسرائيل” أطلعت حلفاءها على ما توصلت إليه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة