20 أبريل، 2024 7:56 ص
Search
Close this search box.

مسببات الحرب تُطبخ على نار هادئة .. “إسرائيل” تسعى لضم أراضي عربية جديدة لتأمين دولتها الكبرى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

كل المؤشرات والمعطيات السياسية والأمنية والعسكرية، بل وإن شئت قل الاقتصادية، تشي بأن ثمة معركة كبرى تتجهز في الخفاء بحدود ممتدة بين “العراق” و”سوريا”.. تقرع طبولها إذا ما استمر التصعيد العميق من أطراف تلك المعركة..

غير مقبول بالتمدد الإيراني..

فلا “إسرائيل”، الحالمة دائمًا بمنطقة واسعة التمدد تؤمن لها ولمواطنيها حدودها، ستقبل بالتمدد الإيراني على بُعد كيلومترات قليلة منها في الأراضي السورية؛ ولا بنقل أسلحة متطورة أبعد قليلا في “العراق”، ولا هي نفسها ستسمح بإمداد ذراع “إيران” الطولى في “لبنان حزب الله” بأسلحة قادرة على تعريض أمنها للخطر، وتلك عقيدة راسخة لدى “جيش الدفاع الإسرائيلي” لا تقبل التغيير..

تمهيد الأرض بدعم الأكراد وإفقار لبنان..

وعلى الأرض تصاعدت أخيرًا نبرة أخرى وجدها أصحابها أفضل الفرص للإقتناص؛ كي يُفرض النفوذ الروسي أكثر وأكثر في “سوريا”، تهيأت لها الأسباب بإسقاط طائرة روسية قتل على متنها 15 عسكريًا فوق سماء “سوريا” !

كلها أمور تمهد الأرض لـ”الدولة الإسرائيلية” كي تتمدد، دفاعًا عن أمنها القومي بعمق يمنع أي تهديدات مستقبلية، وفي تلك الدولة ستستعين بحلفائها “الأكراد” الذين خذلتهم “بغداد” وطردتهم من “كركوك” شر طردة، وكذلك أكراد شمال “سوريا”؛ ولا مانع من معاداة “تركيا” وإفقار “لبنان” وإدخاله دوامة العوز الاقتصادي وارتفاعات كبيرة في أسعار السلع كي يزداد الغضب في وجه “حزب الله”، خاصة وأن “إسرائيل” أعلنتها أنه في الحرب القادمة سيتم اعتبار كل “لبنان” في حالة عداء وليس فقط “حزب الله” !

ما حدث قبل 51 عامًا.. تقريبًا يتكرر !

وهنا علينا أن نحلل تلك الجملة التي قالها أكبر رأس في “إسرائيل”، رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، في كلمته بـ”مؤتمر ميونيخ”، في شباط/فبراير 2018، بأنه إذا تعرض “أمن إسرائيل” للخطر أو أي هجوم فإن “تل أبيب” ستعالج “التهديد الإيراني” بكامله – على مستوى المنطقة، وليس فقط في “سوريا”، وهي كلمات تكفي لتؤكد على أن ثمة ما يتجهز للتخلص من “التهديد الإيراني” ولو تكلف ما تكلف بضم أراضي جديدة وإزاحة أي وجود لميليشيات أو قوات معادية – من وجهة نظر “إسرائيل” – عليها !

فقبل نحو 51 عامًا، وتحديدًا مع حلول عام 1967، قالت “إسرائيل” وقتها إنها ستضطر لعلاج “التهديد العربي” بالكامل الذي رأت فيه أنه أكبر تهديدًا عليها وفعلت، فكان أن تمددت في الخامس من حزيران/يونيو فيما عرف بـ”حرب الأيام الستة”، عند “إسرائيل”، وبـ”النكسة” عند العرب؛ إذ ضمت إلى حدود دولتها “الجولان” السورية و”الضفة الغربية” الأردنية و”قطاع غزة” و”سيناء” المصرية.

إيران ذريعة التمدد الجديدة..

نعم نجحت “إسرائيل” في التمدد وقتها، واليوم الذريعة الأكبر للتمدد الجديد تهديد يرفض تواجده “الحلفاء العرب” قبل “إسرائيل” نفسها، ألا وهو “إيران” بنظامها الإسلامي الذي يرى فيه حكام الخليج؛ وتحديدًا “السعودية والإمارات”، خطرًا على ممالكهم وتشاركهم في تلك المخاوف “إسرائيل”، التي أصبحت “إيران” قاب قوسين أو أدنى منها بقواتها وقواعدها غير المعلنة في “سوريا والعراق ولبنان” !

انتشار إسرائيلي بدعم عربي !

وما يختلف اليوم في تلك الحرب القريبة أن العرب سيقدمون الدعم الكامل لـ”إسرائيل” ومن ورائها “أميركا” – ولو بغير علانية – من خلال استخدام القواعد وفتح الأجواء والممرات الجوية أمام “تل أبيب” و”واشنطن” لتوجيه ضربات إستراتيجية تهز “إيران”، على أن تكون الخطوة التالية تمكين والتعاون مع كل من حاربتهم “طهران” والأنظمة الشمولية في المنطقة !

روسيا على خط المواجهة..

السيناريو المحتمل لاستهداف “إيران”؛ سيمتد وسيأخذ بعدًا أكبر بعد دخول “روسيا” على الخط وإصرارها على منح “سوريا” منظومة الدفاع الجوي المتطورة، (إس-300)، وهو ما تعارضه “إسرائيل” جملة وتفصيلا، الأمر الذي دفع بمستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، للتصريح علانية بأن “واشنطن” لن تسمح بتهديد أمنها القومي، والمقصود هنا “إسرائيل”، وأن تسليم تلك المنظومة خطأ فادح لن تغض “واشنطن” الطرف عنه.

لكن المؤكد أن التصعيد الروسي بات واضحًا، فلم تكتف “موسكو” بإغلاق المجال الجوي في “سوريا” وتعزيز أمن قواتها المنتشرة فيها، كرد على إسقاط طائرتها أثناء قصف مواقع في “مدينة اللاذقية” السورية، في نهاية الأسبوع الثالث من أيلول/سبتمبر 2018.

الدولة العظمى راحت أبعد من ذلك بتنفيذ ما يخاف منه الجميع، والمقصود هنا إعلان “وزارة الدفاع الروسية” تسليم قوات الرئيس السوري، “بشار الأسد”، منظومة (S300)، للدفاع الجوي الروسية إلى “دمشق” خلال أسبوعين، وهي الصفقة التي استماتت “إسرائيل” لمنعها، لدرجة تطلبت من “نتانياهو” إجراء زيارة عاجلة إلى “موسكو” لتحقيق ذلك وكان له ما أراد.

صواريخ “S-300 موجهة لمن يحاول استهداف “سوريا”..

هذه الصواريخ ليست موجهة ضد دولة ثالثة، هذا ما أكده، “ديمتري بيسكوف”، المتحدث باسم “الكرملين”، في مؤتمر صحافي ردًا على سؤال عن إتجاه العلاقة مع “إسرائيل” بعد قرار تسليم الصواريخ لـ”سوريا”، وهو ما يعني أن أي محاولة لاختراق السماء السورية من قِبل “إسرائيل” سيتم التصدي لها !

كلها خطوات تتجه إلى التصعيد، فـ”إسرائيل”، ومعها “أميركا”، لا يمكنهما القبول بأسلحة تعيق استهدافها للتحركات الإيرانية على الأرض السورية، وهو ما يؤكد على أن ثمة استعدادات عسكرية تُطبخ في الكواليس على “نار هادئة” !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب