في دفع خطير باتجاه تصعيد الموقف السياسي والطائفي في العراق فقد نظمت السلطات اليوم مظاهرات من خلال ارغام المواطنين الى الخروج بتظاهرات للمطالبة بأعدام نائب الرئيس طارق الهاشمي في وقت حذر رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي العراقيين من اقتتال طائفي.
فقد دفعت الحكومة العراقية باعضاء حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي الى تحريض المواطنين وارغامهم على الخروج في تظاهرات مؤيدة له وتطالب باعدام الهاشمي مقابل الهاشمي وحمايته وذلك من خلال وقفات امام مبنى المحافظة في بعقوبة.
وكان مجلس القضاء الاعلى اصدر مذكرة قبض بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ومنعه من السفر كما عرضت وزارة الداخلية اعترافات لافراد من حماية الهاشمي بتنفيذ سلسلة من العمليات المسلحة استهدفت عناصر امنية وموظفين حكوميين وزوارا للعتبات المقدسة.
وكان أحد مرافقي نائب الرئيس طارق الهاشمي اعترف أن الأخير كلفه وصديقه شخصيا بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير في عدد من مناطق بغداد مقابل مبالغ مالية.
ومن جهته فقد حذر رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي من خطر النزوع الطائفي على المكونات العراقية. وكان أحد مرافقي نائب الرئيس طارق الهاشمي اعترف أن الأخير كلفه وصديقه شخصيا بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير في عدد من مناطق بغداد مقابل مبالغ مالية.
واشار الى تداعيات خطيرة على المكونات العراقية نتيجة ما قال انه نزوع للخطاب الطائفي طبع ما قدمته السلطات لاعترافات عدد من افراد حماية نائب الرئيس طارق الهاشمي الامر الذي ترك تأثيرات عميقة على نفوس الناس والمجموعات الاثنية المختلفة ورسمت ملاحمها تقويضا وتشكيكا واضحا لاستقلال القضاء وهيبته.
واضاف النجيفي في بيان اليوم موجه الى العراقيين والشركاء السياسيين في الحكومة ومجلس النواب أنه في الوقت الذي تعيش فيه البلاد مناخات الانسحاب الاميركي ومقاومة ارتدادات وانعكاسات التطورات الاقليمية وبعض دول الجوار العراقي تشتد التحديات وتزداد ضراوتها وخطورتها على البلاد من الخارج والداخل معا وحيث “يشتغل العابثون وذوو النيات السود على اشاعة الفرقة في ما بيننا لتحويل الوطن والشعب الواحد الى شعوب متنابزة بالثارات والانتقام”.
واشار الى انه “مع تصاعد رغبة الرموز الصادقة ودعواتهم الكريمة وبنوايا طيبة لطرح المزيد من المبادرات ومواثيق الوئام الوطني من اجل تكريس الشراكة الحقيقية وترسيخ المصالحة الوطنية حملت الينا ثنايا الاعترافات التي ظهرت على شاشة تلفاز العراقية لبعض من حمايات نائب رئيس الجمهورية الاستاذ طارق الهاشمي سيناريو النزوع الواضح نحو اشاعة الريب والظنون في ما بيننا وطبعت بصمات صريحة للخطاب الطائفي وترويجه مما تركت نتائجها تأثيرات عميقة الاثر على نفوس الناس والمجوعات الاثنية المختلفة ورسمت ملاحمها تقويضا وتشكيكا واضحا لاستقلال القضاء وهيبته”.
وحذر من ان مثل هذه الممارسات تطرح الدعوات لاجراء تحقيق نزيه ومهني شفاف وفحص ونقاش موضوعي في غاية الاهمية مع ضرورة تشكيل لجنة مشتركة تمثل كافة الكتل والفعاليات السياسية للإشراف على مراحل التحقيق”. ودعا “من خلال مسؤوليته الدستورية كرئيس لمجلس النواب الى نبذ التحازز العرقي والطائفي ووأد أي مسار ينطوي على مفهوم عدائي او انتقامي والابتعاد عن كل ما يدعو الى التباغض في أي شأن من شؤون الحياة واعتبار التلاحم الوطني هو القاعدة الاساسية لبناء حاضر ومستقبل هذا البلد”.
وشدد النجيفي على ضرورة الخروج من التقوقعات الحزبية والفئوية والطائفية والعرقية وثقافاتها التجزيئية الى فضاء الوطن الواحد والشعب الواحد مطالبا الكتل السياسية الى تأكيد دعمها الكامل لعقد مؤتمر وطني عام في وقت تتعرض فيه العملية السياسية الى هزات عنيفة وصدمات خطيرة ليست محمودة العواقب.
وكانت القناة الحكومية “العراقية” عرضت الليلة الماضية اعترافات شخصين قالت انهما من حماية نائب الرئيس طارق الهاشمي الذي اصدرت السلطات امرا بالقاء القبض عليه بتهمة الارهاب، حيث قال احدهما ان الهاشمي كلفهما شخصيا بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير في عدد من مناطق بغداد مقابل مبالغ مالية.
واوضح احمد عبد الكريم محمد الذي قال انه ينتمي للحزب الاسلامي والجيش الاسلامي واكمل دورة في تركيا لحماية الشخصيات وعمل مع الهاشمي الذي اوضح انه التقاه عن طريق سكرتيره احمد قحطان الذي هو زوج ابنة الهاشمي وكلفه بمهمة تفجير عبوة ناسفة شرقي بغداد بعد استلامهم لعبوة من منزل تابع للهاشمي في منطقة اليرموك عام 2007 استهدفت مدير عام صحة الرصافة، وادعى ان الهاشمي منحه ثلاثة الاف دولار كما اعترف باغتيال حماية وزير النقل الحالي ورئيس منظمة بدر هادي العامري.
واشار الى ان الهاشمي قد هدده اما ان يقوم بهذه العمليات او يتعرض للتصفية موضحا انه استلم ثلاثة الاف دولار عن كل مهمة قام بها باستثناء واحدة لم يتم منحه بعد تنفيذها اي مبلغ.
دعت القائمة العراقية الى نقل التحقيقات حول الاتهامات الموجهة الى الهاشمي بالضلوع في عمليات ارهابية الى لجنة مستقلة في اقليم كردستان العراق.
واثر ذلك الناطق البرلماني باسم القائمة العراقية سلمان الجميلي بالاعترافات التي عرضتها الحكومة العراقية وقال إن الجميع يعرف كيف تنتزع الاعترافات في السجون العراقية مشيرا الى ان القائمة سترضى بالنتائج التي ستسفر عن التحقيقات في اقليم كردستان. وعبر عن استيائه واستغرابه من اظهار مفردات طائفية ادلى بها المعتقلون في التلفزيون الحكومي متسائلا عن الدوافع الحقيقية لذلك.