بعد عزله عن الإعلام الأميركي .. إدارة “ترامب” ترتعب من دبلوماسية “ظريف” !

بعد عزله عن الإعلام الأميركي .. إدارة “ترامب” ترتعب من دبلوماسية “ظريف” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“أريد الحديث إلى الإعلام الإيراني”.. بهذه الكلمات علق، “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، على زيارة نظيره الإيراني، “محمد جواد ظريف”، الأخيرة إلى “نيويورك”.

ويعمل المسؤولون الأميركيون، هذه المرة، على تطبيق سيناريو جديد، (بعد فشل محاولة فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني، والمساعي الأميركية للحيلولة دون التقدم الإيراني على مستوى الدبلوماسية العامة)، يقضي بإشاعة الأنباء عن تقييد حركة وزير الخارجية الإيراني في “نيويورك”؛ ومنعه من الحديث إلى وسائل الإعلام الأميركية.

وفي حديثه إلى صحيفة (واشنطن بوست)، تطرق “مايك بومبيو”؛ للحديث عن زيارة، “محمد جواد ظريف”، إلى “نيويورك”، وقال: “بموجب إلتزامها بالقوانين الدولية؛ سوف تمنح الولايات المتحدة للسيد، ظريف، والوفد المرافق تأشيرة دخول نيويورك مع تقييد تحركاتهم داخل المدينة، ولا يسمح للوزير الإيراني والوفد المرافق بالتردد إلا على ثلاثة أماكن؛ هي مقر الأمم المتحدة، ومحل الإقامة، ومنزل السفير الإيراني في الأمم المتحدة”.

وأضاف: “لا يجب أن يكون بمقدور الإيرانيين التجول في نيويورك؛ كما لا يمكن للدبلوماسيين الأميركيين التجول في طهران، وهذا تفضل من الإدارة الأميركية أن تتيح للمسؤولين الإيرانيين إمكانية التجول بموجب قوانين الأمم المتحدة”.

وعبر الوزير الأميركي عن خوفه من حديث نظيره الإيراني للإعلام الأميركي، وأكد على استغلال وزير الخارجية الإيراني حرية الرأي في “الولايات المتحدة” ضد الإدارة الأميركي، وأنه لو عرض عليه الحديث إلى الإعلام الإيراني فسوف يوافق على الفور.

وأدعى: “حينها سوف أقول للإيرانيين فكروا بهم جيدًا. نحن ندعم الشعب الإيراني ونعلم أن نظام الجمهورية الإيرانية لا يعمل لصالح الشعب”.

وتعليقًا على شروط الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، للتفاوض مع “الولايات المتحدة الأميركية”، قال: “الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إتخذ قرارًا نهائيًا بهذا الشأن، وهو يعتقد، وأنا كذلك، أن مسار الإدارة الأميركية السابقة، والرئيس، باراك أوباما، كان كارثيًا”. بحسب ما نقلته صحيفة (آرمان) الإيرانية الإصلاحية.

رعب الأميركيين من “ظريف” !

بذلت الإدارة الأميركية كل جهودها في سبيل حشد المجتمع الدولي ضد “إيران”. وقد إتخذ الأميركيون قرارًا بفرض العزلة على “إيران” في الجبهتين السياسية والاقتصادية بتطبيق المزيد من العقوبات من جهة؛ والمشاورات الدبلوماسية مع الدول الأخرى من جهة أخرى.

والسبيل الوحيد لمواجهة تلكم السياسات العدائية؛ يكمن أولاً: في استمرار المفاوضات مع مسؤولين الدول الأخرى لإقناعهم بأحقية “إيران” وعدم التماهي مع “الولايات المتحدة”. ثانيًا: الاستفادة من الدبلوماسية العامة والحديث المباشر إلى شعوب العالم؛ وحثهم على الحيلولة دون مضاعفة الضغوط على “الجمهورية الإيرانية” عبر الضغط على مسؤوليهم.

والدبلوماسية العامة لا تحتاج إلى الكثير من الأدوات، لكنها لن تؤدي إلى نتائج بدون التخصص والذكاء والإلمام الإعلامي الصحيح.

ولم تكن الدبلوماسية العامة معهودة في “إيران” قديمًا، وبخاصة خلال الحكومات التاسعة والعاشرة. وإلى الآن لا تُطبق هذه الدبلوماسية بشكل منهجي في “إيران”، ولكن فقط، “محمد جواد ظريف”، يتبنى سياسية الدبلوماسية العامة داخل “وزارة الخارجية”؛ بما لديه من إلمام صحيح بالمتطلبات الراهنة ووسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية.

وهو يزور منفردًا، “الولايات المتحدة الأميركية”، ويجلس إلى وسائل الإعلام الأميركية ويثير، بمنطقه وقدرته الكلامية، فزع فريق السياسة الخارجية لإدارة، “دونالد ترامب”.

وهو لا يملك أدوات أو إمكانيات داخلية، لكن يقوم بعمله على الوجه الأمثل، الأمر الذي دفع الأميركيين إلى التفكير في فرض عقوبات على، “محمد جواد ظريف”، ومنعه بهذه الوسيلة من السفر إلى “الولايات المتحدة”، ومن ثم الحيلولة دون “وزير الخارجية الإيراني” ووسائل الإعلام الأميركية.

منهج مغلوط..

لطالما أكد، “محمد جواد ظريف”، في تصريحاته وكتاباته، أنه لما كان للعلاقات “الإيرانية-الأميركية” أن تتأزم بعد “الاتفاق النووي” على هذا النحو؛ لولا ضغوط وتأثير “المجموعة ب” داخل “الولايات المتحدة”.

وقال: “حال عزل (المجموعة ب) عن المشهد السياسي الأميركي؛ حينها يمكن لإيران وأميركا، مجددًا، إتخاذ خطوات على مسار الحد من التوتر”.

وليس المقصود بـ”المجموعة ب”، سوى “جون بولتون” و”بنيامين نتانياهو” و”محمد بن سلمان” وإمتلاكهم للأدوات السياسية التي تخولهم تقديم معلومات مغلوطة للمسؤولين الأميركيين، وبالتالي تتخذ “الولايات المتحدة” قرار المواجهة مع “إيران” بناءً على معلومات مغلوطة، وإنما تعتبر حركة “مجاهدي الشعب”؛ واحدة من جملة الأدوات السياسية لـ”المجموعة ب” للضغط على “إيران”.. ويمكن القول إن السياسات العدائية لفريق السياسية الخارجية الأميركية الحالي، وبخاصة “بولتون” و”بومبيو”، تضرب بجذورها في الأموال والمعلومات التي يأخذونها من هذه المنظمة الإرهابية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة