15 مارس، 2024 8:32 م
Search
Close this search box.

البنتاغون يفرض العقوبات وترامب يؤجلها .. مصير العلاقات “الأميركية-التركية” مجهول !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد يوم واحد فقط من إعلان “الولايات المتحدة” إنهاء مشاركة “تركيا” في البرنامج الخاص بمقاتلات (إف-35) الأميركية الحديثة، بما في ذلك إلغاء توريد المقاتلات لـ”تركيا” وإنهاء تدريب الطيارين الأتراك، أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أن “الولايات المتحدة” لا تدرس في الوقت الحالي فرض عقوبات على “تركيا” بسبب شرائها مظومة (إس-400) الروسية للدفاع الجوي، قائلًا للصحافيين في “البيت الأبيض”، أمس الخميس: “نحن لا ننظر في ذلك الآن”.

وليل الأربعاء، قررت “الولايات المتحدة” استبعاد “تركيا” من برنامج مقاتلات (أف-35)، بعد تسلم “أنقرة” الأجزاء الأولى من برنامج الدفاع الروسي (أس-400).

وتقول “واشنطن” إن: “مقاتلات (أف-35) لا يمكنها أن تتعايش مع منصة روسية لجمع المعلومات الاستخباراتية سيتم استخدامها لمعرفة قدراتها المتطورة”.

وبدأت “روسيا” تسليم نظامها الدفاعي المتطور، (أس-400)، إلى “تركيا”، الأسبوع الماضي، رغم المعارضة الشرسة من قِبل إدارة رئيس الولايات المتحدة، “دونالد ترامب”، التي هددت الحكومة التركية بعقوبات؛ وقالت إن نشرها هذا السلاح على أراضي البلاد سيمثل خطرًا بالنسبة للنظام الدفاعي لدول الـ (ناتو)، باعتبار المنظومات الروسية قادرة على كشف أسراره.

خطوة أحادية تُضر بعلاقات البلدين..

وردًا على القرار الأميركي، قالت “وزارة الخارجية التركية” إن استبعادها من برنامج (أف-35)؛ ليس مبنيًا على سبب مشروع ولا يتماشى مع كون “تركيا” دولة حليفة لـ”الولايات المتحدة”.

ووصفت الوزارة التركية، قرار “الولايات المتحدة”، بأنه: “خطوة أحادية الجانب تتعارض مع روح التحالف ولا تستند إلى أي مبرر مشروع”.

ودعت “وزارة الخارجية التركية”، “الولايات المتحدة”، إلى التراجع عما وصفته بأنه “خطأ”، قائلة إنه سيضر بالعلاقات بين البلدين العضوين في “حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو).

وذكرت محطة (سي. إن. إن ترك) التليفزيونية أن المتحدث باسم الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، عبر عن “قلق” بلاده من قرار “واشنطن”، استبعاد “تركيا” من برنامج المقاتلة.

ونقلت المحطة عن “إبراهيم كالين”، المتحدث باسم “إردوغان”، قوله إن العلاقات بين “أنقرة” و”واشنطن”، العضوين في “حلف شمال الأطلسي”، لا يمكن أن تبقى جيدة في ظل مثل تلك القرارات الأحادية الجانب.

الاستمرار مستحيل وسيكتمل شطبها في آذار 2020..

المتحدثة باسم البيت الأبيض، “ستيفاني غريشام”، قالت: “للأسف، شراء تركيا نظام (أس-400) الروسي للدفاع الجوي يجعل استمرارها في برنامج (أف-35) مستحيلًا”، موضحة أن عملية شطب الطرف التركي من المشروع ستستكمل بحلول آذار/مارس 2020.

وأضافت؛ في بيان: “كانت الولايات المتحدة تعمل مع تركيا لتقديم حلول دفاعية حتى تفي باحتياجاتها المشروعة للدفاع الجوي، وقدمت هذه الإدارة عروضًا متعددة لوضع تركيا في موضع الصدارة للحصول على نظام (باتريوت) الأميركي للدفاع الجوي”.

وأشار البيان إلى أن “تركيا كانت دومًا شريكًا موثوقًا فيه وحليفًا في الـ (ناتو) على مدى 65 عامًا، ولكن قبول نظام (أس-400) يقوض الإلتزامات التي تعهد بها حلفاء الـ (ناتو) بشأن الإبتعاد عن روسيا”.

وفي الوقت ذاته؛ أكدت “غريشام” على أن: “الولايات المتحدة ما زالت تقدر بصورة كبيرة علاقتنا الاستراتيجية مع تركيا”.

وأضافت: “كحلفاء في الـ (ناتو)، علاقاتنا ذات مستويات متعددة وليست مركزة فقط على (أف-35)”.

خسارة لفرص عمل وبعض إمكانيات النمو الاقتصادي..

من جهتها؛ قالت مساعدة وزير الدفاع الأميركي لشؤون الإقتناء والدعم الذاتي، “إيلين لورد”، في مؤتمر صحافي خاص عقده (البنتاغون)، مساء الأربعاء، حول هذا الأمر: “من الواضح أن تركيا ستخسر، للأسف، فرص عمل وبعض الإمكانيات للنمو الاقتصادي في المستقبل بسبب هذا القرار”.

وأضافت “لورد”: “لن تحصل، (تركيا)، على مبلغ يفوق 9 مليارات دولار كان من المقرر أن تكتسبها بفضل مساهمتها في برنامج تطوير (F-35) على طول مدى عمله”.

وتابعت المسؤولة الأميركية أن “تركيا” حظيت، قبل استلامها منظومات (إس-400)، بإمكانية إنتاج أكثر من 900 مكون لطائرات (F-35)؛ والحصول على 9 مليارات دولار في إطار التعاون مع المنتجين الأتراك”.

من جهة أخرى؛ أشارت “لورد” إلى أن “الولايات المتحدة” تبحث مع “تركيا” مسألة إعادة الأموال التي دفعتها في إطار صفقة شراء طائرات (F-35)، التي سبق أن طلبت “أنقرة” إقتناء 100 نسخة منها.

كما لفتت المسؤولة الأميركية إلى أن بلادها ستنفق نحو 500 أو 600 مليون دولار في إطار التكاليف الإضافية التي سينبغي دفعها “لتغيير قنوات التصدير”.

ودفعت “تركيا”، بحسب ما قاله سابقًا الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، نحو 1.25 مليار دولار في إطار صفقة شرائها المقاتلات الضاربة من طراز (إف-35).

قرار يعود لـ”الناتو”..

وردًا على سؤال حول استبعاد “تركيا” من الـ (ناتو)، بسبب شرائها منظومة (إس-400)، قال مساعد نائب وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية، “ديفيد تراختنبيرغ”: “هذا القرار يعود إلى الـ (ناتو). وتركيا تمثل عضوًا قديمًا في الحلف”.

وأضاف “تراختنبيرغ” أنه لن يرد على أسئلة حول: “ماذا يجب أن يحدث وماذا لا يجب أن يحدث”، موضحًا: “لسنا هنا من يقرر ذلك”.

وكانت “تركيا” قد تعاقدت لشراء 100 من طائرات (أف-35)، أكثر المقاتلات الأميركية تطورًا، ووضعت استثمارات ضخمة في البرنامج الأميركي. وتنتج شركات تركية 937 قطعة من قطع غيار الطائرات.

لكن “تركيا” أيضًا أتبعت سياسة دفاعية ذات استقلالية متزايدة وسط توتر في العلاقات مع “الولايات المتحدة” و”أوروبا”.

واشترت “أنقرة” نظام (أس-400) الروسي المتطور مقابل 2.5 مليار دولار، وأرسلت أفرادًا من قواتها المسلحة لـ”روسيا” للتدرب عليه.

وقالت “تركيا” أيضًا إن “الولايات المتحدة” تباطأت في تقديم درع بديل للدفاع الصاروخي.

ويقول مسؤولون دفاعيون أميركيون إن نظام (أس-400) لا يتماشى مع نظام حلف الـ (ناتو) في المنطقة.

وأضافوا أنهم لا يرغبون في أن تكون مقاتلات (أف-35) بالقرب من نظام (أس-400) لأنهم يخشون أن يتعرف الروس على أي نقاط ذات أهمية أو نقاط ضعف في المقاتلات.

ولدى “تركيا” ثاني أكبر جيش في الـ (ناتو)، المكون من 29 دولة، وهي حليف رئيس لـ”الولايات المتحدة”، وذات موقع استراتيجي مهم، ولها حدود مع “سوريا” و”العراق” و”إيران”.

ولعبت “تركيا” دورًا رئيسًا في الحرب السورية، وقدمت أسلحة ودعمًا عسكريًا لبعض الجماعات المسلحة.

لكن علاقاتها تدهورت مع بعض أعضاء الـ (ناتو) و”الاتحاد الأوروبي”، الذين اتهموا الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بتبني “نهج سلطوي متزايد” في الحكم؛ إثر محاولة انقلاب فاشلة عام 2016.

أنقرة بحاجة لواشنطن..

تعليقًا على الخطوة الأميركية تجاه “تركيا”، أكد الباحث السياسي، “جلال سلمي”، على وجوب “ألا نتوقع بأن تكون هناك ردات فعل قوية وحاسمة، عند الحديث عن دولة إقليمية سترد على كبرى”.

وقال إنه: “في هذه الفترة، أنقرة، بحاجة إلى واشنطن أكثر من العكس”، مشيرًا إلى أن: “منطقة شرق الفرات في سوريا تحاول، تركيا، استبعاد قوات (قسد) عن حدودها وتحاول قدر الإمكان أن تسيطر على هذه المنطقة، بالإضافة إلى مشكلة حوض شرق البحر المتوسط، لذلك لا تريد تركيا أن تصعد أكثر مع الولايات المتحدة حتى تكسب بعضًا من دعمها”.

محاولة لخلط الأوراق واللعب لمصالحها..

وترى (سكاي نيوز عربية) أنه لا يمكن فك أحجية الإصرار على الخروج التركي عن الحلف الغربي والإرتماء في الأحضان الروسية بمعزل عما يحدث من التطورات الراهنة، سواء محليًا في الداخل التركي وإقليميًا في الشرق الأوسط والمنطقة العربية الملتهبة، أو حتى دوليًا على صعيد القضايا العالمية، فحسابات “أنقرة” في الحصول على منظومة (إس-400) الصاروخية المتطورة تتعدى في كونها تعزيزًا لمنظومتها الدفاعية المتمثلة في صواريخ (باتريوت) وطائرات (إف-16) الأميركية، بل هي أيضًا محاولة تركية لخلط الأوراق واللعب لمصالحها وتحقيق مطالبها لدى الحلفاء.

وتهدف “تركيا”، من هذه الصفقة – بحكم موقعها الاستراتيجي الجيوسياسي – إلى ممارسة الإبتزاز السياسي لحلفائها، وهي لعبة طالما أتقن ممارستها النظام في “تركيا”، وبالأخص عندما استغل ملف أزمة اللاجئين كورقة ضغط ضد الدول الأوروبية؛ كما استغل ورقة الإرهاب وصعود تنظيم (داعش) مع “الولايات المتحدة”.

إرباك للسياسة الإميركية في الشرق الأوسط..

ويضيف الموقع أنه ما من شأن صفقة الصواريخ الروسية إلا إحداث إرباك للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، من خلال زيادة التوترات مع “أنقرة”، في وقت تمارس فيه “الولايات المتحدة” ضغوطًا على “إيران” وسياستها في المنطقة.

ويوضح أن الرهان التركي على “روسيا”، أثار حفيظة حلفاء “أنقرة” وعبروا عن بالغ قلقهم من هذا التقارب العسكري بإدماج نظام الدفاع الصاروخي الروسي بنظام “حلف شمال الأطلسي”. وهذا الأمر يضع ولاء “تركيا”، لحلف الـ (ناتو) موضع شك، خاصة بعد أن سبق وأن أجبرت “أنقرة” على إلغاء صفقة مماثلة مع “الصين” لشراء منظومة دفاع صاروخية بعد تحفظات من قِبل حلف الـ (ناتو) حول الصفقة.

خط أحمر للوجود التركي في حلف “الناتو”..

ويقول “كون كوغلن”، محرر الشؤون الأمنية والدفاعية في صحيفة (التلغراف)، إن على دول حلف الـ (ناتو) النظر بحذر لهذه القضية؛ بما أن الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، تجاهل رغبة الـ (ناتو) ورغبة “الولايات المتحدة” بإلغاء هذه الصفقة.

ولفت الكاتب التركي إلى أن المنظومة الروسية مصممة لإسقاط طائرات حلف الـ (ناتو)؛ وهذا يطرح تساؤلات كثيرة وخطيرة على استمرار “تركيا” في الـ (ناتو)، وهذه الصفقة تعتبر خطًا أحمر للوجود التركي في الحلف، مرجحًا تعليق عضوية “أنقرة” في الـ (ناتو)، خلال الأشهر المقبلة.

وأشار “كوغلن” إلى أن خروج “تركيا” من الحلف هو تحدٍ كبير في ظل القضايا الراهنة في المنطقة، خاصة وأن “تركيا” تعد ثاني أكبر قوة عسكرية في الـ (ناتو)، ولكن على الحلفاء تقييم الأوضاع بشكل حساس، خاصة وأن الـ (ناتو) يرى “روسيا” على أنها أكبر تهديد للأمن في “أوروبا”.

رهان خاسر..

مضيفًا أنه إذا أرادت “تركيا” أن تلقي بثقلها مع الجانب الروسي؛ فأعتقد أن الرهان خاسر، خاصة وأن الاقتصادين التركي والروسي يعانيان، وإذا ما واصل الرئيس التركي سياسته بعزل الغرب؛ فإن المشاكل في “تركيا” ستتفاقم، خاصة وأن “إردوغان” لا يتمتع بشعبية كبيرة في الداخل التركي.

موضحًا أنه رغم إنفاق “أنقرة” ما يقارب 1.4 مليار دولار على قطاع إنتاج طائرة (إف-35)، حيث تقوم في الوقت الحالي بتصنيع نحو 937 قطعة غيار لطراز (إف-35)، منها 400 قطعة هي الوحيدة التي تصنّعها، إلا أنه سيمنع على هذه الشركات تلقّي عقود من الباطن لهذه القطع وستحوّل حصتها من قطع الغيار هذه إلى شركات في بلدان أخرى.

أولى الخطوات العقابية..

ويقول موقع (بوليتيكو)؛ إن هذا الإجراء العقابي، الصادر عن “البيت الأبيض”، قد لا يكون سوى البداية، لأن الرئاسة الأميركية لم توضح ما إذا كانت ستفرض عقوبات أخرى، في إطار قانون مكافحة خصوم “الولايات المتحدة” الأجانب المعروف؛ بـ (كاتسا).

ويتيح القانون، الذي جرى تبنيه في سنة 2017، للرئيس الأميركي أن يفرض خمس عقوبات من أصل 12 عقوبة، تتراوح بين حظر مبيعات التكنولوجيا المتقدمة والقيود المالية والدفاعية والمنع من دخول “الولايات المتحدة”.

لكن قرار استبعاد “تركيا” من مشروع أحدث مقاتلة أميركية، ستكون له تبعات أيضًا على “الولايات المتحدة”، لأن “تركيا” تصنع أكثر من 900 قطعة في مقاتلة (إف-35)، في الوقت الحالي، وبما أن التعامل مع “أنقرة”، في هذا المشروع، قد وصل إلى نهايته، فإن “وزارة الدفاع الأميركية” ستضطر إلى البحث عن بديل.

وهو ما يؤكده مدير برنامج البحث التركي في معهد “واشنطن” لدراسات الشرق الأدنى، “سونر كاغابتاي”، إن “واشنطن” ستحتاج إلى إيجاد من يصنع هذه القطع بين الدول الشريكة الأخرى؛ وهي “أستراليا وكندا والدنمارك وإيطاليا وهولندا”، مضيفًا أن هذا الاستبعاد لـ”تركيا” قد يؤدي إلى إبطاء عملية إنتاج الطائرة، لأن “الولايات المتحدة” قد تضطر إلى الانتظار عامًا أو عامين ريثما تجد من يقوم بالمهام التي كانت تتولاها “أنقرة” قبل خطوة الاستبعاد.

يبدو أن العلاقات ستستمر..

وعلق “إسيك أوكتي”، الخبير الاستراتيجي في مصرف “باريبا”، على القرار الأميركي، قائلًا إن: “البيان الصادر من (البنتاغون)، الأربعاء، بشأن استبعاد أنقرة من برنامج (إف-35)؛ كان أكثر إعتدالًا مما كان متوقعًا”.

وأضاف: “من المؤكد أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على أنقرة، لكن كان من المحتمل أن يصدر البنتاغون بيانًا أكثر حدة، حيث تم استخدام لهجة إيجابية، ما يشير إلى أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة ستستمر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب