26 ديسمبر، 2024 6:05 م

بعد رده على “خامنئي” .. خطابات “السيستاني” تُشعل حماس المتظاهرين !

بعد رده على “خامنئي” .. خطابات “السيستاني” تُشعل حماس المتظاهرين !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

اشعلت خطابات المرجع الشيعي الأعلى، آية الله “علي السيستاني”، حماس المتظاهرين العراقيين، وأنضمت فئات جديدة للمتظاهرين؛ أبرزها بعض منتسبي الشرطة، وعادت فئات أخرى للتظاهر بعد أن هدأت ثورتهم؛ منها طلاب المدارس، وجاء ذلك عقب رد “السيستاني” على “خامنئي” بلهجة قوية يرفض فيها التدخل الخارجي؛ ليعمق الخلاف بين “خامنئي” و”السيستاني”، صاحب المكانة الروحية والسياسية الكبرى في “العراق”.

“خامنئي” و”السيستاني” وخطاب حاد..

وظهر الخلاف واضحًا، بين “خامنئي” و”السيستاني”، عندما طالب “خامنئي”، في بيان علني، بإنهاء المظاهرات في “العراق” و”لبنان”. واتهم العديد من رجال الدين الإيرانيين، المتظاهرين العراقيين، بأنهم يتلقون رواتبهم من “إسرائيل” و”أميركا” و”بريطانيا”؛ خلال خطبهم في صلاة الجمعة في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال “السيستاني”، في رسالة مفتوحة قرأها ممثله، السيد “أحمد الصافي”، في صلاة الجمعة، إنه لا أحد وصيً على العراقيين؛ وأنه لا يحق لأي شخص أو جماعة أو جهة إقليمية أو دولية فرض إرادتهم عليهم أو تحديد خياراتهم فيما يتعلق بإدارة بلدهم أو الإصلاحات التي يريدونها.

وقال سياسيون عراقيون، ومصادر قريبة من “السيستاني”؛ إن رسالة السيستاني “أغضبت خامنئي وقلق حلفائه في العراق”.

تصعيد.. بعد خطاب المرجعية..

وأثار الموقف الذي عبرت عنه مرجعية “النجف” ونقلته ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، “جينين-بلاسخارت”، خلال لقاء الأخيرة، أول من أمس، المرجع الشيعي الأعلى، “علي السيستاني”، حماس عموم المتظاهرين العراقيين، خصوصًا من طلبة الكليات والمدارس، ويبدو أنه دفعهم للعودة وبأعداد كبيرة إلى ساحات التظاهر في غالبية محافظات الوسط والجنوب، بعد تراجع نسبي لمشاركة هذه الفئة في الأيام الأخيرة.

وكانت “بلاسخارت” قد نقلت عن المرجع تأكيده على أن: “المتظاهرين لن يعودوا إلى منازلهم، قبل تحقيق جميع مطالبهم، وأن الرئاسات الثلاث إن لم يكونوا قادرين على تحقيق مطالب المتظاهرين، فلا بد من سلوك طريق آخر”؛ الأمر الذي فهم على نطاق واسع أنه دعوة صريحة من مرجعية “النجف” إلى المواطنين للاستمرار في المظاهرات والمطالب المحقة.

وعلى رغم إعلانها التوقف عن الإضراب العام، هذا الأسبوع، عادت “نقابة المعلمين العراقيين”، لتدعو، أمس، إلى خروج مظاهرات موحدة في جميع المحافظات اليوم. وقالت النقابة، في بيان، إنها: “تدعو إلى مظاهرة موحدة في جميع المحافظات لمنتسبيها من الملاكات التعليمية والتدريسية والزملاء المشرفيين التربويين والإختصاصيين”. وأوضحت أن المظاهرة ستنطلق من مقرات فروعها في المحافظات إلى ساحات التظاهر، الساعة العاشرة صباح اليوم. وشددت على أن: “ترفع لافتات تتضمن مطالب الجماهير التي أقرها المجلس المركزي”.

وكانت “نقابة المعلمين” قد أعلنت إضرابًا عامًا عن الدوام، بدأ مطلع الشهر الحالي وإنتهى في اليوم التاسع منه، تضامنًا مع المظاهرات التي تشهدها “بغداد” وعدد من المحافظات. وأكد نقيب المعلمين العراقيين، “عباس كاظم السوداني”، على أهمية التصريحات الأخيرة في إثارة حماس الكوادر التدريسية والطلبة في النزول بقوة إلى ساحات التظاهر.

غالبية فروع النقابة في “العراق” طالبت، بعد تصريحات المرجعية، بالخروج بمظاهرات سلمية من دون الإضرار بسير العملية التربوية وإنتظام الدوام في المدارس.

وفي “ذي قار”، أغلق متظاهرون جسري “الحضارات” و”النصر”، وسط مدينة “الناصرية”، في مركز المحافظة. وتم نشر قوات أمنية إضافية حول سجن “الحوت” في المحافظة.

أما في محافظة “ميسان”، فذكرت مصادر عراقية، أن متظاهرين أغلقوا قناة (العراقية) الرسمية.

وتحاول القوات الأمنية مجددًا سدّ كل الطرقات المؤدية إلى “ساحة التحرير” بالكتل الإسمنتية، بعدما أقدم المتظاهرون على إسقاطها أول مرة. وخلف تلك الكتل، تتمركز قوات مكافحة الشغب التي تواصل إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

وفي وقت مبكر من مساء أول أمس، كان دوي الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لا يزال مسموعًا قرب “ساحة التحرير” في “بغداد”، ورد المتظاهرون برشق الحجارة والقنابل الحارقة، وأصيب العشرات بجروح في المواجهات.

وفي “بغداد”، نقلت وكالة (رويترز) عن مسؤول أمني كبير، لم تسمّه، قوله إن هناك تكتيكات جديدة تم إقرارها في محاولة لحصر المظاهرات في “ساحة التحرير”، وهي مفترق طرق يؤدي مباشرة إلى “جسر الجمهورية”؛ الذي يمر فوق “نهر دجلة”. وأضاف المسؤول الأمني: “القوات الأمنية تلقت أوامر جديدة، يوم السبت، بضرورة الإبقاء على المتظاهرين داخل ساحة التحرير”.

وقال إن: “القوات الأمنية تعمل بهدوء لإحكام الطوق على الساحة ومن كل الإتجاهات”. وتابع أنه من المتوقع أن تلي ذلك حملة اعتقالات في محاولة للحد من القوة الدافعة للاحتجاجات.

تظاهرة عسكرية..

منذ اندلاع الموجة الثانية من الاحتجاجات في “العراق”، المستمرة منذ أكثر من أسبوعين، خرجت في مدينة “كربلاء”، الثلاثاء، أول “تظاهرة عسكرية” مؤيدة لمطالب الحراك الشعبي، وذلك بالتزامن مع تظاهرات في مدن عراقية أخرى، وخرج العشرات من ضباط ومنتسبي شرطة محافظة “كربلاء”، في أول تحرك عسكري علني لمساندة التظاهرات الشعبية في المدن العراقية.

ورفع عناصر الأمن، العلم العراقي، مستفيدين من دعوة المرجع الديني، “علي السيستاني”، إلى “عدم عودة المتظاهرين إلى منازلهم إلى حين تحقيق المطالب المشروعة”.

جاء ذلك بالتزامن مع خروج تظاهرات في العاصمة، “بغداد”، حيث عاد التوتر بين قوات الأمن والمتظاهرين قرب “ساحة الخلاني”، مما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين بجروح.

الطلاب..

كما شهدت الأيام الماضية؛ خروج آلاف الطلبة بمظاهرات احتجاجية وتوقف شبه كامل للجامعات والمدارس الثانوية، “نقابة المعلمين”، “تعرضت لضغوطات كبيرة”، بسبب موقفها المؤيد للمظاهرات من جهات عدة.

وتحدثت مصادر كثيرة عن إغلاق معظم المدارس الإعدادية والجامعات في وسط وجنوب البلاد أبوابها، أول أمس، رغم الدعوات المتكررة التي تطلقها السلطات الحكومية بالعودة إلى الحياة الطبيعية.

وتداولت شائعات حول أن أغلب إدارات المدارس في “النجف” تلقت تهديدات من أجل غلق المدارس والإضراب عن الدوام؛ وأن المدارس التي تلقت تهديدات هي “إعدادية الحدباء للبنات”، ومدارس “النوارس والفهد والأنوار” و”كلية التربية للبنات”، وكذلك “إعدادية الكندي والفراهيدي”. لكن نشطاء ومتظاهرين كذبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، “إدعاءات” مديرية التربية في “النجف”، وذكروا أن: “غالبية الطلبة من الفتيان والبنات يخرجون بصورة طوعية للمظاهرات ويتركون المدارس فارغة من دون حاجة إلى إغلاقها”.

الطلبة في محافظات “النجف وكربلاء وبابل” القريبة؛ خرجوا للتظاهرات والمسؤولين في المديرية قرروا عدم محاسبة الطلبة على الغياب وعلقوا الامتحانات الفصلية لوقت غير محدد، وطلبوا من الكوادر التدريسية الخروج في مظاهرات سلمية بعد نهاية الدوام الرسمي من كل يوم.

شائعات حول “السيستاني” وولده “محمد رضا”..

رد مكتب المرجع الأعلى على سؤال حول ما إذا كان “السيستاني” لا يدري شيئًا عما يدور في البلاد؛ وأن نجله، “محمد الرضا”، هو من يحرك الأمور والتصريحات، وقال المكتب عبر صفحته الرسمية: “سماحة السيد السيستاني، (دام ظله)، يتابع كل ما يجري عبر عدة آليات، منها :

المتابعة المباشرة عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع، كما يقدم لسماحته أهم ما ينشر في الصحافة والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل؛ مما هو محل الحاجة، وكذلك كتب وتقارير علمية في الملفات المهمة والحساسة، ويطلع على ما يصل إلى مكتبه من تقارير عن أحاديث وتصريحات المسؤولين في الدولة بمستويات متفاوتة تبين وجهات نظرهم في مختلف شؤون البلد. كما أن سماحته يعتمد في جزء أساس من متابعاته على ما يستمع إليه من زائريه وهم من عموم طبقات المجتمع العراقي وغيره”.

وتابع: “أما إصدار المواقف، فهو يبتني على دراسة دقيقة ومتأنية لكل حالة، وبعضها قد يستدعي الاستشارة من أهل الإختصاص، كما حصل في حالات عديدة، منها على سبيل المثال: رأي المرجعية العليا بإمكانية إجراء الانتخابات على أساس البطاقة التموينية، وهو رأي معمول به لحد الآن، اذ لم تستطع الحكومات المتعاقبة إجراء إحصاء سكاني حتى يومنا هذا”.

وقالت صفحة (فتاوي الإمام السيستاني): “أن قناة (NRT) – وبعض القنوات والمواقع – تتعرى من أصالة المهنة الإعلامية وتتعمد الكذب والتدليس بزجها مكتب سماحة المرجع الأعلى، وبالخصوص سماحة السيد، محمد رضا السيستاني، النجل الأكبر لسيدنا المرجع.. في الشأن السياسي واتفاقاته في خصوص التعامل مع التظاهرات الجارية في البلاد؛ مع أنّ الموقف من تلك التظاهرات قد أُعلن في خطب الجمعة”.

وتعليقًا على ما نشرته بعض وكالات الأنباء، نقلاً عن مصادر سياسية بشأن الاحتجاجات الجارية، نفى مصدر مسؤول في مكتب السيد “السيستاني”، في “النجف الأشرف”؛ أن تكون المرجعية الدينية العليا طرفًا في الاتفاق المزعوم على بقاء الحكومة الحالية وإنهاء الاحتجاجات الجارية، وأكّد المصدر: “إن موقف المرجعية الدينية تجاه الاحتجاجات الشعبية والتعامل معها والاستجابة لمطالب المحتجين؛ هو ما أعلنت عنه بوضوح في خطب الجمعة، وقد أبلغته لجميع من اتصلوا بها بهذا الشأن. وكل ما يُنسب إليها خلاف ذلك فهو لغرض الاستغلال السياسي من قِبل بعض الجهات والأطراف ولا أساس له من الصحّة”.

وفيما يتعلّق بما لوحظ مؤخّرًا من حمل صور سماحة السيد من قِبل بعض العناصر الأمنية؛ ورفعها في بعض الأماكن العامّة، قال المصدر: “إنّ سماحة السيد لا يرضى بذلك؛ كما سبق توضيحه أكثر من مرّة، فيُرجى من محبّي سماحته الكفّ عن ذلك”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة