11 أبريل، 2024 4:47 م
Search
Close this search box.

رغم سقوط “جدار برلين” .. الحرب الباردة على أشدها في العالم والشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

رغم مرور ثلاثين عامًا على سقوط “جدار برلين”؛ إلا أن كثيرًا من المحللين لا يرون أن “الحرب الباردة” قد إنتهت. فالنزاعات الدولية المعاصرة، بما في ذلك من تطورات في الشرق الأوسط وإفريقيا، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن “الحرب الباردة” ما زالت قائمة؛ وهي حامية الوطيس بين “موسكو” و”واشنطن”.

روسيا لم تتخلى عن أطماعها !

تقول المحللة الإسرائيلية، “بنينا شوكر”: لقد تم منذ قرابة أسبوع الاحتفال بالذكرى الثلاثين لسقوط “جدار برلين”؛ وهو الحدث الذي كان يرمز إلى إنتهاء “الحرب الباردة”، بين “الاتحاد السوفياتي” و”الولايات المتحدة”، إلا أن الفترة الحالية تُظهر أن “الحرب الباردة” عادت لتطل برأسها من جديد.

فها هي “روسيا” لم تتخلى يومًا عن أطماعها التوسعية؛ وخلال العقد الأخير بذلت “موسكو” مساعٍ كبيرة ومتشعبة لتحقيق أهدافها.

وبدا ذلك واضحًا من خلال شن الهجمات العسكرية ضد جيرانها، وهو ما شهدناه خلال حروبها الطويلة في “الشيشان” وغزوها لأراضي دولة “غورغيا”، عام 2008، وقيامها بضم شبه جزيرة “القرم”، عام 2014، وكان ذلك في إطار التدخل الروسي في الحرب الأهلية التي شهدتها “أوكرانيا”؛ إضافة إلى تدخل “روسيا” في صراعات دامية أخرى كالحرب الأهلية في “سوريا”.

زيادة التوغل الروسي في إفريقيا..

وتروى “شوكر”؛ أن “روسيا” تسعى لإعادة تعزيز العلاقات التي تقوضت إثر إنهيار “الاتحاد السوفياتي”، وذلك عبر استغلال أطراف عسكرية “مستقلة”. ولقد تم استخدام تلك الطريقة، لأول مرة، في تشرين أول/أكتوبر من عام 2014؛ ثم إمتدت إلى ثلاث قارات وعلى رأسها القارة السمراء.

على سبيل المثال؛ نجد أن الروس قد نالوا إمتيازات وتسهيلات كبيرة في مجال الحفر والتعدين للحصول على “الماس” و”الذهب” في “جمهورية إفريقيا الوسطى”، وذلك مقابل تدريب أفراد جيش تلك الدولة، التي تشتهر بمخزونها الهائل من رِكاز المعادن.

كما تقوم “روسيا” بإرسال مساعدات عسكرية للميليشيات في “ليبيا”؛ وهي بالطبع أكبر دولة مصدرة للأسلحة في إفريقيا.

وقبل قرابة أسبوع؛ أجرى سلاح الطيران الروسي، برفقة نظيره المصري؛ مناورة مشتركة، وذلك في ظل معلومات بأن “مصر” تستعد لشراء طائرات حربية روسية من طراز (35-SU)؛ وأن “روسيا” ستعمل، خلال العقد القادم، على إقامة مفاعلات نووية في “مصر” وفي دول إفريقية أخرى.

التدخل في الانتخابات..

وإضافة إلى التعاون العسكري؛ بدأت “روسيا” تلجأ وبشكل ملحوظ إلى استغلال الوسائل الاقتصادية والتوعوية للتأثير على الانتخابات وزعزعة الاستقرار في العديد من الدول الديمقراطية في أرجاء العالم.

وبدءًا من عام 2018؛ أخذت “روسيا” تتدخل كثيرًا في المعارك الانتخابية التي تُجري كذلك في الدول الإفريقية، إما من خلال إرسال نشطاء تابعين لها أو عبر إنشاء حسابات مزيفة على منصات التواصل.

ففي شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، أعلنت شركة (فيس بوك) عن رصد محاولات روسية للتأثير على الانتخابات في “جمهورية مدغشقر”؛ وكذلك في “جمهورية موزمبيق”؛ وذلك باستخدام الدعاية الموالية لـ”روسيا” والمناهضة لـ”الولايات المتحدة”.

وكأن قارة إفريقيا باتت بمثابة حقل تجارب لبحث إمكانية استغلال التقنيات الحديثة في نشر المعلومات المغلوطة، استعدادًا لانتخابات الرئاسة الأميركية، التي ستُجرى عام 2020.

صفحة جديدة في العلاقات “الروسية-الإفريقية” !

بحسب “شوكر”؛ فإن الحدث الأهم الذي يعكس اهتمام “روسيا” بقارة إفريقيا، هو المؤتمر الروسي الإفريقي الأول من نوعه، والذي أنعقد بطلب من “موسكو”، في منتصف شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وشارك في المؤتمر قادة 54 دولة إفريقية؛ وأعلن الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، أن بلاده تدعم كفاح الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار والتفرقة العنصرية. مضيفًا؛ أن بلاده تبدأ صفحة جديدة في تاريخ العلاقات (الروسية-الإفريقية).

الولايات المتحدة تهمل إفريقيا..

وفي ظل الأهمية الكبيرة التي توليها “روسيا” لـ”إفريقيا”، نجد النقيض تمامًا من جانب “الولايات المتحدة”. فمنذ انتخاب، “دونالد ترامب”، رئيسًا لـ”الولايات المتحدة”، لم يقم ولو بزيارة رسمية واحدة لأية دولة إفريقية، على الرغم من أن “الولايات المتحدة” تتفوق على “روسيا” في حجم التجارة مع إفريقيا.

ورغم أن النشاط الروسي في إفريقيا يُشكل “تهديدًا كبيرًا” للأمن القومي الأميركي، إلا أن الجهود الأميركية لتعزيز العلاقات مع إفريقيا لا تزال أقل بكثير مما تبذله كل من “روسيا” و”الصين” في هذا الشأن.

أمن إسرائيل بات في خطر !

وحتى في منطقة الشرق الأوسط، تسعى “موسكو” لتعزيز علاقاتها مع حلفاء “واشنطن” التقليديين، بل وتفرض نفوذها على سلوك جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة.

وما حدث من تقارب (روسي-تركي) خير دليل على ذلك، وتؤكد “شوكر” على أن التعاون الروسي مع كل من “تركيا” و”إيران”، بات يشكل تهديدًا لأمن “إسرائيل”. ورغم عدم تفوق “روسيا” عسكريًا واقتصاديًا على “الولايات المتحدة” إلا الحاجة باتت الآن مُلحة لكبح جماع “روسيا” حفاظًا على مصالح الغرب عمومًا و”إسرائيل” خصوصًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب