19 أغسطس، 2025 10:21 م

بعد إنفلات الوضع بينهما .. “الكاظمي” يرسل وفدًا إلى طهران لتهدئة الفصائل .. فهل ينجح في ذلك ؟

بعد إنفلات الوضع بينهما .. “الكاظمي” يرسل وفدًا إلى طهران لتهدئة الفصائل .. فهل ينجح في ذلك ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد تزايد التهديدات المتبادلة بين ميليشيات (الحشد الشعبي)، خاصة تلك التي تم التهديد فيها بقطع أذني رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، وذلك في ظل التوتر المشتعل قبل أيام معدودة من ذكرى اغتيال قائد (فيلق القدس) الإيراني السابق، “قاسم سليماني”، ونائب رئيس (هيئة الحشد الشعبي) العراقي، “أبومهدي المهندس”، في 3 كانون ثان/يناير الماضي، أرسل “الكاظمي” وفد عراقي رفيع المستوى إلى “طهران” ليطلب من القيادة الإيرانية ضبط الميليشيات الموالية لها في “العراق”.

ولم يعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، رسميًا عن إرساله مبعوثًا خاصًا إلى “طهران”، لكن الأخيرة هي التي أعلنت ذلك. وتردد أن المبعوث هو، “أبوجهاد الهاشمي”، الذي كان شغل منصب مدير مكتب رئيس الوزراء السابق، “عادل عبدالمهدي”.

ولم تذكر “طهران” أسباب الزيارة، إلا أن بعض القراءات قد ربطت بين تصاعد هجمات الفصائل المسلحة الأخيرة، وعلاقة بعض تلك الجماعات بـ”إيران”.

مواجهات بين “الكاظمي” و”عصائب أهل الحق”..

وكان “الكاظمي”؛ خاض قبل يومين مواجهة مع (عصائب أهل الحق)، التي يتزعمها، “قيس الخزعلي”؛ وهي من الفصائل المسلحة القريبة من “طهران”.

تلك المواجهة كانت الثانية من نوعها بعد المواجهة الأولى مع (كتائب حزب الله) العراقية، الموالية لـ”إيران”، في شهر حزيران/يونيو الماضي، والتي تراجع خلالها “الكاظمي” عن قرار مواجهة الجماعات المسلحة، فيما بدا مستعدًا لمواجهة (العصائب)، بما في ذلك رفض إطلاق سراح المعتقل المشتبه بتورطه في قصف “المنطقة الخضراء”.

جاءت بدعوة إيرانية..

وأبطل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “سعيد خطيب زاده”، تلك التفسيرات المتداولة بشأن الزيارة، وقال إنها: “بدعوة إيرانية”.

وتعليقًا على سؤال حول ما إذا كانت “إيران” تتوقع أن يقدم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، على عمل عسكري ضد “طهران” في أيامه الأخيرة، قال “خطيب زاده”: “نفكر في كل السيناريوهات، ولدينا رد لكل سيناريو”.

وعرج المتحدث باسم “الخارجية الإيرانية”، خلال المؤتمر الصحافي الذي نقلته وسائل إعلام إيرانية، على تغريدة زعيم (التيار الصدري) الأخيرة، التي دعا فيها، “طهران”، إلى عدم التدخل في الشأن العراقي وإبعاده عن صراعها مع “أميركا”، قال “خطيب زاده”: “توقيت ومضمون تلك التصريحات والتغريدات؛ مريب ومضلل، ولا نسعى للتوتر، نحن ندافع بكل قوتنا عن المصالح الوطنية لإيران، وقد ثبت أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن أي عمل”.

مضيفًا أن: “إيران لم تحل مطلقًا خلافاتها في منطقة أخرى، والعكس ليس صحيحًا”. وإذا كان الرد الرسمي الإيراني على دعوة “الصدر” مواربًا، فإن أغلب المواقع الإخبارية الإيرانية عدّته: “ردًا حازمًا”؛ وانتقدت الزعيم الشيعي العراقي.

مفاوضات السلاح المنفلت..

من جهته، أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء، “حسن ناظم”، أمس على زيارة وفد حكومي عراقي إلى “إيران”، مبينًا أن الوفد المُرسل من الحكومة إلى “إيران” ناقش الوضع الأمني.

وقال “ناظم” إن: “الوفد المُرسل من الحكومة إلى إيران؛ ناقش الوضع الأمني الذي تتعرض له البلاد”.

وأضاف أن: “هناك سلاحًا منفلتًا بحاجة ليس فقط إلى مفاوضات ونقاشات داخلية؛ بل هناك قوى إقليمية حاضرة في العراق، وبالتالي يجب التفاهم في هذه المسألة”.

مخاوف من جر “إيران” لصراع مع “أميركا” !

المحللون الإيرانيون سبق وأن أعربوا عن مخاوفهم من “جر” إيران إلى صراع مع الولايات المتحدة، بسبب “مزايدات” بين الفصائل العراقية الموالية لـ”طهران”، فيما يخص الثأر لمقتل “قاسم سليماني”.

لكن اللافت أن “طهران” هي التي تؤجج هذه: “المزايدات”، وتفاقم التوتر في العراق عبر تهديداتها بـ”حتمية” الرد على مقتل “سليماني”، ومواقف كبار مسؤوليها بشأن الوجود العسكري الأميركي في العراق.

كما تُمارس الحكومة الإيرانية ضغوطًا على العراق لاتخاذ خطوات قانونية على الصعيد الدولي ضد الولايات المتحدة، بسبب الضربة الأميركية التي قتلت “سليماني” على الأراضي العراقية.

إحراج “الكاظمي” بسبب عدم التوافق مع الفصائل..

تعليقًا على الزيارة، قال المحلل السياسي العراقي، “مناف الموسوي”، إن: “رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، كان دائمًا يفضل جانب الحوار مع الفصائل؛ إلا أن الحوار يحتاج إلى مقومات”.

وأشار إلى أن: “الكاظمي أصبح محرجًا؛ بسبب عدم التوافق مع الفصائل، وعدم ضبط إيقاع هذه الفصائل قد يعطي مؤشرًا على أن الانتخابات القادمة لن تكون شفافة”.

وأكد الخبير أن: “رئيس الوزراء العراقي؛ بدأ بتغيير منهجه في التعامل مع الفصائل المسلحة، وأتضح ذلك من خلال الاعتقالات التي حدثت في صفوفها مؤخرًا”.

وحول زيارة وفد عراقي لـ”طهران” حاملاً رسالة من وزير الدفاع، قال “الموسوي”؛ إن: “زيارة الوفد العراقي لطهران؛ تأتي من أجل مطالبة الجمهورية الإسلامية بالإيعاز للفصائل المسلحة بعدم مهاجمة البعثات الدبلوماسية، وهناك فريقان في طهران، الأول: يريد التهدئة انتظارًا لوصول، جو بايدن، لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية، والفريق الآخر: يريد التصعيد، خاصة مع اقتراب الذكرى السنوية لمقتل الجنرال، قاسم سليماني”.

وأعرب الخبير عن إعتقاده بأن: “الوفد العراقي كان يريد إيصال رسالة؛ بأن الموقف صعب وأن مثل هذه الاضطرابات قد تؤثر على الأمن في المنطقة”، مؤكدًا أنه: “ليس في مصلحة إيران التصعيد في الوقت الحالي”.

التفاوض من موقع السيادة.

كما أكد الدكتور “ياسين البكري”، أستاذ العلوم السياسية في جامعة “النهرين”، على أن: “الزيارة تتعلق بالمجمل؛ بضبط الميليشيات وإخضاعها نسبيًا لسلطة الدولة، ودون ذلك؛ فإن المواجهة آتية، وبقسوة على ما يبدو”.

وحول توقيت الزيارة، يقول “البكري” إن: “إيران اليوم، ومثلما يعرف الجميع، في أضعف حالاتها، وهي تتوقع ربما عقابًا عسكريًا من الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترمب، وهو ما لا تريده”.

وبشأن الرسالة التي يمكن أن يحملها الوفد العراقي، يقول “البكري” إن: “الرسالة هي أن العراق يُريد أن يتفاوض من موقع السيادة، مما يسهل له اتخاذ إجراءات ضد بعض الشخصيات الميليشياوية”.

عجز الحكومة العراقية..

الخبير العسكري والإستراتيجي، “عدنان الكناني”، قال إن: “الطيران الأميركي يُحلق في الأجواء العراقية منذ قرابة الشهرين، تحسبًا لأي ردود أفعال إيرانية على العمليات النوعية التي تقوم بها الولايات المتحدة في إيران، حيث ستعمل واشنطن على القيام بمثل هكذا عمليات في العمق الإيراني”.

وأوضح أن: “مبعوث الكاظمي إلى طهران جاء على خلفية التوتر الكبير الذي حصل بعد قيام القوات الأمنية العراقية باعتقال المسؤول عن إطلاق الصواريخ تجاه السفارة الأميركية، ومهمة المبعوث هي لأجل إقناع إيران بتهدئة الفصائل المسلحة”.

وأضاف “الكناني”، قائلاً: “الولايات المتحدة نفسها متخوفة من أعمال قد يقوم بها، ترامب، من أجل البقاء في السلطة، كما أن الحكومة العراقية لم تستطع القيام بأي إجراء ضد المجاميع المسلحة، كونها حكومة واهنة وضعيفة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة