20 أبريل، 2024 3:52 م
Search
Close this search box.

زيارة الوفد المصري لحكومة الوفاق .. هل تُنبيء بعودة العلاقات بين القاهرة وطرابلس ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في نقطة تحول بالمشهد السياسي الليبي، زار وفد مصري رفيع، الأحد الماضي، العاصمة الليبية، “طرابلس”، للمرة الأولى، منذ عام 2014، حيث التقى مع مسؤولين أمنيين وسياسيين بـ”حكومة الوفاق”.

هذه الزيارة؛ تأتي بعد أسبوع من زيارة قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء “عباس كامل”، لمدينة “بنغازي”، ولقائه قائد الجيش الليبي، “خليفة حفتر”، ورئيس البرلمان، “عقيلة صالح”، وبعد أيام من اجتماع “مصري-ليبي”، في القاهرة، بين “اللجنة الوطنية للأزمة الليبية” وشخصيات من جنوب ليبيا.

وتشهد “ليبيا” انقسامًا حادًا في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يُديره “مجلس النواب” و”الجيش الوطني”، بقيادة المشير “خليفة حفتر”، والقسم الغربي من البلاد الذي يُديره المجلس الرئاسي لـ”حكومة الوفاق الوطني”، المعترف بها دوليًا برئاسة “فائز السراج”، المدعوم من “تركيا”.

تبادل رسائل إيجابية..

حول الزيارة، أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني الليبية، “أحمد معيتيق”، أن الرسائل التي تم تبادلها بين الوفد المصري، الذي زار “طرابلس” قبل أيام؛ كانت إيجابية من قِبل الطرفين، مشيرًا إلى أنها شهدت مناقشات حول إعادة تفعيل العلاقات بين “القاهرة” و”طرابلس”، وتم الاتفاق على العديد من الملفات.

وقال “معيتيق”، في حوار مع وكالة (سبوتنيك)؛ إن: “هذه الزيارة هي الأولى لوفد مصري بهذا المستوى منذ فترة طويلة، من أكثر من 6 أو 7 سنوات”.

وأوضح: “تكلمنا مع الوفد المصري؛ فيما يخص إعادة تفعيل العلاقات (المصرية-الليبية)، أو طرابلس والقاهرة بالأحرى، وأن تشهد المرحلة القادمة عودة السفارة المصرية في ليبيا، وفي نفس الوقت هناك الكثير من الملفات الاقتصادية والأمنية التي تم الاتفاق عليها”.

وأضاف “معيتيق”: “بصفة عامة كانت الرسالة إيجابية جدًا من طرفنا؛ وإيجابية من جانب الطرف المصري”.

اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية..

وفي ثاني يوم بعد الزيارة، قالت وزارة خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبية؛ إن وزير الخارجية، “محمد طاهر سيالة”، بحث مع نظيره المصري، “سامح شكري”، الملف الليبي هاتفيًا.

وقال متحدث باسم خارجية حكومة الوفاق، “محمد القبلاوي”، عبر (تويتر)، يوم الإثنين، إن: “وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أجرى اتصالاً هاتفيًا بمعالي وزير الخارجية، محمد الطاهر سيالة، وبحث معه الملف الليبي ودعم الاستقرار”.

وتابع “القبلاوي” أن: “شكري عبر، لوزير الخارجية، عن شكره لحفاوة استقبال الوفد المصري في العاصمة طرابلس، وأن تكون الزيارة خطوة جدية لاستمرار التعاون بين الجانبين”.

وكان “القبلاوي”، قد صرح بأن الوفد المصري الذي زار “طرابلس”، للمرة الأولى منذ عام 2014، وضم مسؤولين من الخارجية والمخابرات المصرية، قد وعد بعودة العمل بالسفارة المصرية بـ”طرابلس” قريبًا.

وأكد أن: “الزيارة كان الغرض منها التطرق للعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية لطبيعتها والتعاون بين البلدين في مجالات عدة”، كما جرى الاتفاق، خلال اللقاءات، على ضرورة وضع حلول عاجلة لاستئناف الرحلات الجوية إلى القاهرة”.

لمنع إشعال حرب في المنطقة..

ورأى النائب “سعيد مغيب”، عضو البرلمان الليبي، أن: “الزيارة جاءت في توقيت مهم لمنع إشعال أي حرب في المنطقة في الوقت الراهن، وأنه ربما قدم النصيحة للطرف الغربي بعدم الإنجرار وراء المخطط التركي”.

وأضاف: “الجانب الغربي لا يملك قراره، لذلك لن يرحب بكل ما طرحه الجانب المصري، خاصة أن الزيارة المفاجئة التي جرت من الناحية التركية، تؤكد أنها تتابع المشهد وأنها تسعى لعرقلة المشهد بكل وسيلة”.

ورأى أن: “الوفد التركي أراد إرسال رسالة مفادها أن الغرب الليبي بالكامل تحت السيطرة العسكرية التركية، خاصة بإقامة الحفل والترتيبات التي جرت بشكل مفاجيء”.

تشكيك في إلتزام الجانب الغربي..

من جهتها، قالت الكاتبة الليبية، “عفاف الفرجاني”، إن: “الوفد المصري؛ يؤكد على مبادرة القاهرة والتفاهمات التي حصلت بمدينة الغردقة في وقت سابق”.

مضيفة أن: “تلك الخطوة تمثل إنفراجة مهمة، إن لم تتدخل تركيا، لتعرقل أي توافق بين القاهرة وطرابلس”.

وشككت “الفرجاني” في مدى إلتزام الجانب الغربي؛ بما تم مناقشته مع الجانب المصري، خاصة في ظل النفوذ التركي المسيطر على قرارات الجانب الغربي.

أنقرة ستحول دون التقارب المصري..

بدوره، قال النائب، “عمر تنتوش”، أن: “الدور المحوري لمصر يجب أن يتجسد في المحافظة على أمنها، وذلك بمساهمتها في استقرار ليبيا عن طريق سياستها المنفتحة مع الجميع في الشرق والغرب الليبي”.

ويقول خبراء إن: “أنقرة لن تسمح للغرب الليبي باتخاذ أي خطوات من شأنها التقارب مع مصر، وأنها ستحول دون دور مصري من شأنه تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية”.

فتح قنوات مع حكومة الوفاق..

الخبير في الشؤون المغاربية، “سيدي محمد بن جعفر”، اعتبر أن “مصر” غير معنية بمزيد من تدهور للأوضاع في البلد الجار، لم يحمله ذلك من انعكاسات سلبية على الأمن القومي المصري.

وأضاف أن الزيارة تأتي في سياق فتح قنوات مع “حكومة الوفاق”، ضمن إستراتيجية مصرية جديدة تجاه الملف الليبي، لا سيما بعد فشل المشير، “خليفة حفتر”، في السيطرة على العاصمة، “طرابلس”.

بداية للتخلي عن “حفتر”..

من جهته؛ أشار الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، “محمود مختار إسماعيل الرملي”، إلى أن زيارة الوفد الأمني المصري إلى العاصمة الليبية، “طرابلس”، تعكس تغيرًا كبيرًا في سياسة الدولة المصرية من دعم مطلق للمشير، “خلفية حفتر”، إلى إمكانية الحوار مع “حكومة الوفاق الوطني” الليبية.

كما اعتبر “الرملي”؛ أن “مصر” بدأت تتخلى عن “حفتر”، الذي ينتهج مبدأ السلاح، سعيًا لإحتضان مبدأ السياسة القائم على أسس عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

لن توصف بالتحول في موقف القاهرة..

ويصف الباحث في المعهد السويسري للمبادرة العالمية، “جلال حرشاوي”، زيارة الوفد المصري لـ”طرابلس”؛ بـ”البادرة المهمة والتاريخية”. ورغم أنها تأتي بعد ستة سنوات من الإنقطاع، قال: “لن أصفها بأنها تحول في موقف القاهرة”.

موضحًا، لموقع (الحرة) الأميركي؛ أن مصر: “لم تفعل سوى القليل جدًا”؛ فيما يتعلق بهجوم “حفتر” على الغرب الليبي، قائلاً: “في الواقع، كانت القاهرة ترفض هذه المغامرة”.

وأضاف: “قبل بدء هجوم حفتر على طرابلس، في 4 نيسان/أبريل 2019، كان المصريون يرون أن الجيش الوطني الليبي – يقوده حفتر – سيفشل على الأرجح”.

يُذكر أن الدعم التركي أتاح لـ”حكومة الوفاق الوطني” إلحاق سلسلة من الهزائم بقوات “حفتر”؛ عقب هجوم “طرابلس”، في 2019.

وأضاف الباحث في المعهد السويسري: “اعتبرت كل من، موسكو والقاهرة، أن حفتر يفتقر إلى الثقة والقوة العسكرية، ولا يرتكز على عوامل اجتماعية وسياسية ضرورية لإنجاح عمليته العسكرية الضخمة التي كانت على بُعد نحو ألف كيلومتر من قواعده”.

وأكد أن هذا التشكك (المصري-الروسي): “لم يوقف حفتر، الذي كان مدعومًا دائمًا من الإمارات”.

أعطى “فرصة ذهبية” لتركيا لدخول طرابلس !

كما يرى “حرشاوي”؛ أن ما تنبأ به المصريون وخافوا منه حدث، متمثلاً في تهيئة الظروف لانتقال واسع للأتراك إلى “ليبيا”؛ بسبب هجوم حفتر: “غير المخطط له”.

ومضى يقول: “في الواقع، أعطى هجوم حفتر فرصة ذهبية لتركيا للدخول إلى طرابلس، وتحويل ما كان لسنوات عديدة مجرد وجود ظل إلى وجود مادي هائل”.

لتجنب التدخل العسكري خارج حدودها..

ويعتقد الباحث في الشؤون الليبية؛ أن ما تريده “مصر” الآن هو استقرار الأوضاع في “ليبيا”، مضيفًا أن زيارة وفدها إلى “طرابلس”؛ لا يمثل تغييرًا كبيرًا في سياستها تجاه الأزمة، بقدر ما يمثل إشارة لإيضاح موقفها، وإلى أنها تستطيع التحدث إلى “طرابلس” وتقبل الواقع الحالي.

وشهدت “القاهرة”، في أيلول/سبتمبر الماضي، عودة الزيارات التي إنقطعت لما يقرب من عامين، لوفود المنطقة الغربية الليبية، الذين يدعمون “حكومة الوفاق”.

وتابع “حرشاوي”: “مصر لا تريد مزيدًا من الحروب في ليبيا، لسببين؛ أولهما: أن استمرار القتال قد يؤدي للسماح لحكومة الوفاق بالاستيلاء على المزيد من الأراضي، مثل سرت والهلال النفطي، وبالتالي الاقتراب من الحدود المصرية، وربما يتسبب في إنهيار النظام الأمني الوحيد الموجود في شرق ليبيا. أما ثاني هذه الأسباب: فهو أن الحرب قد تُجبر مصر على التدخل العسكري خارج حدودها”.

موافقة البرلمان المصري على نشر قوات مسلحة في الخارج..

يُذكر أنه، في حزيران/يونيو الماضي، كانت “مصر” على استعداد للتدخل العسكري في “ليبيا” فعلاً، وأعطى البرلمان الضوء الأخضر لنشر قوات مسلحة في الخارج، وذلك بالتزامن مع تفويض قبائل ليبية لهذا التدخل، بعد تلميح الرئيس، “عبدالفتاح السيسي”، لدخول الجيش المصري إلى مدينة “سرت” الإستراتيجية وقاعدة “الجفرة” الجوية؛ إذا استمر تقدم قوات “الوفاق”.

يذهب إلى ما هو أبعد من تهديد وقف إطلاق النار..

والجمعة الماضية، دعا “حفتر”، قواته، إلى حمل السلاح مجددًا لـ”طرد المحتل” التركي. وقال في كلمة بمناسبة ذكرى استقلال ليبيا الـ 69: “اليوم نُذكر العالم بموقفنا الثابت؛ بأنه لا سلام في ظل المستعمر ومع وجوده على أرضنا”.

وجاءت هذه التصريحات؛ رغم توالي سلسلة من المحادثات بين ممثلين عن طرفي الأزمة الليبية، منذ التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في تشرين أول/أكتوبر 2020، تحت رعاية “الأمم المتحدة”.

وقد سمح اتفاق وقف إطلاق النار للأطراف المتخاصمة بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

“حرشاوي”؛ يقول إن دعوة “حفتر” إلى حمل السلاح مجددًا؛ تذهب إلى ما هو أبعد من تهديد وقف إطلاق النار، مضيفًا: “كانت تصريحاته إشارة إلى أن وقف إطلاق النار لم يُعد قائمًا. قال إنه لا يشعر بالإلتزام على الإطلاق بالإمتثال لأي بند أو شرط”.

وبعيدًا عن “حفتر”، يرى “حرشاوي”؛ أن طرفا الصراع في “ليبيا” لم يحترما وقف إطلاق النار. وقال: “ما حدث، منذ النصف الثاني من شهر حزيران/يونيو، هو فترة هدوء فني نتيجة لتوازن القوى، مما جعل الأمور ثابتة نسبيًا”.

معتقدًا أن محاولات “الأمم المتحدة”، لعقد حوارات وإلتزامات بناء على هذا الهدوء، لم تنجح. ربما باستثناء محادثات “اللجنة العسكرية المشتركة لليبيا”، والمعروفة باسم (5+5)، مضيفًا: “هذا الحوار العسكري في حالة سيئة، لكنه لم يمت بالكامل بعد”.

وكانت مدينة “الغردقة” المصرية؛ قد استضافت، أيلول/سبتمبر الماضي، محادثات (5+5)، لبحث بعض الملفات الأمنية والعسكرية، برعاية مباشرة من “الأمم المتحدة”.

وتضم هذه المحادثات خمسة مسؤولين عسكريين وشرطيين من كلا طرفي النزاع، وبحثت إعادة بناء “موحد” لجيش وشرطة من الشرق والغرب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب